إن أمراض الصيف ترتبط على الأغلب إما بالعوامل المحسسة التي يكثر احتكاك الإنسان بها في فصل الصيف كالغبار وأشعة الشمس القوية وهواء التكييف أو نتيجة البكتيريا التي تنشط مع ارتفاع الحرارة وزيادة إمكانية انتقالها من مكان لآخر بواسطة الحشرات كالذباب، ولذلك نجد أن أكثر الحالات الالتهابية التي تصيب العين هو التهاب الملتحمة التحسسي أو البكتيري والذي يحدث للأطفال وهو عبارة عن حدوث التهاب في الغشاء المخاطي الشفاف الذي يغطي القسم الأمامي من العين والسطح الداخلي للأجفان والمسمى بالملتحمة، وهي تختلف باختلاف العامل المسبب حيث هناك أنواع مختلفة من الالتهابات التي تتعرض لها العين، فعلى سبيل المثال فإن التهاب الملتحمة البكتيري تسببه أنواع مختلفة من البكتيريا، والتهاب الملتحمة الفيروسي ناتج عن الحمات الراشحة، أما التهاب الملتحمة التحسسي فهو ناتج عن تماس العين مع عوامل محسسة كالغبار أو الروائح الواخزة أو أشعة الشمس الحادة، كما تترافق هذه الأنواع من الالتهابات مع أعراض مرضية قد تبدو متشابهة، حيث يصعب على غير المتخصص التفريق فيما بينها، أما المريض فيشكو من احمرار في العين المصابة مع وجود إفرازات والتصاق في أطراف الأجفان عند استيقاظه من النوم صباحاً، كذلك الالتهاب البكتيري، حيث تنتقل فيه العدوى عن طريق استخدام اللوازم الشخصية للمصاب بهذا الالتهاب أو عن طريق الأيدي الملوثة ويلعب الذباب دوراً كبيراً في نشر هذا النوع من الالتهاب، حيث تنتقل البكتيريا بين الأطفال وبالتحديد في فصل الصيف عندما تزداد فترات اللعب خارج المنزل فتكون إمكانية التعرض للعدوى بالالتهاب قائمة، مضيفاً أن أعراض هذا المرض تظهر على شكل إفرازات قيحية واحمرار في العين مع ألم ودماع، ومن الضروري اللجوء إلى الطبيب المختص وعدم الاعتماد على أدوية من صيدلية المنزل كي لا يزداد الأمر سوءاً. وتنتقل العدوى إلى أجزاء أخرى في العين، كما يمكن اللجوء لغسيل العين بالماء فقط لإزالة الإفرازات عنها وعن الرموش ريثما يبدأ المريض باستخدام العلاج المناسب، وللوقاية من الإصابة ينصح العناية بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي جيداً وعدم اللجوء لفرك العين باليد من دون استخدام منديل نظيف حتى لا تنتقل العدوى من اليد إلى العين. وتابع الدكتور أن من أمراض الصيف أيضاً الالتهاب التحسسي وهو عادة ما ينشط في فصلي الربيع والصيف نتيجة التماس مع العوامل المحسسة كالرمال وغبار الطلع، إضافة إلى التعرض لأجهزة التكييف التي قد تحوي بعض المواد العضوية التي تشكل عاملاً محسساً لبعض الناس، حيث تتأثر الأغشية المخاطية في العين مسببة ما يسمى بالتهاب الملتحمة التحسسي ويظهر على شكل حكة شديدة واحمرار مع احتمال وجود إفرازات مخاطية أو ذمة واحمرار حول العين مما يسبب إزعاجا شديداً للمريض، مشيراً إلى أنه وفي هذه الحالة ينصح بالابتعاد قدر الإمكان عن العامل المحسس، كما يمكن استخدام كمادات الماء البارد على منطقة العين، حيث تساعد على تقليل الأعراض والحكة إلى حين لجوء المريض إلى المساعدة الطبية واستخدام الأدوية المضادة للحساسية. د. ماجد العبيلان - استشاري الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية