ما زالت الاعتداءات المتكررة التي تنفذها عصابات من المستوطنين على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وداخل إسرائيل تحت مسمّى «تدفيع الثمن»، تشغل وسائل الإعلام العبرية التي تناولت أمس أيضاً «احتجاج» الفاتيكان على الاعتداء على كنائس في القدسالمحتلة قبل أسبوعين من زيارة البابا لها. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين يعتزم التجاوب مع المؤسسة الأمنية بمنحها صلاحية استخدام «الاعتقال الإداري» (اعتقال من دون محاكمة) ضد المشتبه بقيامهم بتنفيذ هذه الاعتداءات. وأضافت أن الشرطة ترى أن هوية منفذي هذه العمليات معروفة لديها، وأن غالبيتهم من مستوطنة «يتسهار» في الضفة الغربية، لكنها لا تملك الأدوات القانونية الكافية لاعتقالهم ووضع حد لأعمالهم. وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن الفاتيكان بعث برسالة إلى إسرائيل أبدى فيها انزعاجه من انفلات المتطرفين بالاعتداء على الكنائس. وأضافت الرسالة ان الفاتيكان كان يأمل باستقبال أكثر دفئاً للبابا، ملمحةً إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تتحرك بشكل صارم للجم المعتدين. وتابعت أن عناصر يمينية تعتزم التظاهر اليوم في القدسالمحتلة ضد الفاتيكان على خلفية أنباء عن موافقة الحكومة الإسرائيلية على تسليم الكنيسة الكاثوليكية السيادة على «قاعة العشاء الأخير» فوق «قبر داود» في جبل صهيون في القدسالمحتلة، علماً أن ملكيتها مثار خلاف بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. عاموس عوز إلى ذلك، أثار توصيف أبرز الأدباء الإسرائيليين عاموس عوز للمستوطنين الذين يقومون بالاعتداءات على أماكن العبادة ب «النازيين الجدد»، غضب اليمين الإسرائيلي الذي اتهم الأديب بالإساءة إلى «كارثة الشعب اليهودي على أيدي النازية». وكان عوز يتحدث في أمسية أدبية انتقد فيها بشدة الحكومة الحالية على إفشالها المفاوضات مع الفلسطينيين، محذراً من أن هذه السياسة «ستقود إلى دولة واحدة، عربية، وساعتها لا أحسد اليهود الذين يعيشون فيها». وأضاف أن الاكتفاء بتوصيف المعتدين على أماكن العبادة بأنهم «شباب تدفيع الثمن» أو «شباب التلال» يأتي لتجميل أفعالهم أو تخفيفها، «لكنهم في الحقيقة مسخٌ ... وتمنينا أن نكون كسائر الشعوب، وأن يكون لدينا سارق يهودي وبائعة هوى عبرية، لكن اليوم عندنا جماعات نازية جديدة عبرية». وأضاف: «ما يقوم به النازيون الجدد في اوروبا في ايامنا، تقوم به هذه الجماعات عندنا ... والفارق فقط هو أن هذه الجماعات عندنا تحظى بدعم قوي من عدد لا بأس به من النواب القوميين في الكنيست، بل العنصريين وبعض الحاخامات الذين يعطونها الشرعية». وقال الأديب ناتان زاخ: «لا أعرف إذا كان هؤلاء نازيين، لكنهم بكل تأكيد إرهابيون عبريون ... إنهم إرهابيون بكل معنى الكلمة». كما قال الأمين العام لحركة «سلام الآن» ياريف أوبنهايمر إنه لو وقعت أعمال «تدفيع الثمن» في اوروبا واستهدفت يهوداً، «لما اعترض أحد على توصيف منفذيها بالنازيين الجدد».