إن من رحمة الله تعالى بعبادة أن أرسل لهم رسوله بالهدى ودين الحق، ليعلم الناس كيف يصلون إليه، ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى النور الذي يبصرون به والروح التي بها يحيون. قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) (15) سورة المائدة. وجعل تعالى بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة على الناس، فالناجي من اهتدى بهداه، والهالك من زاغ عنه، فمن أراد الفلاح في الدنيا بالنصر والتأييد والتمكين، وفي الآخرة بالفوز بالجنة ورضوان الله تبارك وتعالى، والنجاة من النار، فعليه بالاعتصام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدي ودين الحق، قال تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (123 126) سورة طه. وهذه أدلة توضح حقوق الزوج على زوجته: قال تعالى: (إن كيدكن عظيم) (28) سورة يوسف. قال تعالى: (يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (6) سورة التحريم عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرون) قيل: أيكفرون بالله؟ قال: (يكفرون العشير، ويكفرون الإحسان، ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط) وهذا سبب في دخولها النار. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله إلى المرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) وهذا برهان قاطع على تعظيم حق الزوج. وعن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فمر على النساء فقال: (يا معشر النساء؟ تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار) فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: (تكثرن اللعن وتكفرن العشير ). وقال تعالى: (يأيها الذين ءامنو ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) (14) سورة التغابن. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا يرفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يعود، والمغضبة لزوجها، والسكران حتى يصحو). عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها وحفظت فرجها دخلت الجنة) . عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) وهذا دليل يحث على إرضاء الزوج وهو سبب في دخولها الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمراه: (انما هو جنتك ونارك) يعني زوجها فمن طاعت زوجها وأدت حقوقه دخلت الجنة بمعنى أنه سبب في دخولها الجنة، ومن خالفت زوجها كان سببا في دخولها النار. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال: كل ودود ولود، إذا أغضبت زوجها أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى) وهذا دليل من الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على إرضاء الزوج، والغمض: هو النوم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس اعظم حقا على المرأة؟ (قال زوجها. قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: أمه). عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حل بها البلاء.. الحديث). وفيه: (وأطاع الرجل زوجته وعق أمه). وفي آخره: (فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وخسفا، ومسخا وقذفا). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تتجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون). قال رسول الله: (أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة). قال تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) (36) آل عمران. الله سبحانه وتعالى خص الرجال بالقوامة والنبوة والرسالة والجهاد والأعياد والجمع، والأمارة والقضاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). من خصائص المرأة أنه ليست عليها جماعة الصلاة في المسجد وصلاتها في بيتها أفضل وأنها لا تقبل شهادتها في الحدود والقصاص وأنها كذلك على النصف من الرجال في الإرث والدية والعقيقة والعتق. لا تخرج شيئا من ماله إلا باذنه. فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجوز لامرأة عطية إلا بأذن زوجها " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنفق امرأة شيئاً من بيت زوجها إلا باذنه ". المحافظة في غياب زوجها على نفسها وعرضها وعلى أولاده وبيته وماله قال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) (34 النساء) أن لا تأذن لأحد بدخول بيت زوجها إلا باذنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا باذنه، ولا تأذن في بيته إلا بأذنه، وما أنفقت من نفقة عن غير أمره، فانه يؤدي إليه شطره ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع ". حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفر المرأة حق زوجها لأن في ذلك تهاونها بحق الله وذلك فيما ثبت عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود، فأومأ بيده اليمنى إليهن بالسلام وتبسم إليهن وقال: "إياكن وكفران المنعمين، إياكن وكفران المنعمين " قالت إحداهن: يا رسول الله، أعوذ بالله من كفران "نعم" الله. قال: "بلى، أن أحدكن تطول ايمتها، ويطول تعنيسها، ثم يزوجها الله البعل، ويفيدها الولد وقرة العين ثم تغضب الغضبة، فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط، فذلك من كفران نعم الله عز وجل، وذلك من كفران المنعمين " فاحذري رحمك الله أن تكون هذه صفتك وأعلمي أن الأمر خطير والعاقبة شديدة. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: ان الله عز وجل كتب الجهاد على الرجل، فان أصابوا أجروا وان ماتوا وقع أجرهم على الله، وان استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن نقوم عليهم، ونحتش لدوابهم، وليس لنا شيئاً من ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأبلغي من لقيت من النساء، أن طاعة الزوج، واعترافها بحقه، يعدل ذلك كله، وقليل منكن من يفعل ذلك ". وهذا يعني بأن طاعة الزوج تعدل الجهاد في سبيل الله. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله! فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا " ومعنى دخيل: ضيف. أن لا تكلفه مالا يطيق. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يوشك أن تكون هلكت الرجل على يد زوجته وأولاده قيل كيف يا رسول الله، قال: "يكلفنه من المؤنة مالا يطيق فيوردونه موارد الهلكة " أن لا تخرج المرأة من بيتها إلا بأذن زوجها قال تعالى: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) (33 الأحزاب) عن أنس رضي الله عنه، ان رجلا سافر ومنع زوجته الخروج من بيتها فمرض أبوها أثناء غياب زوجها فأرادت أن تزوره ولكنها علمت المنع وعدم الأذن من زوجها فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تستأذنه لأنه هو الولي للمؤمنين لكي يأذن لها الرسول صلى الله عليه وسلم للذهاب لزيارة أبيها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتق الله ولا تخالفي زوجك "، ثم بعد ذلك مات أبوها فاستأذنته لحضور جنازته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتق الله ولا تخالفي زوجك، فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان الله غفر لها ولأبيها بطاعتها لزوجها "، وهذا دليل على أن طاعة الزوج واجبة ومقدمة على طاعة الأم والأب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كمل من الرجال كثير ومن النساء أربع: خديجة، فاطمة، مريم،آسيا بنت مزاحم " قال أحد الحكماء: "اثنان لا تأمنهم: الدهر ولو صفا لك والمرأة ولو طالت عشرتها". قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلنك عليهم حفيظاً) (80 سورة النساء) قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب) (7 الحشر) قال تعالى: (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول) (66 الأحزاب) وفي ختام ما بيناه أذكر أخواتي المسلمات بتقوى الله عز وجل والحذر من عاقبته وأن مصيرنا جميعاً إليه، في يوم تبلى فيه السرائر، ويكشف فيه عما تكن الضمائر، يوم لا ولي ولا نصير للعبد سواه سبحانه فاستعددن للقائه، وتزودن من هذه الدار ليوم الحساب. قال تعالى: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) (88- 89 سورة الشعراء) وتذكرن دائماً قول الرسول: (أطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها فقراء، وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء) واجعلن نصب أعينكن قول الله تبارك وتعالى: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) (281 سورة البقرة) وقوله عز وجل: (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً) (111 سورة طه) ومن وقع منها التفريط في حق زوجها فيما سبق من عمرها، فلتستدرك ولتتب إلى ربها، فإن باب التوبة مفتوح ما لم يحضر الموت، ولتحسن عشرة زوجها فيما بقي من عمرها ولتطلب منه الرضا عنها والاستغفار لها، ليكن ذلك سببا في دخولها الجنة. @@ عبدالله بن عبدالعزيز بن فهد الملحم