قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: أريد أن أطلق امرأتي. فقال له عمر: لم؟ قال: لا أحبها! فقال له عمر رضي الله عنه: أوكل البيوت بني على الحب؟ فأين التذمم والوفاء؟ وهذا يشبه ماروى ان أبا أيوب أراد طلاق أم أيوب فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أنس: فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "ان طلاق أم أيوب لحوب" أي: "إثم" فكف عن مراده، وأمسك امرأته. وجاء قبل هذا كله حديث القرآن العظيم للناس في سورة النساء آية/34/: "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ان الله كان عليا كبيرا". فالحياة الزوجية يجب ألا تهزها الأزمات الصغيرة العابرة.. لأن ما بين الزوجين من المودة والرحمة ما هو أكبر من هذه الأزمات.. او الغيوم العارضة. ولا بد من الخلق الذكي الذي يحكم الأسرة، ويسيرها.. دون خداع أو غش او تلاعب بين الزوجين. والقرآن الكريم أكد هذا، ونبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم أشار الى ذلك حين قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" فالاصلاح.. والتفاهم.. وتدبير الأمور بين الزوجين هذا هو الحل.. وليس كلما حصلت مشكلة في طريق الأسرة حلف الرجل على زوجته بالطلاق.. ارحموا النساء يامعشر الرجال.. فإنكم أخذتموهن أمانة بكلمة الله.. فحافظوا عليهن بالمعاملة الطيبة الحسنة.. وإلا اذا تفاقم الأمر.. فالرجوع الى كتاب الله الكريم: "فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف" الطلاق آية(2). والقضاء والمحاكم كما نعلم جميعا تحاول دائما الصلح بين الزوجين.. وبين المتخاصمين عموما.. ولكن لابد من اصلاح قلوب الزوجين بين بعضهما البعض: ان القلوب اذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر ويجب ألا يستهين الزوجان بمقياس الحل والحرمة.. فالإسلام لا يسمح للزوج بأن يتلفظ بقبيح الألفاظ ويرميها على زوجته.. ولا يسمح له بإهانتها.. ولا تحقيرها.. ومثله مثلها إلا ما جعله الله من القوامة على البيت وهذه وظيفته، وهي عليها واجبات أخرى من القيام في البيت وتربية الأولاد.. وطاعة زوجها فيما أحله الله تعالى. وهنا أهمس في أذن أولئك المتسرعين الى أبغض الحلال الى الله.. وأقول لهم: "الطلاق ليس حلا".. فارفقوا بأنفسكم وبأزواجكم وبأولادكم.. والله يحفظكم ويبارك لكم.