على الرغم من انتشار الزحف العمراني واتساع المدن في كافة الاتجاهات ومع الازدياد المستمر لإعداد السكان بما يصل إلى العشرين مليون نسمة إلا أن مراكز علاج السرطان مقتصرة على ثلاث مراكز فقط هي:- * مركز علاج السرطان بمستشفى الملك فيصل بجدة * مركز علاج السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض * مركز علاج السرطان بالمستشفى العسكري بالرياض أما مركز علاج السرطان بمستشفى ارامكو بالظهران فهو يقتصر على علاج منسوبي شركة أرامكو فقط. وللأسف ومع قلة هذه المراكز والتوزيع المركزي لها فأنه لا يوجد برنامج معين أو عيادة مخصصة لتأهيل مرضى السرطان نفسياً فقد أثبتت الدراسات أن العامل النفسي لدى هذا النوع من المرضى هام جداً بحيث أن الفكرة المسيطرة لدى معظم المرضى بأنهم في عداد الأموات وحتى نظرة من حولهم حتى لو كانت نسبة الشفاء منه كبيرة جداً لذلك ومع وجود مثل تلك العيادات التأهيلية قد تتغير نظرة المريض للمرض ويقبل على العلاج برغبة وأمل تساعده في تقبل العلاج الإكلينيكي. والحاجة للمساعدة النفسية م. ب مريضة بسرطان الدم تقول والدتها: اكتشفنا مرض ابنتي بعد ثلاث سنوات فقط من عمرها وكانت تكفينا الصدمة بعد اكتشاف مرضها لكن أن يستمر علاجها ومتابعتها في الرياض ففيه الكثير من الصعوبة لابنتي أولاً ونحن أيضاً فطفلة صغيرة كيف يمكن أن تستوعب تعطيلها للدراسة أو ابتعادها عن أخوتها من أجل العلاج مروراً بمشاق السفر من مطارات وطيارات كل ثلاثة أسابيع وأحياناً تبقى لفترات طويلة بالمستشفى وما بالك بالتغييرات التي تطرأ على نفسيتها مع تقدمها في السن باعتقادي كل هذا يزيد من عدم رغبتها بالعلاج وهذا ما أكده لنا الطبيب بعدم تجاوبها للعلاج نحن مؤمنون أن هذا قدر من الله لكن مع صعوبة ما أقوله إلا أنني كنت أتمنى أن تكون أيامها بهذا العمر القصير أن تكون أسهل ولا أستطيع أن أمنع نفسي من أنه لو كانت هناك طرق علاج ترغبها وتشجعها على المقاومة.. السيدة منى- س. س مريضة بسرطان الثدي رفضت الإدلاء بأي حديث حول مرضها ومعاناتها إلا أن زوجها أصر على الحديث عن ملابسات الأحداث أثناء مرضها فقال: مريض السرطان بحاجة إلى مؤازرة من قبل الجميع لا يكفي أن يكون المريض مؤمناً وقوياً ولكنه أيضاً بحاجة للدعم المعنوي والملاحظة النفسية فمثلاً أختي عانت من المشكلة الأساسية وهي مرض السرطان وبمكان يعتبر حساسا للمرأة وخاصة أنها تعرضت لإزالة الصدر وهذا بحد ذاته يؤثر كثيراً ومع ذلك كانت قوية ومؤمنة ولكن عدم القدرة على المواصلة كانت مشكلة زوجها فقد كان إنسانا أنانيا ولم يستطيع مواجهة الوضع زيادة على ذلك عدم وجود توعية أو تهيئة المريض وعائلته لما يحدث فأنا أعتقد أن الكادر الطبي في أي مستشفى معتاد على هذه الأوضاع ويفهمون التأثيرات بطريقة بديهية لذلك لا يلقون بالاً لصعوبة فهم المريض وعائلته للأعراض الأخرى.. الأطباء يتحدثون الدكتور/ برز باشي رئيس قسم الأورام والسرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض يقول: للأسف ليس هناك شيء محدد لتطبيق برنامج للتأهيل النفسي مصاحب للعلاج من هذا المرض ولا أعتقد أن هذا النظام موجود في أي مركز آخر إلا أنه في الحالات المعقدة نحتاج أن نعرض المريض على الطبيب النفسي بالمستشفى ولكن ليس تبع برنامج معين لمرضى السرطان مثل مرضى سرطان النخاع أما حالات السرطان الأخرى فتعتمد على الطبيب المعالج نفسه بأن يؤهل المريض للمرض ولأسلوب العلاج المستخدم كما أن هناك عملية الدعم الاجتماعي التي تقدمها الممرضات أو الأخصائيون الاجتماعيون حيث تقوم الممرضة بتعليم المريض على أسلوب العلاج الكيميائي مثلاً والأعراض الجانبيه له والمرجو منه ثم يحول إلى المساعدة الاجتماعية كما أننا نسعى الآن إلى توفير أخصائية اجتماعية تكون متوفرة بشكل دائم لأمراض سرطان الثدي. كما أننا نعاني من جهل بعض المرضى بالمرض نفسه وسوء تطوراته من دون علاج لذلك فتجدهم لا يلتزمون بالعلاج أو يأتون مرة للعلاج الكيميائي ثم يكف عن المراجعة لعدم قدرته النفسية على المواصلة أو للجهل بالمرض لذلك أعتقد أن البرامج النفسية المتخصصة لهذه الأمراض قد تساعدنا كثيراً بالعلاج. الدكتور عادل الخطي ( مستشفى أرامكو) يعتقد الكثير من المرضى أن التشخيص لهذا المرض يساوي حكما بالموت وهذا انطباع خاطئ (50%) من المرضى تم شفاؤهم منه والحمد لله كما أنه لا يوجد برنامج معين للمساعدة النفسية للمرضى ويقول الدكتور الخطي أن علاج السرطان منحصر بثلاثة أنواع وهي: * العلاج الجراحي * العلاج الكيميائي * العلاج الإشعاعي وجميع تلك الأنواع يحتاج فيها المريض إلى مساعدة نفسية واجتماعية قد نستطيع تقديم بعضها ولكن المسألة بحاجة إلى برنامج نفسي معين مدروس للمساعدة ففي المراكز المتخصصة بالسرطان بالخارج وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية تهتم كثيراً بالبرامج النفسية وتعدها عاملا مساعدا وهاما جداً للعلاج من أمراض السرطان.. نسبة انتشاره وأسبابه وأجمع الدكتور بزر باشي والدكتور الخطي على أن نسبة انتشار أمراض السرطان بالمملكة تعد بسيطة جداً إذا ما قورنت بالغرب كما أنها تزداد هنا مع التقدم بالعمر ويبرر الأطباء أسباب انخفاض نسبة انتشار السرطان بالمملكة إلى طبيعة البيئة هنا ( بيئة غير صناعية نسبياً) كما أن أسلوب الأكل مختلف كلياً من ناحية نسبة انخفاض السعرات الحرارية بالمأكولات الشعبية. كما أن التدخين يعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان وهو نسبياً لم ينتشر إلا من سنوات تعتبر متأخرة عن الغرب مقابل زيادة الوعي بأخطاره.. التأهيل النفسي مهم للمريض