أثبتت دراسة حديثة أن بإمكان العلاج النفسي المساهمة في علاج المصابين بمرض السرطان. وأكد استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم أبو خمسين، أن استخدام العلاج النفسي «نجح في شفاء 56 في المئة من الذين طبقت عليهم الدراسة. فيما كانت الوفاة مصير 44 في المئة من المصابين، الذين عانوا من الأزمات والتأثيرات النفسية من دون محاولة علاجها». ولفت إلى أن الاكتئاب النفسي يندرج ضمن «أعراض مرض السرطان عند كثير من الرجال والنساء، قبل اكتشاف الإصابة بهذا المرض، إذ أصبح الطب النفسي على مستوى العالم علاجاً مؤثراً في الشفاء من السرطان. وأوضح أبو خمسين، خلال محاضرة ألقاها في احتفالية «الأمل»، التي أقامتها جمعية «السرطان السعودية» في المنطقة الشرقية أول من أمس، في معرض «شركة أرامكو السعودية»، في الظهران، لتكريم مئتين من مرضى السرطان وأسرهم، أن «بعض الأفراد المكتئبين الذين يتوافدون على العيادات النفسية، يعتقدون أنهم مصابون بالمرض، يتبين بعد إجراء الفحوصات خلاف ذلك». وبين أن نسبة «قليلة منهم يثبت إصابتهم في السرطان. فيما النسبة الأكبر لا تتجاوز حالها المرض النفسي فقط»، مطالباً بضرورة «تشكيل لجان مساندة في مناطق المملكة، من اختصاصيين في المجال الطبي والنفسي والاجتماعي، بهدف تحقيق العلاج التكاملي لمرضى السرطان». بدورها، انتقدت رئيسة قسم الأشعة في كلية الطب في جامعة الدمام الدكتورة فاطمة الملحم، دور الشركات الكبيرة في المنطقة الشرقية، في رعاية مرضى السرطان، من خلال «تجاهلها، وعدم تبنيها لكراسي بحثية في جامعات المنطقة، لعمل أبحاث علمية عن أمراض السرطان، وأسباب ارتفاع الإصابة فيها، في الوقت الذي قامت فيه هذه الشركات بدعم جهات خارج المنطقة»، مؤكدة أن الإحصاءات الأخيرة على مستوى المملكة «أثبتت أن الشرقية هي الأعلى إصابة بأمراض السرطان». ورفضت تحديد سبب لهذا الارتفاع، الذي أرجعه بعض المتخصصين إلى «انتشار المصانع الكيماوية بالقرب من المدن»، نافية هذه الآراء التي وصفتها ب «التخمينات الخالية من الدراسات العلمية». واستعرض رئيس لجنة «الأمل» في جمعية «السرطان السعودية» محمد الرويلي، تجربته مع المرض. وقال: «إنّ قوة الإرادة جعلتني أرفض النزول بالناقل الطبي إلى غرفة العمليات، مفضلاً التوجه إليها على قدمي، أملاً في الحياة، وهو ما ساهم بعد قدرة الله، في شفائي من مرض السرطان». وأبان الرويلي، أن تأسيس لجنة الأمل جاء بهدف «رعاية مرضى السرطان، ومنحهم روحاً جديدة للتعايش مع واقعهم، وبث التفاؤل في حياة أفضل». وأشار إلى أن عدداً من المستشفيات تمت مخاطباتها «لإعداد برامج تأهيلية وزيارات للمرضى». وشددت ناهد كروم، وهي مصابة بمرض السرطان، وحائزة على وسام «التحدي» في احتفالية «الأمل» نظير تعايشها الإيجابي مع المرض، على أهمية العلاج النفسي، معتبرة أنه «من أهم مراحل الشفاء، إضافة إلى دور المجتمع في الوقوف مع المريض، ومنحه الشعور بالقوة والإرادة والأمل»، مبينة أنها أصيبت في السرطان منذ ثلاثة أعوام، ونجحت في علاجه قبل أن يعاودها مرة أخرى، وينتشر في الرئتين.