اختتمت فعاليات المؤتمر العالمي للحوار والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمشاركة أكثر من 250 شخصية عالمية من الرجال والنساء من 51 جنسية ، حيث طرح خلال جلساته خمسة محاور شملت : حقيقة الحوار وأهميته في الإسلام ، و إبراز جهود المملكة العربية السعودية في الحوار الوطني والحوار بين أتباع الديانات والحضارات وكذلك مقومات الحوار الناجح، وأهم أساليبه وأدواته وميادينه و أثر الحوار في الدفاع عن النبي بالإضافة إلى جهود السلف وعلماء المسلمين في توظيف الحوار للدفاع عن النبي وشريعته. ومن خلال ما قدم من أبحاث, خلال فترة المؤتمر من 7 إلى 8 صفر 1435 ، وما شهدته الجلسات من مداولات ومناقشات وحوارات انتهى المؤتمر إلى جملة من التوصيات جاءت كما يلي : 1- تتقدم الجهات المنظمة لهذا المؤتمر والمشاركون فيه بالشكر الجزيل والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على الموافقة السامية على عقد هذا المؤتمر المهم برعايته -أيده الله-, ويقدرون هذا الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية بما يخدم كتاب الله وسنة رسوله . 2- كما يشيد المشاركون بما تنتهجه المملكة العربية السعودية، وما سارت عليه منذ عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله ثم في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته - وامتدادا لذلك في عهد أبنائه البررة وصولاً إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-من نهج اعتمد فيه تطبيق الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة, وهيأت كل سبيل أو وسيلة أو طريق يخدم قضايا المسلمين في كل مكان, ولاسيما ما يتعلق بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بصورة منقطعة النظير, تحقق التيسير والتسهيل وتؤدى بها الحقوق, ومنها: حقوق المصطفى عليه الصلاة والسلام بوسطية واعتدال, دون غلو أو جفاء. 3- يؤكد المشاركون على أهمية الحوار كأسلوب حضاري للتعايش والتواصل والتعاون مع المسلمين وغير المسلمين, وتقديم الإسلام ومُثله وقيمه وحضارته, وضرورة تربية النشء عليه, وتعليمهم أسسه ومفاهيمه وأدواته. 4- يؤكد المشاركون على تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والإفادة منها في التقارب والتعايش والتواصل, وفي تقديم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. إلى العالم نقية من الشبهات والأفكار والآراء التي لا تتفق مع هدي النبي , ويوصي المشاركون باعتمادها منطلقًا للحوار في الجوانب الأخرى. 5- يؤكد المشاركون في المؤتمر على أن تفعيل الحوار الداخلي بين المسلمين هو الطريق إلى الحوار مع الآخر, وأن النظرة الحوارية يجب أن تكون شمولية تنتظم الأبعاد المختلفة, وتجسد الأقوال بالأفعال, عقيدة وعبادة وسلوكًا ومنهج حياة, وصولاً إلى النظرة الاستشرافية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين -أيده الله-. 6- يرى المشاركون أن كل ما قدم من مؤتمرات وملتقيات سابقة فهو إضافة مهمة, ويحقق جزءًا من أهداف الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ويصحح الصورة المغلوطة عنه, إلا أن من المهم التركيز على الجوانب العملية, وملامسة الواقع بشفافية, وتحمل المسؤولية من الجميع برؤى إستراتجية. 7- يؤكد المشاركون على أن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم من حقوقه العظيمة, وهو من مقتضى الإيمان به, ولكنه لابد أن ينهج من المنهج النبوي, ويعتمد القواعد الشرعية المتعلقة بالمصالح والمفاسد. 8- يشيد المشاركون برؤية هذا المؤتمر في جمعه بين أمثل الأساليب وأنبل الغايات, ويستنهضون الهمم لتفعيل ذلك في الواقع المعاش, وصولا إلى تقديم هذه الشخصية العظيمة, محمد صلى الله عليه وسلم, والدفاع عنه, وكشف كل شبهة يراد بها استنقاص دينه, أو تشويه سيرته, أو النيل من شخصه بالضوابط الشرعية, والآداب المرعية. 9- نظرًا لأهمية الأبحاث وأوراق العمل التي قدمت عبر هذا المؤتمر, ولما لها من قيمة كبرى في موضوعها بوصفها بحوث عميقة محكمة مراجعة علميًا وشرعياً ؛ فيوصي المشاركون باستقرائها, واختيار ما يخاطب غير المسلمين. 10- كما يشيد المشاركون بنوعية المشاركين والأطروحات والأبحاث التي قدمت للمؤتمر, ويقترحون تعميم هذه الأبحاث في جامعات المملكة من خلال فعاليات وورش عمل, يتم استضافتهم فيها, تكون موجهة لعموم الطلاب والطالبات لما لها من أثر بنّاء في بناء الملكة الحوارية, وتوظيفها في المجالات المتنوعة. 11- يؤكدون على دور المرأة المسلمة في غرس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. في نفوس الناشئة, وتربيتهم عليها, والحرص على تطبيق السنة ليكون تجسيد القدوة من أبلغ أساليب التربية, ويشكل حصانة للأسرة, وعاملاً رئيسًا في استقامتها, وتعلقها بالهدي النبوي, كما يوصون بالعناية بالأساليب النبوية في التربية في مؤسسات التعليم, واعتماد اللغة الحوارية, لغرسها ثقافة حضارية في نفوس الأجيال المسلمة. 12- يوصي المشاركون بإقامة شراكات جامعية من خلال الآليات النظامية مع الوحدات البحثية لإقامة كراسٍ بحثية وورش علمية وحلقات نقاش مع بعض الجامعات الغربية قصد التواصل والحوار لإظهار قيم الإسلام، وشمائل سيد المرسلين, ودفع الشبه المغرضة. 13- يوصي المؤتمرون بإنشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يعنى بإظهار القيم الإنسانية والحضارية, ويكون تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية14- يوصي المشاركون بتخصيص كرسي بحثي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين رائد الحوار ويكون تحت عنوان: كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، يكون من مهامه الرئيسة إعداد وتدريب وتأهيل المتخصصين في مجال الحوار مع الآخر ويكون مرجعاً متخصصاً لما يعقد من فعاليات وبرامج في هذا المجال. 15- يوصي المشاركون بالتنسيق مع المنظمين للمعارض الدولية للكتب بتخصيص أجنحة في المعارض, تجمع كل ما يبرز سماحة الإسلام وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم., وسيرته وشمائله, بجميع اللغات الحية, ويكون الانتقاء من خلال لجان معتمدة, وتوظيف التقنية في حسن العرض, وتقام في منظومة الدول, ولا سيما الغربية. 16- يوصي المشاركون بالعمل على تأهيل الدعاة علميًا وتربويًا وتوعيتهم بفنيات وأدبيات الحوار الدعوي, وقضايا الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم., والذب عنه, من خلال دورات وملتقيات تعقد لهذا الغرض, ويرشح المشاركون مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات لهذه المهمة, بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. 17- يشيد المؤتمرون بالجهود العظيمة للمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية لتجريم الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. 18- يؤكد المشاركون على ضرورة وضع ميثاق شرف عالمي يتم اعتباره من منظومة الدول يحمي جناب الرسل والأنبياء الكرام, ويجرم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال, ويعد مرجعية قانونية عالمية في هذا الشأن. 19- يشيد المشاركون بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة, ويرون أنها مفتاح لخدمة الدين الإسلامي, ويتطلعون لتخصيص فرع من فروعها تمنح للأبحاث والدراسات المميزة في الحوار الذي يهدف إلى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم., والدفاع عنه, ينطلق هذا الفرع من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 20- يؤكدون على دور الإعلام بأنماطه وأشكاله, لاسيما الإعلام البديل في المهمة الشريفة, الحوار وسيلة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم . -21 يوصي المشاركون بإنشاء قناة عالمية تعنى بالحوار, وتوظيفه للدفاع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام , ونشر شمائله وسنته, تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وبمشاركة الجهات المعنية بالحوار, وبخدمة السنة النبوية, وينطلق منها برامج يتم نشرها في بعض المحطات العالمية بلغة تخدم في إيصال الهدف ومخاطبة غير المسلمين. 22- يشيد المشاركون بما تحقق لهذا المؤتمر من نجاح كبير وتميز في الاستقطاب والتنظيم وحضور فاعل مؤثر من شخصيات ورموز محلية وإسلامية ودولية ويعزون ذلك - بعد فضل الله وتوفيقه - إلى حسن اختيار الموضوع وشموليته والخبرة الواسعة للجامعة في تنظيم المؤتمرات ولهذا يوصي المشاركون بأن تتكرر إقامته في العام القادم تحت هذا العنوان: ( الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ). 24- كما يوصي المشاركون ختاما برفع برقية شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-على موافقته و رعايته للمؤتمر ، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود, النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - حفظهم الله -, وإلى وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة على دعمهم لهذه المؤتمرات التي تؤكد على الأصول والثوابت، وتقدم مثالاً عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المسلمين وقضاياهم, وتحقق الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.