ان الموارد والثروة البشرية تتمثل في العنصر الانساني بسلوكه وتصرفاته واهدافه وتطلعاته وافكاره ومعتقداته وذلك العنصر الانساني يلعب دورا هاما في نجاح اي مشروع او فشله وفي استمراره ومدى تفوقه او توقفه وتضاؤله وانحداره وعلى ذلك اصبحت المشكلة الرئيسية للادارة في اي مشروع او تنظيم له اهدافه وغاياته تتمثل في محاولة فهم وتفسير سلوك هذا العنصر البشري لانه هو الذي يخلق بيئة العمل : وتحديد الاسباب التي تحكم هذا السلوك وما ينتج عنه من تصرفات حيث ان هذا الفهم والمعرفة ييسر على الادارة مهمتها في وضع الخطط ورسم السياسات والاجراءات التي تكفل توجيه هذا السلوك وتسخيره نحو تحقيق اهداف المشروع المحددة والمرتقبة. فالعنصر الانساني يعتبر القاسم الرئيسي في كل انشطة المشروع واعماله منذ ان يولد كفكرة ويترعرع كوحدة انتاجية وينمو كمشروع كبير, فكل مشروع يبدأ او اختراع يولد في ذهن عنصر بشري ثم تبدأ مرحلة دراسة وتقييم هذه الفكرة او الاختراع من ناحية الجدوى والفاعلية ايضا بواسطة العنصر البشري ثم تتم عملية الخروج بهذه الفكرة الى حيز الوجود ايضا بواسطة العنصر البشري, ثم تتم عملية التنمية والتطوير والتوسع لهذه الفكرة ايضا بواسطة العنصر البشري, وعلى ذلك فان العنصر البشري بسلوكه وتصرفاته يعتبر بمثابة المعول الذي تشيد به نجاحات المشروع في كل مراحله وخطواته واذا كان للعنصر البشري بسلوكه وتصرفاته تلك الاهمية والفاعلية في تحقيق تلك النتائج على مستوى الوحدة الانتاجية والمشروع فانه يمكن القول بان درجة هذه الاهمية والفاعلية على المستوى الوطني تعتبر اكبر ويمكن لاي فرد ان يتوخى هذه الدرجة من الاهمية من محاولة فهم الفرق بين الدول المتقدمة والنامية فلو نظرنا نظرة متعمقة لوجدنا ان الفرق يتمثل في مدى القدرة على تكوين وترشيد العنصر البشري فالدول المتقدمة يمكن اعتبارها الى حد ما غنية بمواردها الانسانية وليس بمواردها الطبيعية على ان يلاحظ ان المقصود هو حجم الكفاءات ومستوياتها المتنوعة ومدى توافر الكوادر الادارية والقيادية الفعالة. ان اعطاء اهمية للسلوك الانساني والفكري وفهمه منذ تشكيل اي نشاط او مشروع ودراسة مدى تجانس الاهداف بين كافة العناصر البشرية اكثر اهمية وضرورة من اي وقت في ظل عدم توافق المخرجات والتأهيل للكفاءات البشرية مع خطط التنمية المزمعة للدول النامية التي تنعكس آثارها على كافة القطاعات لتلك الدول والبلدان. مراد ابراهيم البخاري