كان لسقوط وكر الاشرار في مكةالمكرمة وقبله في المدينةالمنورة صداه الكبير في نفوس المواطنين الذين عمت الفرحة نفوسهم وغمر الاطمئنان قلوبهم, بعد ان تم القضاء على زمرة فاسدة, هدفها ترويع الناس, وارتكاب الفعل الحرام في البلد الحرام, ومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة, ملاذ المسلمين من كل البقاع, ومأوى افئدتهم, ولنا ان نتصور فداحة الامر وبشاعته, لو حقق المجرمون اهدافهم لا قدر الله. ان ملاحقة افراد هذه الفئة الضالة, في كل جزء من الوطن العزيز مسؤولية يتحملها المسؤول والمواطن, فكل مواطن هو رجل امن, لان الأمرة يعنيه اولا واخيرا, فأمنه وامن اسرته ومجتمعه ووطنه, من الأمر التي لا يمكن المساومة عليها او التهاون في الوقوف حيالها موقفا صلبا لا يعرف اللين او التهاون, وقد اختار المجرمون لغة العنف والارهاب, ولابد من التعامل معهم بنفس اللغة من الشدة والقسوة وعدم الرحمة, ومحاصرتهم اينما وجدوا, حتى يضيق عليهم الخناق, وتسلم البلاد والعباد من شرورهم واحقادهم الدفينة. ان امن الوطن والمواطن قضية لا تقبل الجدل, ولا تقبل سوى الحزم والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاساءة الى هذا الامن, وهو اهم من اي انجاز آخر, لان حياة الانسان اغلى من ان تتعرض لعبث العابثين, او خطر الحاقدين الذين باعوا نفوسهم للشيطان, وتجاهلوا دينهم واهلهم ومجتمعهم ووطنهم, وباعوا كل ذلك بثمن بخس يعود عليهم بالعار في الدنيا والآخرة. واعجب من الجريمة من يبرر الجريمة, وهم اولئك الذين رهنوا مواقفهم لاعداء الامة واعلنوا حربهم الفاشلة على الوطن والمواطن, وباعوا ضمائرهم في سبيل شعارات جوفاء يظنون انهم سيحققون بها امجادا شخصية, بينما هي في الحقيقة تقابل بالاستهجان والاستنكار من كل مواطن غيور على مصلحة وطنه ومواطنيه, فلا يبرر الجريمة غير مجرم ساقه الحقد الى ميدان العنف والارهاب, ليسقط في هاوية التنصل من انتمائه الوطني, وهويته كمسلم يدرك ان الاسلام هو دين السلام والامن والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وطاعة الله والرسول واولي الامر, ولو انصف كل واحد منهم نفسه, لادرك اي خسارة فادحة يجنيها, واي مصير اسود ينتظره في دنياه واخراه, واي فكر مدنس يعتنقه لن يعود عليه بغير سواد الوجه وسوء العاقبة. لقد ابلى رجال الامن بلاء حسنا في تعقب اولئك المجرمين من خفافيش الظلام الذين ولغوا من دماء الابرياء, فاسكرهم الغي, ولم يدركوا ان يد العدالة ستطالهم دون محالة لتحبط اعمالهم, وتفشل مخططاتهم الاجرامية, لينالوا جزاءهم دون رحمة او شفقة. وهذا الانجاز لرجال الامن هو محل تقدير وامتنان كل المواطنين, الذين يعرفون قيمة الامن, ولا يمكن ان يفرطوا فيه او يرضوا بالاساءة اليه. وحمى الله هذا الوطن من كل سوء.