من الواضح أن هناك اطرافاً عراقية وعربية تريد استمرار حالة العداء بين الشعبين العراقيوالكويتي، التي سببها النظام البائد, ولهذا فإن سقوط صدام حسين ونظامه لاقى الترحيب الواسع من قبل الغالبية العظمى من الشعب العراقي، خاصة ان الكويت فتحت اراضيها لقوات التحالف من اجل بزوغ فجر جديد في العراق, وان غيظ هؤلاء واضح، فنجدهم يصرون حتى الآن على ان القوات الاميركية غازية او محتلة، بالرغم من ايماننا بأن قوات التحالف دخلت العراق وحررت شعبه من طغيان رئيس استباح كل شيء، ومكن حاشيته والمقربين منه من الاستحواذ على مقدرات البلاد والعباد, ومد عطاءه وسخاءه الى العرب الذين ايدوه وساندوه واطلقوا حناجرهم صراخاً مهللين له ولنظامه. وعند انهيار هذا النظام فقدوا كل شيء، فمنهم من فضل السكوت، ومنهم من تاب، ومنهم من يحاول صب جام غضبه على الاميركان والبريطانيين, ولهذا فإننا حينما نطالب قوات التحالف بتوفير المستلزمات الاساسية للشعب العراقي، فإن الهدف من ذلك سد الفراغ الذي يحاول البعض الدخول منه، وفي مقدمة هذه الاساسيات الأمن والغذاء والدواء والكهرباء والماء, وان محاولة عرقلة ذلك لن يكون ذا فائدة، وسوف يخيب الشعب العراقي مساعيهم الخبيثة. ومن اجل ذلك فإننا نطالب قوات التحالف وللمرة المليون بسرعة تشكيل الكيان العراقي القادر على انشاء عراق حر، ديموقراطي، آمن، ينعم العراقيون فيه بخيرات بلدهم، بدلاً من حالة الفوضى وعدم الاستقرار السائدة حالياً، اننا نعترف بأنها مهمة صعبة ومعقدة، ولكن الاصرار على الوصول الى الهدف يستحق هذا العناء والجهد. أما المبادرة التي قامت بها دولة الكويت ممثلة بالإدارة العامة للجمارك، والتي تبناها الأخ الفاضل، ابراهيم الغانم، المدير العام للجمارك، حول سرقة الاثار العراقية وضرورة ملاحقتها واستردادها من الذين حاولوا اتهام الكويت بأنها وراء هذا العمل الاجرامي، فإننا نقول لهم، وبكل بساطة، أن تاريخ الكويت معروف، واثارها واضحة، ولا يمكن ان تستغل الآثار العراقية وتعرضها في متحفها، فهي اثار معروفة ومسجلة لدى الجهات الدولية، ونحن لا يمكن ان نسعى الى عمل مشين كهذا, ان الشعب الكويتي وبالرغم من كل الجراح والمآسي التي خلفها له النظام العراقي، والاشقاء يشاهدون الآن رفات الكويتيين الذين يتم اكتشاف جثثهم في المقابر الجماعية، وهذا خير دليل على اننا معهم ضحايا ذلك العهد المظلم من تاريخ البلدين الشقيقين، واللذين تربطهما اواصر الاخوة والنسب، فالآثار العراقية هي ملك تاريخي للعراق وشعبه، وللحضارة الإنسانية، وليس لنا حاجة بتلك الآثار, قلناها ونقول اننا ننشد الجيرة والعلاقات المميزة واللحمة والمحبة الدائمة, نريد ان نبني بلدينا، ونعزز علاقاتنا، ونعيش حياة كريمة بأمن وأمان واستقرار، ونستمتع بما انعم الله علينا من خيرات, نرجوهم ألا يسمعوا كيد الكائدين، ونقدم الشكر للأخ الفاضل ابراهيم الغانم على هذه المبادرة, وهذه هي الكويت وابناؤها.