بدأ الوفد المصري الذي يزور غزة حاليا أمس محادثات مع ممثلي كافة الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية بهدف إقناعها بتعليق العمليات ضد إسرائيل. وقال احد المشاركين في الاجتماع ان وفدا من اللجنة العليا للقوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية بدأ اجتماعا موسعا مع الوفد المصري الذى يحمل مقترحات من اجل التوصل الى اتفاق هدنة مع اسرائيل. وحضر اللقاء امين سر اللجنة ابراهيم ابو النجا النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني. وكان الوفد الأمني المصري الذي يرأسه وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء محسن النعماني قد عقد اجتماعا مع قيادة حركة المقاومة الاسلامية حماس استمر حتى قبيل منتصف الليلة قبل الماضية. وجرى اللقاء الذي استمر زهاء ثلاث ساعات في منزل الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس الحركة بحضور عدد من قيادييها البارزين وهم إسماعيل هنية وإسماعيل أبو شنب ومحمود الزهار. وأكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد العزيز الرنتيسي امس ان الحركة تريد مشاورة كل قياداتها في الضفة الغربية والخارج والسجون قبل البت في قرارها بشأن المقترحات المصرية. وقال ان حماس تحتاج دائما الى وقت ونريد الاتصال مع قيادة حماس في الضفة الغربية وقادة حماس في السجون والخارج . كل هؤلاء يجب ان يقولوا كلمة في الامر ومن هنا نحن دائما في حاجة الى وقت لدراسة مثل هذه الامور. مضيفا ان المقترحات ليست محصورة في كلمة هدنة، مشيرا الى انها تتضمن طرحا كاملا يحتاج الى دراسة متعمقة للرد عليه. وكانت حماس اكدت مساء امس الاول بعد اجتماعها بالوفد الامني المصري انها ستدرس باهتمام وجدية المقترحات والافكار المصرية حرصا على المصلحة الفلسطينية العليا واتفقت مع الوفد المصري على استمرار الحوار بينهما. وقال هنية في بيان ألقاه على الصحفيين عقب الاجتماع أن الوفد المصري قدم مقترحات وافكارا ونحن من جانبنا سندرسها باهتمام وجدية وبحرص عال على المصلحة الوطنية الفلسطينية. ولم يعط أية تفاصيل إضافية عن هذه المقترحات كما لم يشر الى موضوع الهدنة المقترحة او إعادة الحوار مع الحكومة الفلسطينية. وقال ان حركة حماس تؤكد حرصها على وحدة الشعب الفلسطيني وحمايته من الاحتراب الداخلي. واعتبر هنية ان حركة حماس ترى فيما جرى في العقبة وشرم الشيخ تراجعا في الموقف الفلسطيني والعربي. واكد البيان على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والتمسك بحقه في مقاومة الاحتلال حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه0 وشدد على ان خريطة الطريق لا تمثل طموح الشعب الفلسطيني ويراها العدو مدخلا لانهاء الانتفاضة ونقل الصراع إلى الساحة الفلسطينية. وكان الوفد المصري الذي يضم مساعدين كبارا لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان التقى مع وفد من حركة فتح في غزة. وأعرب زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للصحفيين عقب الاجتماع عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق هدنة والتزام الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق النار قريبا. وعبر الاغا عن تفاؤله بأن كل الفصائل الفلسطينية ستعمل كل ما تستطيع من أجل تحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.ووصف الاغا الاجتماع الذي استمر زهاء ثلاث ساعات بانه جيد وسادته روح الأخوة وتبادل الجميع وجهات النظر حول الأوضاع الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية. كما اجرى الوفد المصري امس في غزة محادثات مع ممثلي حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية بهدف اقناعها بتعليق العمليات ضد اسرائيل. حيث التقي الوفد الذي يقوده نائب مدير المخابرات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري بقادة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ومن بينهم محمد الهندي وعبد الله الشامي. وقال محمد الهندي احد قادة الجهاد الاسلامي انه لم يطرح في هذا اللقاء اي مشروع يتحدث عن هدنة او عن وقف لاطلاق النار . مبينا ان هناك امكانية لتجنيب المدنيين (الفلسطينيين والاسرائيليين) اذا اوقفت اسرائيل الاجتياحات والاعتداءات والاغتيالات بحق المدنيين الفلسطينيين في اشارة ضمنية الى العمليات الاستشهادية. واضاف موضحا موقف حركة الجهاد: لم يتم التطرق الى الهدنة لا من قريب ولا من بعيد . لقد اعلنا في السابق ونكرر اليوم اننا مع تجنيب المدنيين الحرب اذا اوقفت اسرائيل اعتداءاتها وانسحبت من المناطق الفلسطينية وافرجت عن المعتقلين. مؤكد اذا تم ذلك يمكن ان تتوقف الحركة عن العمليات ضد المدنيين داخل حدود 1948 في اشارة الى حدود دولة اسرائيل. ابو النجا يدلي بتصريحات عقب لقاء الوفد المصري محمد الهندي خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع الجهاد بالوفد المصري