تأجل الإعلان عن اتفاق للهدنة بين اسرائيل وحركة حماس الى اليوم. وطالبت الحركة بضمانات دولية وحملت تل أبيب مسؤولية تعطيل الاتفاق الذي كان متوقعا أن يسري اعتبارا من منتصف الليلة الماضية. وقال القيادي في الحركة عزت الرشق في تصريح في وقت متأخر البارحة إن الجهود المصرية للتوصل الى وقف لإطلاق النار تعطلت لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات المقدمة اليه، ما يشير الى أنه لن تكون هناك تهدئة قبل اليوم على أقرب تقدير. وانتهى اجتماع أمني رفيع شارك فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل واستمر أكثر من 8 ساعات، البارحة، من دون الإعلان عن اتفاق أو تفاهمات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. كان القيادي في حركة حماس أيمن طه أعلن في وقت سابق أمس أن نشطاء المقاومة الفلسطينة في قطاع غزة توصلوا بوساطة مصرية لإتفاق مع اسرائيل لوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف الليلة الماضية. وأكد ذلك وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو قائلا إن الجهود الحثيثة التي بذلت من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة تكللت بالنجاح. بينما ذكرت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن الهيئة الثلاثية التي تضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الدفاع ايهود باراك أقرت بالاجماع وقف إطلاق النار مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي بموجب اقتراح مصري. وأكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة دعم حماس لتهدئة تضمن وقف العدوان الاسرائيلي وعدم تكراره. وقال هنية الذي ظهر -لأول مرة منذ خمسة أيام- في لقاء مع الوفد الوزاري العربي الذي يرافقه الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية التركي أوغلو، لسنا ضد وقف الحرب وحماية ابناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وعدم تكراره. من جهته أكد العربي ان المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل في الاحتلال الاسرائيلي. وقال بعد ما رأيناه من دمار اذا تمت التهدئة سوف تقصف وسوف يتكرر ويبقى العدوان، ويجب التركيز على إنهاء الاحتلال. وشارك وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني في الوفد الوزاري الذي ضم العربي ووزراء خارجية مصر وفلسطين والسودان وتونس والعراق ولبنان والأردن إضافة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري ووزير الخارجية التركي. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في تصريحات عقب عودة الوفد الوزاري العربي الذي زار غزة أمس إن «ما رأيناه خلال الزيارة أكثر بكثير من كل ما سمعناه، حيث آثار الدمار والقتل كبيرة للغاية». وأفادت تقارير أن حماس عرضت ثلاثة مطالب رئيسية هي أن تكون إسرائيل البادئة بوقف الهجمات، رفع الحصار المفروض على غزة، وتعهد تل أبيب بعدم استهداف قادة الحركة. فيما تمثل الطلب الرئيسي لإسرائيل في ضمان أن تكون الهدنة طويلة. من جهة أخرى، يلتقي عمرو اليوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تزور القاهرة في اطار جولة بالمنطقة بدأتها بإسرائيل امس. ومن المتوقع ان يتم خلال اللقاء بحث انهاء كافة أعمال القتل والقصف المتبادل سواء من جانب اسرائيل ضد القطاع، أو للصواريخ التي تطلقها حماس ضد الدولة اليهودية الى جانب سبل تثبيت الهدنة وتوافر ضمانات نجاحها. ووصفت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في القدس البارحة، عناصر المقاومة الفلسطينية ب«الجماعات الإرهابية»، مؤكدة التزام واشنطن بأمن إسرائيل، وقالت «سأعمل أنا وشركائي لإيقاف العمليات المسلحة في المنطقة وإحلال السلام». وتواترت معلومات عن وجود ترتيبات لإيجاد آلية مراقبة ثلاثية تضم ممثلين تضم مصر والولايات المتحدة «وربما أطرافا أخرى» لضمان نجاح هذه الهدنة .