عرض الوسطاء المصريون أمس تأجيل المفاوضات بشأن عدة نقاط محددة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ما بعد شهر من تثبيت هدنة دائمة بينهم، ذلك قبل ساعات من انقضاء تهدئة مدتها 72 ساعة منتصف ليل أمس. وعرض الوسطاء المصريون أن يتم إرجاء المباحثات بشأن مطالب الفلسطينيين الرئيسة بخصوص ميناء بحري ومطار لمدة شهر بعد سريان هدنة دائمة، ذلك بحسب وثيقة تضم العرض المصري. وبحسب الوثيقة أيضاً يتم إرجاء المفاوضات حول تسليم جثامين اثنين من الجنود الإسرائيليين بحوزة مسلحين فلسطينيين مقابل سجناء في السجون الإسرائيلية. كما سيجرى تقليص تدريجي للمنطقة العازلة في حدود غزة مع إسرائيل، على أن تتم حراستها بواسطة فرق أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس، بموجب الوثيقة. لكن الوثيقة المصرية كانت غامضة فيما يتعلق بالحصار، حيث نصت أن المعابر ستفتح بموجب اتفاقيات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ومن المفهوم أن حماس تطالب بالتزامات واضحة لفتح الموانئ في غزة، حتى لو جرى ذلك في مواعيد لاحقة. ويطالب الوفد الفلسطيني بإنهاء الحصار على غزة المستمر منذ العام 2006. وقال رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة عزام الأحمد إن «الوضع في غاية الدقة ونأمل أن نصل إلى اتفاق قبل الساعة 12 ليلاً موعد انتهاء الهدنة». وأضاف الأحمد أن «الوفد الإسرائيلي يفاوضنا شكلاً كوفد فلسطيني ولكن يسيطر على تفكيره حالة الانقسام»، مؤكداً «سندافع عن مصالح الشعب الفلسطيني المستقبلية». ويضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، لا سيما حركة حماس التي تسيطر على غزة وتشكل الهدف الأساسي للهجوم الإسرائيلي على القطاع، وحركة الجهاد الإسلامي. وعاد المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة بعدما أمضوا ليلتهم في إسرائيل في حين تنتهي الهدنة الساعة 2100 بتوقيت جرينتش. وتريد حركة حماس، التي تسيطر على غزة وحلفاؤها رفع الحصار الإسرائيلي وتخفيف القيود الأمنية التي تفرضها مصر على حدود القطاع. ويعقد فرص التوصل لاتفاق لتخفيف القيود المخاوف الأمنية لدى مصر وإسرائيل. وامتنع المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون عن الإدلاء بأي تصريحات أمس عما إذا كانوا قد اقتربوا من التوصل لاتفاق دائم. وقال مصدر في السفارة الفلسطينية إن المحادثات مستمرة وإن الوفد الفلسطيني سيجتمع مرة أخرى مع الوسطاء المصريين. ولا يجتمع المسؤولون الإسرائيليون وجهاً لوجه مع الوفد الفلسطيني لأنه يضم حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية. كما لا تعترف حماس بإسرائيل. وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار الخانق اقتصادياً على غزة، وتعتقد أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج. كما تعتبر مصر الحركة الإسلامية خطراً أمنياً. وطلب وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أمس من القوات المسلحة الاستعداد لاحتمال استئناف العمليات العسكرية. وفي الأسبوع الماضى تجدد القتال -بعد انقضاء هدنة سابقة استمرت 72 ساعة- ولكن بكثافة أقل.