محاولة اغتيال الرنتيسي التي (أزعجت) الرئيس بوش قبل ان تزعج دول العالم المحبة للحرية والعدل هي محاولة مكشوفة للاجهاز على خطة خريطة الطريق, فإسرائيل لا تريد اقامة سلام حقيقي مع الفلسطينيين, ولا تريد مجرد التفكير في قيام دولة فلسطينية مستقلة, ولا تريد تفكيك المستوطنات التي اقامتها على الأراضي المحتلة, ولا تريد البحث في عودة اللاجئين الفلسطينيين, وهذا يعني ان تلك المحاولة تعكس بصريح العبارة الانقضاض بشراسة على ايجابيات قمتى شرم الشيخ والعقبة, كما تعني بالضرورة والنتيجة ان إسرائيل لا تريد تنفيذ خطة خريطة الطريق, فالمحاولة الإجرامية الجديدة وضعت إسرائيل ذاتها في خطر محدق من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي سوف ترد على تلك الجريمة في الوقت المناسب, بما يعني ان إسرائيل مصممة على اذكاء العنف في المنطقة ووضعها على صفيح ساخن, وتحويل الأراضي الفلسطينية والعمق الإسرائيلي الى بؤر متوترة من العنف, بما يعكس السياسة الدموية التي ينتهجها شارون الذي لا يملك في حقيقة الأمر برنامجا سياسيا لتسوية الأزمة القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, فتاريخه الأسود الملطخ بدماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني لا يخوله إلى المضي في انتهاج أي مبادرة من مبادرات السلام في المنطقة بما فيها خطة خريطة الطريق, فقد جبل هذا الدموي منذ ان عرفه الفلسطينيون على القتل والتشريد والتدمير والتخريب, وليس من سماته الانصات للنصح او الاستجابة لأي مبادرة او الاصغاء لصوت العقل, فهمه الوحيد هو الايغال في دماء اراقة الأبرياء من شعب فلسطين والعمل على التوسع الاستيطاني على حساب الحقوق المشروعة للفلسطينيين, ويبدو واضحا للعيان بعد تلك المحاولة الاجرامية الجديدة ان مبادرة خطة خريطة الطريق قد تضرب في مقتل ان لم تلجم إسرائيل بقوة دولية مؤثرة على رأسها الولاياتالمتحدة لكبح جماح نزعتها العدوانية وارغامها على المثول لنصوص المبادرة الجديدة التي وافق عليها العالم بأسره وأولهم الفلسطينيون والعرب. فاذا ما أريد لتلك المبادرة النجاح فلابد من ممارسة ضغوط معينة على إسرائيل تمنعها من التمادي في الباطل وتدفعها لرؤية الحق ليس بعيون فلسطينية فحسب, بل بعيون شعوب العالم التي أيدت تلك المبادرة وصفقت لها طويلا.