الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    يونس محمود ينتقد ترشيح المنتخب السعودي للقب كأس الخليج    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مسؤول كويتي" قال لي: "لا نمتلك القوة لحمايتك من صدام".. فهربت
الكاتب نجم عبدالكريم في حديث الذكريات ل اليوم:
نشر في اليوم يوم 12 - 06 - 2003

كشف الكاتب والصحفي والاعلامي نجم عبدالكريم أنه عرف الرئيس المخلوع (صدام حسين) في القاهرة عندما كان يدرس معه في احدى المراحل الدراسية وعاداه عندما تبين له ان هذا الرجل دكتاتور وانه كيف كان يتعامل مع الاشياء ويميل الى فعل الشر. واضاف انه قال لعبدالكريم الشيخلي وهو من كان معهم في القاهرة أنه اذا اصبح (صدام حسين) رجلاً سياسيا فأول عمل سينفذه سيقضي عليك الا ان الشيخلي لم يصدق مؤكدا ان موقفه من البعثيين قديم جدا وقال فيهم شعرا يقول:
==1==
يابعث ياسرطان ياورم==0==
==0==سموك بعثا وانت الموت والعدم==2==
واشار عبدالكريم إلى ان المسؤولين في الكويت هم من دفعوه للهروب من وطنه عندما قالوا له: (لا نستطيع حمايتك من شر صدام حسين مضيفا انه عندما غادر الكويت صباحا وصله خبر يفيد ان عملية اغتياله كانت ستنفذ ليلاً في نفس يوم مغادرته. واكد ان جميع رؤساء تحرير الصحف الكويتية كانوا يضيقون عليه مساحة الكتابة ضد (نظام البعث) وقد وصل الامر بهم الى ان امره (احمد الجار الله) رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية بأن يكتب مدحا عن صدام حسين الا انه رفض ذلك واستقال.
وأوضح ان الصحفيين يلزمهم شوية شجاعة في التعامل مع الكتابة لكي يوصلوا فكرتهم وعدم تقييد انفسهم بخطوط حمراء لم تفرض عليهم اصلا.
صدام والبعث
كنت من أوائل المثقفين العرب الذين كتبوا عن الطاغية صدام حسين كيف شخصت هذا الدكتاتور باكراً بينما اشترى ضمير كثير من المثقفين العرب؟
* عندما كنت أكتب في الصحافة الكويتية كانت الكويت عن بكرة أبيها تمجد وتهلل لصدام حسين والنسوة كن يخرجن الذهب من أيديهن وصدورهن ويتبرعن به إلى مطحنة القتال التي كانت دائرة على الساحة العراقية- الإيرانية. كنت منذ ذلك الزمن أصيح وأصرخ بأعلى صوتي أن هذا الرجل دكتاتور وكنت أكتب في القبس وفي السياسة الأسباب بأنني عرفت صدام عن كثب عندما كنا في القاهرة وكنت أرى كيف كان يتعامل مع الأشياء وجرت بيننا أكثر من ندوة كان فيها ينزع إلى الشر وكنت منذ ذلك الوقت أقول لصديقه وصديقنا عبد الكريم الشيخلي.. صدقني إذا كان هذا سياسياً أول عمل يقوم به يقضي عليك كان يقول لي يا أخي عيب عليكم هذا الحكي وبالفعل قضى عليه، أنا موقفي من البعثيين قديم حتى أنني قلت فيهم شعراً يوماً فقلت:
==1==
يا بعث يا سرطان يا ورم==0==
==0==سموك بعثاً وأنت الموت والعدم==2==
البعثيون الذين خانوا كل قضاياهم منذ أن أسسها (عفلق) تمرد على المؤسس الحقيقي للبعث وهو الأستاذ السكندري من لواء الأسكندرون الرجل العظيم الذي درس في فرنسا وجاء يدرس في العراق ثم بعد ذلك.. على كل حال عندما أتذكر سوف أعطيك اسمه هذا الرجل (عفلق) الذي صدر هذا الحزب إلى أناس هم أساسا غير مؤمنين بها وأغلبيتهم لم يكونوا من المسلمين ولكن مع هذا عندما سيطر حزب البعث ومارس الدكتاتورية مع كافة القوى الوطنية كنت قد كتبت قصيدة نشرت في الطليعة الكويتية قلت فيها:
==1==
قسماً بأحمد بالمسيح بأمتي==0==
==0==أنا لن أهادن من يخون عروبتي
في الدرب أمشي بالعروبة بالعلا==0==
==0==لا البعث لا الغوغاء توقف ثورتي
اني على درب العروبة سائراً ==0==
==0==وشعبنا المنصور يرفع رايتي==2==
وكنت منذ زمن طويل أكره البعثيين وقمت أيضاً ذات مرة بحلمنتشية شعرية سميتها العفلقيات قلت فيها:
==1==
عذت به من شر ما قد خلق==0==
==0==من شر من شيب لهيب اعتلق ==2==
إلى أن قلت له:
==1==
أبلغ بها السعدي فهي يتيمة ==0==
==0==وشوارب السعدي فيها تختلف
يا ميشو عفواً إني ذو قصد شريف ==0==
==0==وأخاف ربي انه رب الفلق ==2==
إذا أنا موقفي من البعثيين قديم لأنني أعرف الحقارات التي مارسوها على امتداد تاريخهم.. من هنا كنت أحذر ضد صدام حسين وكنت أراهن على أنه يوماً ما سيأتي وعندما كنت أقدم برنامجا في إذاعة موجهة للعراق من حوالي أربعة شهور أنبه الشعب العراقي إلى أن يوم الخلاص قادم لا محالة- قادم لا محالة وقد جاء هذا اليوم سواء عن طريق الأمريكان أو عن غيرهم، المهم أزيل الطاغية الدكتاتور وشعب العراق قادر على أن يحصل على حريته سواء ضد الأمريكان أو سواهم. هذه إجابتي القصيرة البسيطة المتواضعة عن كراهيتي لصدام حسين.
الامريكان
الأستاذ نجم أنت قلت من الأمريكان أو غيرهم ما فيه فرق إذا شال صدام أمريكان أو عرب؟
سيدي إنجاز إزالة صدام حسين عن الحكم بحد ذاته إنجاز معجز لو لم يكن الأمريكان كقوة خارجية قوية تتدخل لإنقاذ العراقيين من صدام حسين لكان الشعب العراقي يرزح تحت حكم حفيد عدي وحفيد قصي فالحمد لله أزيح هذا الطاغية، والآن العراقيون أصبحوا ملك أنفسهم، أما الأمريكان فهذه يعني مناورات سياسية بين الأقدام والاحجام عندهم توجه ايش كان هذا التوجه الاستفادة من النفط من الاقتصاد أو ربما ضم العراق الى دائرة كوريا الجنوبية أو ماليزيا أو سنغافورة أو اليابان لتعدو نموذجاً للدول المتطورة اقتصادياً بعد أن تنهج نهجاً ديمقراطياً مرتبطا بشكل أو بآخر بالولايات المتحدة الأمريكية.
التصفية
أنت زاملت صدام حسين في القاهرة وعاديته في الكويت في هذا الوقت لم يرسل لك حد ل....؟
جرت كذا محاولة لتصفيتي جسدياً ولكن أعلنها صراحة أرسل لي مسئول كويتي في مكتبه وقال لي: نحن ليست لدينا قوة لحمايتك لأن صدام عنده قائمة كل شهر يصفي مجموعة من الناس فأنا أقول لك ما عندي ما أحميك به.
الهروب
يعني سافرت هروباً من التصفية وليس للعمل؟
لا.. سافرت هرباً لكن لسوء الحظ بيتي كان خلف السفارة العراقية وحاول السفير العراقي أكثر من مرة ان يجمعني وجاءني العلوي الموجود الآن وقال لي السفير العراقي يدعوك لتشرب الشاي معه رفضت وقلت له لا يمكن أن أشرب الشاي معه، وتعرف عبد الجليل وهو المحبوس الآن جرت محاولات وبذل مجهودا ليأخذني لهم عندما كان صديقا لهم مرتبطا معهم عنده مجلس قلت له لا يمكن هؤلاء قتلة مجرمون لأنهم بسطوا نفوذهم على الكويت مخابراتياً وسياسياً وثقافياً اشتروا كل الضمائر حتى صرت أكتب بالرمز، حتى عندما أريد أن أكتب إلى الشيخ جابر الأحمد أكتب وأقول له إلى عزيزي هارون الرشيد هل ترى ماذا يفعل البرامكة. في بلادك كذا، كتبت في السياسة خطاب عزيزي هارون الرشيد وقلت الشاعر أحمد وأقصد أحمد السقاف والشاعر محمد وأقصد محمد الفايز والشاعر عبد الله وأقصد عبد الله العتيبي - الله يرحمه - والشاعر خليفة وأقصد خليفة الوديان، وأسمي هذه الأسماء رمزياً وأحط الاسم الأول وأخاطب الأمير وأقول له هؤلاء خطرون هؤلاء سيفجرون.. هؤلاء سيدمرون أرجو أن تتخذ خطواتك وارجع إلى مقامك عزيزي هارون الرشيد فستجد كل هذا في السياسة قد نشر في الثمانينات، أكتب بالرمز إلى أن أرسل لي مرة رئيس التحرير وقال لي إذا لم تمتدح صدام حسين فلن أجعلك تكتب.
من رئيس التحرير حين ذاك؟
أحمد الجار الله فقلت له لن أكتب فقال لي لن أفرد لك مساحة فقلت له مع السلامة ورحت..
السينما
لكنه مؤخراً كان معادياً لنظام صدام؟
طبعاً- أنت تعرف أن رؤساء تحرير الكويت جميعاً كانوا يرتدون البشت ويذهبون إلى بغداد كأنهم نجوم سينما ويرحب بهم الإعلام العراقي وكانت مقالاتهم تنشر، وكان الإعلام الكويتي يمجد صدام أكثر من الإعلام العراقي.. وأكثر مما يمجد حاكم الكويت.
الصحف السعودية
نرجع إلى حوارك مع (القناة العربية) الأخيرة ذكرت أن الصحفي والكاتب السعودي هو المقصر - بينما الاخوان داود الشريان وسعد الدوسري اعترضا؟
جميل أنك طرحت هذا السؤال لكن أوضح نقطة أنا قلت ان الرقيب في المملكة العربية السعودية لم تكن لديه السلطة لماذا؟ لأن غازي القصيبي كتب معظم الممنوعات ودخلت إلى السعودية وقرئت عن طريق الإنترنت وعن طريق الفاكس بكل السبل..إذا الرقابة لم تعد لها القدرة على أن تحول دون أن يكتب الكاتب، لو أن الكاتب استغل هذه الفرص التي استغلها غازي القصيبي وسواه هم ينتظرون أن تكتب المقالة وتعطى للرقيب ليجيزها أنا ما أشوف أن فيه رقيب، وقال لي مسؤول سعودي كبير أنا في تحفظ لأقول اسمه والله ما عندنا خطوط حمراء ان القضية العقائدية وأمن الدولة ولكن هم حددوا أنفسهم ضمن دائرة معينة من مساحة الحرية أو سقف الحرية في بلادنا حسبما قاله المسئول كبير جداً. الآن عندما كان داود الشريان يهاجم مدير البريد والهاتف أين كان يحدث هذا.. كان يحدث في بعض الدول العربية.. في مصر الآن في حدود معينة لافراد أسر معينة لهم نفوذ ما أحد يقدر يتطرق إليهم من الكتاب المصريين- ربما هيكل أشار إشارة أو إشارتين إلى موضوع خلافة مبارك. إذاً هنا لديك مساحة من الحرية وهذه المساحة عندما تقيسها بعشر سنوات ماضية تجدها أكثر تطوراً. هو الله يهدي الأخ داود وسانده الأخ سعد الدوسري اعتبراها كأنها معركة شعبوية وأصبحت عملية مهاجمة الدولة هنا حالة من الشعبوية التي من الممكن الإنسان ان يصير فيها بطلا لكن اعتبر هذا أسلوبا اسميه أسلوب عبد الباري عطوان الذي تجاوزه الزمن.. أنا أعتقد كان ممكن الأخ داود الشريان الذي كان دائماً يدافع عن المملكة وكل إنجازاتها إلا عندما جئت أنا ومدحت إنجازا وهو حرية الفكر النسبية التي يمكن أن تتوسع وإذا به يهاجم هذا المشروع فحالة الشعبوية استمرأها خاصة أن داود يعرف عنه خالف تعرف منذ أمد طويل.
الحرية
تتوقع يا أستاذ نجم أن الصحفيين والكتاب السعوديين فيهم خلل؟
لا.. استغفر الله لا أقول إنهم جبناء أو فيهم خلل إنما أقول التطور نحو الحرية يحتاج إلى شوية شجاعة في التعامل مع الكتابة ،
الليبرالية
الأستاذ نجم.. بالرجوع إلى التاريخ قليلا التقيت وأنت طالب وباحث ومذيع وكاتب بالعديد من رواد النهضة والحداثة العربية مثل طه حسين والعقاد وكثير.. والسؤال هل مازلنا نعيش إشكالية التحديث وبالفرق بين تعامل الذين ذكرتهم في مشروع التحديث وما يطرح الآن من مشاريع أيديولوجية ومعرفية وسياسية وأيهما أقصر الطرق كخط مستقيم ؟!
يا سيدي اعطني سعد زغلول يدعو إلى الليبرالية أعطك عشرات الطه حسينات ومئات العقادات وغيرهم من رواد الفكر والنهضة والحداثة. حتى نجيب محفوظ هو إفراز للنهضة الليبرالية التي دعا إليها سعد زغلول . للأسف الشديد الدعوات التنويرية خف وهجها عن الذين جاءوا من بعد سعد زغلول يعنى التنويريين الأوائل كالأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين أو علي مبارك أو علي عبدالرزاق هؤلاء الذين تشربوا الثقافة الإنسانية ولا أقول الأوروبية وأخذوا ما يفيد الإنسان منها ونفثوا فيها في بلادنا للأسف الشديد توقفوا عند حد معين، وأصبحت أوروبا للأسف الشديد أو حتى الرؤية الأوروبية بالنسبة لمن يتعاملون معها هي مجرد فترة سياحة يذهبون إليها للاستمتاع بمياهها وعدم الأخذ بما لديها من قوانين تحترم الإنسان من قوانين علمية في ميادين الطب والفلسفة والفكر والثقافة.. الخ.. ليس لدينا رواد الآن، لكنه لا بأس بين الحين والآخر تخرج لدينا بعض الإرهاصات التي تفرزها طبيعة الأحداث.
متطفل
هناك أحد المثقفين السعوديين يقول ان نجم عبد الكريم شاعر متواضع جداً، ولكنه باحث وكاتب شجاع ومرموق هل توافق هذا الرأي؟
أنا أريد أن أقول لك إجابة وأرجوك أن تأخذها مني ليس تواضعاً ، فلست شاعراً ولست باحثا ولست كاتباً أنا أعتبر نفسي متطفلاً على كل ما ذكرت.
التكريم
كانت لندن هي محطتك الأخيرة، أو الحالية هل ضاق الوطن العربي بأحد أبنائه؟
يا سيدي لأعطيك خبراً جديداً إن كنت ستنشر هذا الأسبوع الكويت تكرم من كانوا يعملون في الحركة الإعلامية خلال نصف القرن الماضي وهاتفني السيد رضا الفيلي منذ سنة قال لي اسمك من ضمن الرواد باعتبارك عملت في المسرح وأخرجت بني صامت وعملت في التليفزيون والصحف وكنت مسؤولاً في التليفزيون وعملت في الصحافة وفي التمثيل والإخراج والإذاعة فأنت من الرواد، كن مستعداً لاستلام جائزتك، ثم جاءت ظروف تأخر الاحتفال، ثم اقيم خلال اليومين الماضيين فلما قرأت الخبر في الشرق الأوسط قيل لي حذف اسمك سألت لماذا، قيل لا ندري .. فإذا ماذا تسمي هذا ؟ (يضحك) حذف اسمي أي أن هناك شيئاً ما خطأ.
الإعدام
ألم تحاول أن تقف على الحقيقة؟
بالعكس .. أنا اعتبرت عدم دخولي مع الحصول على جائزة هو الجائزة الحقيقية لي، جائزتي الحقيقية أن يحكمني عبدالكريم قاسم بالإعدام من أجل الكويت، عندما كنت اقدم برنامجا اسمه (حقيقة الأخبار) أقلد صوت عبد الكريم قاسم، فيخطب رئيس دولة قائلاً تلك الأصوات المنكرة التي تطلع علينا بها إذاعة الكويت وكان يقصدني. ثم يصدر حكماً بإعدامي.. هذه جائزتي، ليست جائزة يسلمها لي سعدون الجاسم أو جواد حسون أو رضا الفيلي.
إنجازاتي
لماذا تحمل دائماً صخرة سيزيف في غربتك؟
(أقولك شغلة يا وليدي) أنا إذا أردت أن أكون صادقا معك، أنت تخاطبني الآن عبر الهاتف، أنا ولدت في صخرة سيزيف، ولدت في مجتمع يرفضني لأسباب كثيرة، منها العرق والتاريخ والجغرافيا ومنها العقيدة والعقيدة هي واحدة بحمد الله الإيمان بالله وكتبه والصلاة والصوم والعبادات، لكن ولدت لمذهب اعتقد أنه محكوم عليّ بسبب هذا المذهب قبل أن اولد لماذا ؟ لا أدري ؟ وهذه إحدى المحطات وللأسف موجودة في عالمنا العربي، علماً بأنني قد تجاوزت هذه القضية منذ زمن ولا اعتبر نفسي انتمي إلى هذا المذهب أو ذاك.. انتمي إلى الله جل وعلا في عبادتي له وبكتابه الكريم وبرسوله العظيم وبالإسلام العظيم .. أما ما تبقى من خلافات سياسية تسترت تحت مسميات مذهبية فأنا قد تجاوزت هذه القضية. فإذا هناك من ينظر إليك من زاوية ضيقة، ومن هذا تجده في غلاء الرجال، لم يضف أي إسهام إيجابي لمجتمعه، في حين عندما كنت منذ نعومة أظفاري وأنا أعمل ليل نهار من أجل أن أقدم شيئاً إيجابياً، المكتبة في إذاعة الكويت تعج بالأشرطة التي عليها صوتي إخراجاً أو تمثيلاً أو كتابة، والتليفزيون كذلك والمسرح والصحافة كذلك.. يأتي كائناً من كان من الطارئين على التاريخ لأنه يتستر تحت اسم قبلي أو شيء من هذا القبيل ومتخذ من هذا الاسم جواز مرور للوصول إلى علية القوم أو المجتمع لكي يلغيني تماما ويلغي إنجازاتي، وأنا في هذه الحالة أجد أن بريطانيا أكثر أماناً لي من مجتمع يضطهدني، حيثما أكون وأنا صادق معك.
لا للعودة
هل لديك خطط للانتقال لإحدى العواصم العربية؟
يا سيدي الفاضل أنا الآن ليس لدي سوى المعطيات التي أقوم بها في الكتابة للشرق الأوسط والكتابة في المجلة ولدي مشاريع لعدد من الكتب، وللأسف الشديد أنا إلى الآن أخاف أن أنجز كتابا، لكن لدي كما تفضلت مجموعة من الدراسات والمقابلات آن لي أن أجعلها تضم بين دفتي كتاب أو كتابين أو ثلاثة، ومرتاح في بريطانيا.. إذا كان هناك اتجاه ربما آتي إلى المنطقة ولكن ليس إلى الكويت.
لقاءاتي
وماذا عن كتابك الذي تعمل عليه الآن؟
أنا الآن بصدد إعداد 150 لقاء موجودة في الأشرطة أقوم بتفريغها ودراستها مثلاً، رسول حمزاتوف عندما التقي به في موسكو وأسجل لقاء معه، ونيلسون مانديلا عندما التقي به، وطه حسين والعقاد وعبد الله الطريقي وغيرهم من عشرات الشخصيات التي التقيت بها وهي شخصيات فاعلة، حمد الجاسر مثلا التقيت به في السبعينات وسجلت معه حواراً.. كلها أعمال في أشرطة وقد نشر البعض منها.
الغبار
بصدق هل تعتقد أن مهرجان الجنادرية ستنفذ أهدافه ولم يعد يقدم أي جديد، وما اقتراحاتك البديلة على الأقل لتطوير المهرجان؟
أقول لمهرجان الجنادرية آن له أن ينفض الغبار الذي تراكم عليه لينهض نهضة جديدة مفهوما وإطاراً. وهذا الأمر وما به من حساسية سبب لي إشكالية عندما جئت أول العام وقلت ان المهرجان كان إلى حد ما خاصة ما قدمه الأخ نجدت أنزور وأدى إلى خلافات كان على أثرها أن قدم لي المسؤولون في المهرجان كلمات نابية تقبلتها، لكن في العام الماضي عندما تأكد ما قلته وأصبح الناس ينظرون إلى المهرجان نظرة ازدراء قررت أن أتوقف عن الكلام في هذا الموضوع حتى لا يقال انى داخل في حلبة صراع أو معركة اسمها الجنادرية، أنا ما بيني وبين الجميع إلا كل ود آتي سنوياً وأقوم ببعض الفعاليات وأزور الأصدقاء، والجنادرية بالنسبة لي ليست هي النشاط يعني إلى جانب النشاط الفكري والثقافي والشعري، هناك الجنادرية الإنسانية التي تلتقي فيها بالمثقفين وأساتذة الجامعات وبالشعراء والادباء في بيوتهم لكي يتعرف الناس على المملكة وصدقني هناك الكثير من الناس ما كانوا يعرفون المملكة.
القراءة
هل صحيح أن أمة لا تقرأ كما يقول دايان أو ان أزمتنا الحقيقية أن المثقفين في التيارات الإسلامية والقومية لا يقرأون سوى الهوامش ويتجاهلون المتون؟
لذلك موشى دايان ينظر الى الأمور من زاوية واحدة كما ترى وتعرف الزاوية فهو رجل أعور فنظرته الى العرب انهم لا يقرأون ويمكن هي أحادية الجانب .. العرب يقرأون لكني أقول أعط للعربي حرية لكي يكتب ما يفكر به وسيرى أولئك الذين قدموا زناد الفكر للحضارة الإنسانية , لكن للأسف القمع السياسي هو الذي يجعل العرب يقرأون ويكتمون .
من لا يقرأ لا يستطيع الكتابة.. من لا يقرأ خمس ساعات لا يستطيع ان يكتب في الشهر مقالة واحدة.)
البكاء
عندما تصفو الى نفسك وتتحرر من قيد العائلة والأصدقاء والمسئولين والمثقفين والفوضويين والملتزمين بم تفكر . هل يمكن أن تشارك القارىء فيما تفكر فيه الآن؟
أصدقك القول عندما أتحرر من كل ما ذكرت أبكي ولا أعرف لماذا هل للهزائم والانكسارات !! وكل ما أعانيه !
سيتجسد في تهرجات وبكاء ! والله أقفل علي الباب وانتحب كالثكلى لا تسألني لماذا لأني أنا أعرف لماذا ؟ ولا أريد أن أقول صدقني عندما أسير في الطرق في العالم العربي واشاهد طفلا يسير حافيا في اليمن أبكي فما بالك بنسبة الأمية , والتخلف , الجوع , القهر , والسجون . كل ذلك بسبب انعدام الحرية.
أعط للإنسان قدرا من الحرية المعقولة وسترى العجب العجاب.
كل العرب
هل لك صلة بالعراق حاليا؟
لدي أهل وأقارب وعلى الصعيد السياسي كنت أتعاون مع المعارضة العراقية عندما كنت في الكويت يوم كان الكويتيون يأخذون المعارضين العراقيين الى العراق لكي يقتلهم صدام يحملهم مدير المخابرات ويكرسهم بالعربات وكنت أتعاون معهم للإطاحة بصدام, ولما ذهبت الى لندن تعاونت معهم وانضممت إلى بعض أحزابهم خاصة المجلس العراقي الحر فلما أقمت إذاعة باسمى إذاعة كل العرب فتحتها على مصراعيها للمعارضة العراقية ومازلت اشتغل من أجل حرية العراق إيمانا مني كعروبي بأن العراق جزء من وطني وثانيا أن صدام كان رجلا مجرما او حزب البعث مجرم ثالثا أنا أرى أن من اليمن الى المغرب هذا وطني وبالتالي أنا متفاعل معه كيف هذا يتم لا أدري؟ يقول لك هذا تفكير قومي .. الخ .. أنا لا أنتمي الى حزب أنا منتم إلى هذه العروبة التي أعطت هوية للكثير من الحضارات الإنسانية أنا منتم إلى هذا البلد إلى الإسلام الذي استطاع ان يقدم جناح الفكر في وقت كانت فيه الكنائس وعصور الظلام تحكم على فاليبيو بالموت وتحكم على كبرنيكوس في الموت وكانت محاكم التفتيش تأخذ الناس في الظلام كان الإسلام منفتحا وكان عصر المأمون الذي يعتبر نقطة انطلاق في تاريخ الحضارة الإنسانية كما يقول ويل ديتوريت في كتابة قصة الحضارة.
الفريق
بعد تحرر العراق هل فكرت في العودة؟
السؤال هل تحرر العراق أنا بحاجة الى زيارة العراق وكنت مهيأ مع السيد الخوئي الذي قتل وأعددت شنطتي ولكني نصحت بعدم الذهاب على اعتبار أن هنالك إذاعة سرية موجودة في مطار بغداد تبث البرامج أني كنت أخاطب العراقيين من إذاعة سرية يوميا لمدة سنوات قيل لي اذهب الى هناك وخاطب الناس وبالفعل عملت اجراءاتي لكن جاءتني نصائح كثيرة بألا أذهب وبالفعل ذهب السيد عبدالمجيد الخوئي ضحية لأنه لم يتمهل.
ما رأيك في هؤلاء؟
الكاتب محمد رضا نصر الله
هو كاتب مشاغب وقارئ جيد ومتابع وشغبه مشروع أحيانا ليلفت نظر القارئ.
د. تركي الحمد
كاتب سياسي ومحلل من الطراز الأول وقصاص يكتب القصة بشكل ذكريات لكنها قصة لا ترقى الى المستوى الحرفي للقصة التي عهدناها عند يوسف ادريس او الرواية التي عهدناها عن نجيب محفوظ أو عبد الرحمن منيب او عند القصعبي. أنا أحسست بأن القصص التي قرأتها أنه لم يتمكن من الحرفة الفنية للقصة وإن كان يقول أنه يؤثر البساطة أما ككاتب ومعلق سياسي في جريدة أسبوعية من خيرة المحللين وإن كان أحيانا لكي لا يقع تحت طائلة النقد او القانون ، وهذا يزيد الأمر صعوبة له يلف ويدور حول القضية الواحدة لكي يبرزها.
عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط
الراشد لن أقول فيه شيئا لأن شهادتي به مجروحة نظرا لما بيننا من المحبة والود , ولكن أستطيع القول إن عبد الرحمن الراشد يحتل موقعا أهم من أي صحفي عربي في وقتنا الراهن.
غازي القصيبي
غازي هذا الموسوعة المتنقلة فان جئت للشعر فهو شاعر وان جئت للنثر فهو ناثر وإن جئت لخفة الظل فهو خفيف الظل وإن جئت للمسئولية فهو مسؤول.. غازي شخصية نادرة ناهيك عن جانب آخر فأنا أعرفه عن كثب , إنه إنسان كثيرا ما مد الأيادي لأناس كانوا غرقى فانتشلهم من الغرق , واستطيع القول إنني أنا واحد منهم.
محمد جابر الانصاري
محمد جابر الأنصاري لو لم يكن بحرينيا لأصبح اهم فيلسوف عربي.. لكن لأنه في البحرين كبلد متواضع ويطرح آراءه بتواضع فلا يشار اليه , ولكن هو معروف وقدره محفوظ لدى كثير من المؤسسات والهيئات الثقافية , لكن الإعلام دائما عندما لا يهتم بانسان , خاصة أولئك الذين يوجدون في عواصم كبرى , للأسف الشديد يضيع جزء من حقوقهم بل يضيع كثير من معطياتهم .. محمد جابر الأنصاري عرفته منذ ثلاثين سنة إنسانا ذا ثقافة واسعة في ميدان الفلسفة وعلوم الاجتماع وهو كاتب مهم واستطيع القول إنه في مقدمة الفلاسفة المعاصرين في قضايانا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.
الروائي الطيب صالح السوداني
ايضا شهادتي فيه مجروحة لأنه صديق تربطني به صداقة وطيدة ونلتقي في لندن دائما , ولكن استطيع القول أن الطيب صالح من الشخصيات المثقفة التي جسدت كلمة الثقافة اطارا ومضمونا بكل معناها, رجل منسجم مع نفسه, رجل لو أراد ان يكون بعكس ما هو عليه.. لو أراد أن يكون مثلا مثقفا مرتزقا كالكثيرين ممن اعرفهم لوصل إلى درجات عليا . ولكن لأنه شريف ولأنه لا يجامل على حساب الحقيقة ظل يعيش عيشة متواضعة , بل أعطيك سرا آخر, لأن جائزة عويس , وهو يستحقها بكل ما تعنيه الكلمة من استحقاق يرفض أن يتقدم إليها , لأن من شروط المسابقة ان يتقدم هو بطلبه , وهو يقول والله ان قدروني يتقدمون هم إلي وأنا أوافق, لكن أن يطلب اليّ ان آخذ كتابا وأكتب أرجوكم أعطوني الجائزة , هذا لن افعله , فلهذه الدرجة هو منسجم مع نفسه , والمائة ألف دولار التي لو حصل عليها وأنا واثق أنه سيحصل عليها حتما لو تقدم بهذا الطلب ستنقذه من حالات كثيرة يعاني منها وأنا أعرف حياته في انجلترا كيف تكون.
تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض
تركي السديري أستاذ كبير لديه من المفردات إذا ما تكلم يسر السامعين في إطلالاته على الشاشة أو في محاضراته ويكفيه أنه أكثر صحفي قضى أطول فترة في رئاسة التحرير في تاريخنا المعاصر.
ماذا تقول للارهابيين الذين قاموا بالتفجيرات في الرياض والدار البيضاء؟
يصعب ان أتوجه بكلام للارهابيين , فقط أريد أن أقول إذا كنتم مسلمين حقا , فاقرأوا القرآن الكريم من زاوية إنسانية وإذا كنتم مؤمنين بالقرآن الكريم فاقرأوه من زاوية أخرى لأن النظر الى قضية واحدة من وجهة نظري والميل الى العنف والى الدم هو الأسوأ.
فهناك فرق بين تعاليم سيد قطب وأبو الأعلى المودودي وبين أن يقتلوا المسلمين في بيوتهم , وهم آمنون فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.