تابعت الساحة الشعبية باهتمام بالغ مسابقة الشعر المخصصة للمرأة التي نظمتها جريدة (اليوم) ورعاها سمو الأمير عبد العزيز بن سعود وصاحبتها تغطية صحفية مميزة. وقد جاءت نتائج المسابقة مفاجئة لمن تربت ذائقتهم على الانسياق خلف الأسماء البارزة علاميا ولكنها كانت متوقعة لمن يملكون استقلالية قادرة على التبصر والانحياز للإحكام المنطقية المعتمدة على مرجعية أدبية صرفة . لقد استطاعت هذه المسابقة ومن خلال البيتين المطروحين والذي يبدو في ظاهرهما البساطة و في باطنهما الاستدراج من إيقاع الكثير من الأسماء المشاركة في أخطاء بنائية تتعلق في اهتزاز الصور الشعرية وارتباك القافية مما أعاد تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة في ساحة تسودها الأخطاء والمجاملات. فلم يكن مفاجئا تقدم أسماء لم تكن معروفة ولكنها جاءت تحمل الكثير من القناعات التي خلخلت الواقع الوهمي واذي تلاشى عندما تم الاحتكام الى مرجعية أدبية قادرة على التحرر في احكامها . بكل تأكيد أن نتيجة المسابقة ستقابل بالاحتجاج من جهات عدة في الساحة الشعبية.. ولكن من يجنح للعقلانية يدرك أن راعي المسابقة شاعر كبير، يعرف مصداقية أحكام اللجنة ولن يزج باسمه في مسابقة تنالها العبثية من أي جانب.. كما أن جريدة اليوم اكثر حرصا ً على مصداقيتها من أن تسمح بمجاملة هذا الاسم أو ذاك. وتعرف أعضاء لجنة التحكيم كما تعرفهم الساحة الشعبية جيدا ً علما بأن اللجنة لم تتخذ أحكامها في الظلام كما هي عادة المجلات الشعبية عندما تريد أن تمرر النصوص أو توزع الألقاب. لقد نشرت اللجنة نتيجة المسابقة ونشرت النصوص الفائزة ليقراها المتابع القادر على الاستقلالية في أحكامه ليدرك أن النتيجة كانت انتصاراً للإبداع. وأن المجاملة، التي غالبا ً ما تحضر في المسابقات الشعرية المماثلة كانت مغيبة خلف المسئولية الأدبية التي انتهجتها اللجنة التي أوكل إليها أمر تحكيم المسابقة. خصوصا ً وأن أعضاء اللجنة مشهود لهم بالنزاهة الأدبية البعيدة عن المجاملة. ولعل فوز الزميلة (حنين الشمال) وهي كاتبة في ملف (فيّ وهجير) وشاعرة مجيدة بمركز متأخر خير دليل على مصداقية أحكام اللجنة التي تستحق التهنئة . لا يراودني آدني شك في أن هذه المسابقة ونتيجتها لن تمر مرور الكرام على الساحة الشعبية . فقد أحدثت رهيبة في واقع نظرة الساحة الشعبية البائسة للنصوص , وجردت الكثير من الأشياء السائدة وبدلت الكثير من المفاهيم المغلوطة ( المكرسة) وحررت المتلقي من هيمنة الانسياق الاعمى خلف أحكام فردية تتخذ لأغراض لا علاقة للشعر بها. ان الاحكام والمسميات الفردية في ساحة الشعر الشعبي لا قيمة لها خصوصا أن أغلبها يصدر ممن لا يعتد بحكمه ولا يطمأن لرأيه. ستبقى نتيجة المسابقة حدث مهم وسيطرح الكثير من الأسئلة القلقة حول الأسماء الفائزة أين كانت طيلة المدة الماضية .؟ لماذا تحجم عن النشر .؟ هل أجواء إعلام الساحة الشعبية غير نقية .؟ كما أن هناك أسئلة مؤلمة بحق الأسماء التي احتلت مراكز متأخرة بالرغم من خبرتها (المشاهدة على إعلام الساحة) لماذا جاءت متأخرة.؟ لماذا تخلى عنها إبداعها الشعري .؟ هل أنها لم تعط المسابقة حقها من الاهتمام ؟ أم أن الخروج عن الغرض الشعري ( الأوحد) التي اعتادت أن تكتب في رحابه اربكها وافقدها القدرة الشعرية المبرمجة .؟ أم أن الشاعرات المعروفات شاركن من باب التشجيع ليس الا وهو احتمال وارد .!! ختاما أود أن اشكر سمو الأمير عبد العزيز بن سعود (السامر) على هذه البادرة الأدبية الجميلة والتي أثبتت أننا بحاجة إلى مبادرة اكبر تأتى بأجوبة الكثير من الأسئلة المعلقة في الهواء في ساحة تعتبر هي بحد ذاتها سؤالا كبيرا ..!! كما أود أن اشكر جريدة اليوم على الجهد الإعلامي المميز الذي صاحب المسابقة. أما لجنة التحكيم فاقول لهم لقد أحرجتم ساحة الألقاب المبعثرة في الطرقات المتعرجة. التهنئة القلبية للشاعرة ( فتاة نجد) وللشاعرة ( زخم ) وأقول لهما أن ( الفجر يأتي من الشرق دائما ً) أتمنى أن يزور حرفكما مبنى جريدة (اليوم) المنتصب على حافة مساحة الوطن الشرقية بصورة مستمرة.