غادر أرض الوطن يحمل في جوانحه قلق اللحظة الراهنة يبحث عن روح الكلمة التي تعبق دفئاً وإنسانية وتنضج عاطفة متوهجة وأحاسيس مرهفة.. أطل على وطنه ينظم القوافي بكلماته الرقيقة التي تحرك الوجدان، استنطق دهشة الحضور بروعة الإيقاع في تدفقه الشعري وقلب الاسلوب بجمالية نصوصه ورؤيته الصافية.. انه سفير الشعر شاعر الوطن محمد إبراهيم يعقوب الذي مثل وطنه المملكة العربية السعودية في مهرجان أمير الشعراء في عاصمة الثقافة والأدب أبوظبي وانتزع بجدارة المركز الثاني عندما كان قاب قوسين أو أدنى في قطف لقب الإمارة وخاتم أمير الشعراء.. لحظة إسدال الستار على فصول هذه المسابقة العربية الأصيلة التي خاض منافساتها الضخمة 300شاعر وشاعرة ليحقق المركز الأول بعد أن حصل على أفضل درجات التقييم من نقاد المسابقة ومحكميها. وبعد أن كان الوطن قريباً جداً من اللقب هبت درجات التصويت التي منحتها لجنة أبوظبي مفزوعة ومرعوبة لتحدث خللاً ما في موقع الصدارة..!!!! ثقافة اليوم غادرت رياض الخير لتحط رحالها في أرض الفل والكادي جازان الإبداع والتألق مدينة الشاعر محمد يعقوب الذي استلهم منها وإليها بداياته الأولى في أدب اللغة وجمال الكلمة وكان لها هذا الحوار الذي أجري في منزل الشاعر محمد يعقوب في مدينة جازان.. @ من هو الشاعر محمد يعقوب "سيرة ذاتية"؟ وكيف تم اختياركم للمشاركة في برنامج أمير الشعراء؟. - محمد إبراهيم يعقوب من مواليد مدينة جازان الشاعرة بالفطرة أعمل معلماً لمادة الفيزياء، متزوج ولي أربعة أبناء ثلاثة أولاد وبنت، أركض باتجاه الشعر لأني أخشى (رهبة الظل)، وحينما أهم بمراودة الحياة عن قسوتها ألوذ ب (تراتيل العزلة)، لا أنا (ناي) فأقيم عرساً لآخرين كبروا على نايات قلوبهم، ولا (موعد) لأقرع أجراس العودة إلى وطن الذات الذي نكاد لا نتلمس ملامحه فوق وجوهنا إلا قليلاً.. حاولت أن أخبئ روحي في الغيابات ولكن بعض الحب تبلى سرائره.. فشقيت بطموح ساذج ان للشعر مكاناً في ذاكرة الوجع والوله الإنساني لا يملأ!. أما عن قرار مشاركتي في برنامج أمير الشعراء فهو قرار فردي، ان تضع تجربتك الشعرية على المحك ضمن مسابقة لا يمكن لك أن تجزم بإدراك كل حساباتها فهذا تهور قد تدفع ثمنه خطوات إلى الوراء شعرياً وإنسانياً.. ولكن، الآن.. وبعد أن خضت التجربة بكل مكوناتها وحساباتها فأنا ممتن لتهوري، ولقد حققت الكثير من المكاسب التي أحمد الله عليها. @ بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج شاعر المليون وما قدمه من تميز في مجال تنقية ساحة الشعر النبطي.. جاء انطلاق مشروع أمير الشعراء ليحتفي مع مبدعي الوطن العربي بالقصيدة الفصحى العمودية والتفعيلية (الشعر الحر) كيف ينظر شاعرنا المميز لهذا الاتجاه الشعري في نسخته الثانية..؟ - لا أظن ان برنامج أمير الشعراء يسعى لتنقية ساحة الشعر الفصيح، وإن كان فلن يكون بمقدوره ذلك، هذا على فرض أن برنامج شاعر المليون قام بهذا الدور أو سعى إليه، برنامج أمير الشعراء فكرة قامت على أهداف حددتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.. واتمنى أن تكون قد حققت جزءاً من هذه الأهداف. @ أمير الشعراء توجه هام وضروري للتحليق بالثقافة إلى آفاق رحبة من الإبداع باعتباره أول مشروع إبداعي على مستوى الوطن العربي فهل أعاد هذا النهج في نظركم للشعر العربي مكانته التاريخية والحضارية؟. - قد تكون المشاريع الإبداعية في الوطن العربي متعددة، ولكن من يخدم مشروعه باخلاص حتى يحقق أهدافه أياً كانت، هذا ما حدث لبرنامج أمير الشعراء.. سنختلف ونتفق حول المشروع، لكننا بالتأكيد سنلتقي في نقطة جوهرية أن المشروع بذل كل جهد ليحقق أهدافه، ناهيك عن أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هي المؤسسة الثقافية العربية الوحيدة التي التفتت للشعر الفصيح واستطاعت - في رأيي - في ردم هوة الجفاء بين شعر الفصحى والجمهور العربي عبر وسائل عصرية وعمل إعلامي احترافي لم يتجاسر الكثير في عمله في ظل كساد سوق الكتاب العربي وسبات المؤسسات الثقافية وتقليدية الأمسيات الشعرية التي لم تعد تواكب عصر ثقافة الصورة. @ ما هي أهم العوامل أو الظروف التي ساعدتك أثناء مشاركتك في برنامج أمير الشعراء طوال ما يقارب 4أشهر؟ - لم أكن لاستطيع المضي في هذه المسابقة لولا من كان يقف خلفي ويدعمني وأولهم زوجتي أم عبدالرحمن التي كانت في فترة صحية حرجة ورغم ذلك كانت تؤمن إيماناً يقينياً بأحقيتي بكل تقدم في المسابقة، كان يعزز خطواتي نحو الأمام، هذا إلى جانب اخوة وأصدقاء وأساتذة ومثقفين الذين كانوا هم الجنود المجهولين وراء هذا الانجاز، وعملوا بكل حب واخلاص في سبيل دعمي معنوياً ومادياً وأنا أشكرهم من خلال هذا اللقاء شكراً جزيلاً. @ كعادة الشعراء السعوديين سواء في مسابقة شاعر المليون الخاص بالشعر النبطي أو أمير الشعراء الخاص بالفصحى شعلة من التفوق والإبداع طوال المسابقة حتى تدق ساعة الصفر وإعلان النهاية السعيدة حتى نراهم يتخلون عن المركز الأول للمراكز المتعاقبة.. هل هذا حظ أم أن هناك خللا ما؟ - لو سمحت لي أن اتحدث عن الشعر الفصيح بحكم مشاركتي.. ان الشعراء السعوديين الذين شاركوا في النسختين الأولى والثانية لبرنامج أمير الشعراء كانوا على مستوى المسابقة، ففي النسخة الأولى كان الشاعر الصديق جاسم الصحيح متجلياً في كل المراحل وكان مرشحاً أول حتى النهائي.. وهو لم يتخل عن المركز الأول والذي كان يستحقه ولكن.....! أما عن المشاركين في النسخة الثانية وبحكم قربي أؤكد لكل المثقفين في السعودية ان الشعراء موسى عقيل وحاتم الزهراني ومعبر النهاري قد قدموا نموذجاً للمثقف السعودي شعرياً وإنسانياً، ولقد قلت هذا الكلام حرفياً لمسؤولي وزارة الثقافة والإعلام، أما عني شخصياً فالحمد لله أنا راض تماماً عما حققت، ما آلمني حقيقة اني كنت اشعر ان الوطن كان قريباً جداً من اللقب، وليس محمد إبراهيم يعقوب، فقد حصلت على أعلى درجة من لجنة التحكيم وقدمت نفسي وبلدي ولله الحمد بما اعتقد انه تمثيل مشرف شعرياً وإنسانياً، ولكن يجب أن ندرك أن آلية المسابقة لا تعتمد فقط على الشعر بل هناك حسابات أخرى نعلم بعضها ونجهل الآخر، وأنا هنا لن ألوم أحداً.. فكل من دخل المسابقة، يعلم أن آلية المسابقة تقوم على درجات لجنة التحكيم ودرجات التصويت!!. @ التدفق الشعري وقلب الأسلوب رأساً على عقب واستلهام الشعراء لأسطورة مفردات اللغة العربية العميقة اخرج لنا أجمل ما فاضت به قرائح الشعراء كيف يرى الشاعر السعودي محمد يعقوب هذه التجربة التي خاض غمارها 35شاعراً على مستوى الوطن العربي؟ وهل أثرت المشهد الثقافي العربي بالجديد؟ أم انها لا زالت حالة قائمة من التكرار لتوليد المعاني؟ - الحديث عن أحبتي الشعراء ال 34شاعراً يطول.. فكل شاعر منهم ترك بصمته الخاصة عند الجمهور العربي، وعندي خاصة، لقد كانت تجربة فريدة إنسانياً.. ان تلتقي بمبدعين من كافة أرجاء الوطن العربي، كل له شخصيته ونكهته الخاصة، وتضعهم في مكان واحد يتبادلون الرؤى والأفكار والحوارات، أؤكد لك يا صديقي ان أغلب الشعراء يجمع على أن هذا كان هو المكسب الحقيقي، أما عن إبداعاتهم الشعرية فالجميع شاهد ان المسابقة أطلقت الكثير من الاسماء الشعرية الناضجة والقادرة، والبعض منها كان اسماً قائماً محلياً وحتى عربياً قبل المسابقة، فقط أريد أن أؤكد على نقطة مهمة أن مراحل المسابقة والتقدم والخروج من المسابقة لا يعكس المستوى الشعري للشعراء، وكنا قلنا سابقاً ان الحسابات ليست شعرية فقط، فقد شاهدنا شعراء متميزين يخرجون من المسابقة وخسرتهم المسابقة وخسرت إبداعهم، الجميل في الأمر الروح العالية والاحترام المتبادل الذي كان يجمع الشعراء، وعدم انسياقهم وراء المنافسة المحمومة. @ كيف ترون حضور المشهد الثقافي السعودي خارج الوطن..؟ - إن كنت تقصد صدى المشهد الثقافي السعودي أسماء وتجارب فقد لا أملك الحق في الإجابة على هكذا تساؤل، ولكن من خلال مشاركتي في المسابقة ولقائي بالعديد من الشعراء على هامش هذه المشاركة يمكنني القول ان الصدى ليس كما نأمل.. ولا أدري هل هو تقصير من المتلقي نفسه أم منّا نحن.. أقصد بالطبع وزارة الثقافة والإعلام، مع علمي أن هناك مشاركات خارجية لبعض الأسماء، وهناك أيام ثقافية تنفذ في كثير من الدول.. والسؤال من الذي يمثلنا في هذه الأيام الثقافية وما هي معايير الاختيار، هنا أذكر عندما كنت في مسقط في دولة عمان قبل أسابيع، قال لي مدير جمعية الكتاب والأدباء العمانيين انه كانت هناك قبل مدة .. أيام ثقافية سعودية، وشارك شاعران من السعودية في هذه الأيام فسألته عن اسميهما فلم أميز أحدا منهما، عموماً أعتقد أنه يلزمنا الكثير من أجل نقل الصورة الحقيقية لمشهدنا الثقافي الذي يزخر بالكثير من المبدعين في كافة الأجناس الأدبية. @ ماذا أضافت لشخصكم هذه المشاركة؟ - انه بقدر الحب والضوء الذي بداخلك فإن ذلك بالتأكيد ينعكس على ما ستقدمه لك الحياة، أضافت لي المسابقة الكثير.. الحب والثقة والعرفان والصبر. @ كيف تقيمون تفاعل أبناء الوطن مع مشاركتكم المميزة؟ وهل حظيتم بالدعم المطلوب داخل وخارج الوطن؟ - حقيقة كان التفاعل جميلاً من أبناء الوطن في الداخل من كافة المناطق ولكن بالطبع كان التفاعل الأكبر من قبل أحبتي في منطقتي الغالية منطقة جازان بحكم المعرفة بالحدث عن قرب من خلالي، وأنا أغتنم الفرصة هنا لأشكرهم فرداً فرداً، أشكر جازان المنطقة من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها، أما عن المناطق الأخرى فأنا على يقين أن الذي عرف بالمسابقة وعرف بتمثيل سعودي فيها من أي منطقة بأنه وقف خلف الوطن وليس خلف شاعر ما، رغم أن التغطية الإعلامية من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لم تكن في المستوى المطلوب مع بعض الاجتهادات من بعض الاخوة الصحفيين وبشكل شخصي فلهم الشكر والتقدير، أما عن الدعم من خارج الوطن فأظنك تقصد سفارة المملكة في الإمارات، والجالية السعودية في الإمارات، أعتقد أن السفارة كان بالإمكان أن يكون لها دور مهم، وأصدقك القول لقد دهشت من عدم تجاوب القائمين على السفارة معنا رغم أننا لم نكن نطلب إلا الدعم المعنوي فقط. @ كيف تنظرون لعملية تقييم لجنة التحكيم خاصة وأن هناك الكثير من الكتاب والأقلام الإعلامية التي شككت في بعض جوانب التقييم بل وتعدى الأمر إلى اتهام بعض أعضاء اللجنة بالميول الشخصية لشاعر دون آخر؟ - نحن نعلم أن لجنة التحكيم كانت تمثل دولاً عربية هي مصر والسعودية والجزائر والامارات وفلسطين (الأردن!) .. والمتسابقون من دول عربية أيضاً.. ولا بد أن يحدث ميول قد تكون طبيعية عند البعض وقد تطغى عند البعض الاخر.. ولكني شخصياً أظن أن النقد الحقيقي لم يكن من المؤثرات القوية في المسابقة فهناك حسابات أخرى كما ذكرنا سابقاً، وهذا ليس سلبياً دائماً، فهناك حسابات جغرافية وإعلامية وشخصية المتسابقين من حضور وإلقاء... وهكذا، ورغم ذلك فأنا ضد اتهام أحد أساتذتنا النقاد بالتحيز أو الميول بل على العكس تماماً أنا كنت أشعر أن معظمهم كان يحاول أن يقول نقداً حقيقياً، وقد استطاع بعض النقاد أن يضيف للنصوص وللمتلقي إضاءات جميلة، وللحق فإن الأمر لم يخلُ من الطرافة أحياناً ومن القسوة أحياناً، ونحن بدلاً من أن ننتقد لجنة التحكيم أو حتى المسابقة ككل علينا أن نبحث عن نموذج أفضل كمؤسسات ثقافية أو كمثقفين.. أنا أظن أن العمل على تقديم نموذج يقدم شعر الفصحى بصورة أرقى، ونتفادى من خلاله ما نراه سلبيات على برنامج أمير الشعراء، هذا سيكون إنجازاً حقيقياً بدلاً من المقالات التي أكثر ما خرجت من كتاب سعوديين في نقد البرنامج، فما أسهل انتقاد الآخرين وما أصعب العمل!! @ منطقة جازان ثروة في مجال الإبداع وخاصة مجال الأدب والثقافة كيف ترون تأثير ذلك على شخصيتكم؟ وهل لنا أن نعرف بعض الرموز الثقافية التي أثرت على بناء شخصيتكم الشعرية على مستوى منطقة جازان أو على مستوى المملكة؟ - قدّر لهذه المنطقة أن يكون نصيبها من الدنيا الشعر والثقافة والأدب، أما متطلبات الحياة الأخرى ف.......، إلا أن المنطقة استبشرت خيراً بالمشاريع الضخمة التي نتمنى أن تذكر بها جازان ولو بعد سنوات بدلاً أو حتى لنقل بالإضافة إلى الشعر والأدب، نريد لجازان تنمية شاملة تضع الإنسان في ذروة اهتماماتها، الإنسان البسيط وليس الشاعر أو المثقف فقط! أما عن شاعرية جازان ففي بدايات مسيرتي الشعرية ذهبت لمقابلة المؤرخ الكبير الأستاذ محمد العقيلي أسمعته بعض قصائدي فقال لي كلاماً عجيباً، قال لي: إن كثرة الشعراء في المنطقة يخلق تحديا كبيرا لدى كل شاعر صاعد وهو هاجس التميز بين كل هؤلاء الشعراء، وهذا يجعل المهمة أصعب وليست أسهل، ففي كثير من المناطق الأخرى هناك شاعر أو اثنان وبالتالي ينخفض منسوب هاجس التميز، أما جازان أنت في تحد دائم وقد يسقط الكثير قبل الوصول للنهاية. أما عن التأثر فمثلي مثل أي شاعر في البدايات دخلت ضمن دائرة ذوات شعرية قائمة تأثرت بها، ولكن الشاعر الحقيقي هو الذي يخلق له صوته الخاص من كل هذه الذوات وخارج هذه الذوات، وهذا لا يحدث بين يوم وليلة ولا شك، تأثرت في بداية الوعي الشعري بالمتنبي والبردوني وأمل دنقل ومحمود درويش، أما المملكة فقد استفزني كثيراً ولازال محمد الثبيتي ومحمد جبر الحربي، وإبراهيم مفتاح ومحمد زايد، وتمنيت لو أن أحمد عايل واصل ركضه الشعري الجميل، ولا شك أن القراءات الشعرية تؤثر في الوعي الشعري وسيظهر ذلك من خلال الرؤية التي تتكون لدى الشاعر ويظهر صداها في نصوصه بعد. @ هل حقق المركز الثاني طموح محمد يعقوب وهل أنت راض عن نتيجة التصويت التي رشحت سيدي محمد ولد بمبا من دولة موريتانيا؟ - الحمد لله أنا راض عن المشاركة ككل لأني آمنت منذ البدء بمبدأ استثمار الإيجابيات التي في المسابقة، والتعلم من السلبيات أياً كانت، وحقيقة كانت المكتسبات كبيرة فاقت كل تصوراتي، أما حصولي على المركز الثاني فأظن أنه أرضى جزءاً كبيراً من محبي محمد ابراهيم يعقوب والفضل لله في ذلك، أما عن المركز الأول فالشاعر والأخ الحبيب سيدي محمد ولد بمبا من موريتانيا يستحقه بكل تأكيد، فآلية المسابقة تعتمد على 50% للجنة التحكيم و50% للتصويت، والفائز سيحصل على اللقب من مجموع التحكيم والتصويت، وهذا ما حصل عليه سيدي محمد وهو يستحق، وأنا من خلال هذا اللقاء أبارك لأخي الجميل سيدي محمد اللقب فهو إنسان رائع وشاعر جميل ورجل نبيل أتمنى له كل التوفيق في حياته الشعرية والإنسانية. @ طريقة منح الجمهور فرصة كبيرة للتصويت تقلب بلا شك موازين ترشيح فائز على آخر على الرغم من حصول المتسابق على تقييم أعلى من لجنة التحكيم وبالتالي يصبح قرار فوزه من عدمه بيد الجمهور، كيف يرى الشاعر محمد يعقوب هذه الطريقة وهل تصب في مصلحة الشاعر أم لا؟ أم أنها وسيلة لخروج لجنة التحكيم من التفرد بالتقييم النهائي وبالتالي منحها مصداقية أكبر؟ - رأيي أن مسألة التصويت مسألة ربحية خالصة لا تخدم الشعر، هذا الكلام ستقرّ به عين منتقدي البرنامج، وأنا هنا أعيد وأكرر أننا نجيد الانتقاد ولا نجيد العمل، للمسابقة الكثير من السلبيات نعم.. ولكنها أضاءت منطقة لم يجرؤ أحد على السير فيها.. كل المثقفين على علم بالجفاء الحادث بين شعر الفصحى والمتلقي، إن برنامج أمير الشعراء مدّ جسراً للتواصل بين الناس وشعر الفصحى، يا صديقي، إن الناس وصلت إلى مرحلة لا تميز فيها شعر الفصحى من شعر العامية، وهذا نتيجة لتكريس فئة من المجتمع للشعر الشعبي عن طريق الأغنية أولاً ثم عن طريق المجلات الشعبية التي صرفت عليها الملايين ثم الآن عن طريق القنوات الفضائية التي تصرف عليها مئات الملايين، وقناة شاعر المليون إحدى هذه القنوات، يا صديقي، لقد وصلنا إلى الحد الذي يعتبر فيه الشاعر الشعبي نجماً أما شاعر الفصحى فلا يعدو كونه صعلوكاً، وكدنا نصدق اسطوانات من مثل أن شاعر الفصيح شاعر نخبة، وأن الذائقة الشعرية العربية لا يعوّل عليها، وأن البقاء للشعر الفصيح، دون أن نقف مع أنفسنا ولو قليلاً ونسأل هل لنا نحن الشعراء دور فيما وصل إليه شعر الفصحى، هل علينا أن نطرق وسائل أخرى بدلاً من تقليدية الأمسيات التي لا يحضرها غير المنظمين، علينا أن نواجه أنفسنا أولاً قبل انتقاد الاخرين، وها هو برنامج أمير الشعراء قدّم نموذجاً يحتاج إلى التقييم في كثير من جوانبه .. نعم، لكنه حاول أن يصنع شيئاً، والكل يعلم أن برنامج شاعر المليون يحظى بمتابعة ويجلب أرباحا أكثر بكثير من برنامج أمير الشعراء، ولكن يحسب لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنها حاولت.. حاولت في ظل صمت أو تقليدية أو عمل رفع العتب الذي تقوم به المؤسسات الثقافية العربية الأخرى!! @ مساحة حرة لما تريد أن تضيفه ولم يرد في هذا اللقاء؟ - لو سمحت لي أحب أن أوجه هنا شكراً خاصاً لمعالي الشيخ سليمان الفالح لتشريفه لي بحضوره الاحتفال الذي أقامه أهالي منطقة جازان احتفاء بي، وأن أوجه شكراً خاصاً لسعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي هاتفني وبشكل شخصي بعد المسابقة مهنئاً، وأنا أعرف أن كثيراً من المثقفين وليس أنا فقط نراهن على وعي وفكر وحيوية هذا الرجل، وأنا هنا أريد أن أهمس في أذن وزارة الثقافة والإعلام يجب أن يكون الاهتمام بالأسماء الحاضرة إبداعياً وليس المتحققة إعلامياً وهناك فرق كبير بين الاثنين!! وختاماً.. أشكرك على هذا اللقاء الحميم وأنا سعيد بمعرفتك شخصياً، وتمنياتي لك بالتوفيق. مع بالغ الشكر لصفحة (ثقافة اليوم)؛؛؛