بدأت فرص التوصل الى نتائج ايجابية خلال قمة العقبة بالاردن باشراف الرئيس الاميركي جورج بوش تتراجع الاثنين قبل يومين من موعدها بعد ان عدل الاسرائيليون والفلسطينيون عن نشر بيان مشترك. والقمة التي تتمحور حول خارطة الطريق ستضم الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس مع بوش وكذلك العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي يستضيفها. ورغم ان هذه القمة ليوم واحد لم تثر آمالا كبرى، فقد اثير احتمال اعتراف اسرائيل صراحة بالحق في اقامة دولة فلسطينية وان تعلن عن تفكيك مستوطنات عشوائية او ان يتفق الطرفان على وقف اطلاق نار. ويبدو ان ايا من ذلك لن يحصل، الا في حال حصول تغيير مفاجئ في اللحظة الاخيرة بضغط اميركي.. وقال مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن اسمه "لن يكون هناك بيان مشترك، لاننا لم نتوصل الى اتفاق مسبق حول النص. واكد مصدر رسمي فلسطيني الاثنين ان الطرفين لم يتمكنا من الاتفاق حول مضمون مثل هذا البيان المشترك رغم جهود المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط وليام بيرنز الذي عقد اجتماعات مع الجانبين خلال الايام الماضية. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الخلافات الأساسية تتعلق "باعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية مقابل الاعتراف الكامل بدولة فلسطينية". وتشدد إسرائيل على هذا الاعتراف لتقويض المطالبة بحق عودة حوالي 3.7 مليون فلسطيني من لاجئي عام 1948، والذي في حال حصوله قد يحول اسرائيل الى دولة بقوميتين. وقالت مصادر مقربة من رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلية ان شارون لن يتطرق الى دولة فلسطينية الا في معرض اشارته الى "رؤية الرئيس بوش" التي عبر عنها في يونيو 2002. واضاف المصدر نفسه انه لن يشير الى انهاء "الاحتلال" الاسرائيلي وانما فقط الى ضرورة التوقف عن حكم الفلسطينيين اثر الضجة التي اثارتها في صفوف اليمين تصريحاته حول نظام الاحتلال الذي يخضع له الفلسطينيون منذ 36 عاما. وفي العقبة، قد يلتزم شارون بازالة نقاط الاستيطان "غير الشرعية" فقط في نظر اسرائيل لكن ليس كل المستوطنات التي اقيمت منذ توليه مهامه في اذار/مارس 2001 كما تنص عليه خارطة الطريق. واعلن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم الاثنين ان الحكومة الإسرائيلية تفكر في إزالة عشر مستوطنات عشوائية على الأكثر من اصل اكثر من مئة اقيمت منذ عام 1996. لكن من خلال قبولها خارطة الطريق فان إسرائيل تعهدت مبدئيا بتفكيك كل نقاط الاستيطان التي أقيمت منذ تولي شارون مهامه في مارس 2001. من جهة أخرى، استبعد مسؤولون فلسطينيون إعلان وقف إطلاق نار خلال القمة نظرا لان المداولات الجارية مع حماس ومنظمات أخرى لم تؤد الى نتيجة حتى الآن. وبدون موافقة على الاقل ضمنية من حماس فان مثل هذا الإعلان لا يمكن ان يتبع فعليا كما حصل بالنسبة للاتفاقات التي سبقته منذ اندلاع الانتفاضة. ومن جهتهم اكد مسؤولون عسكريون اسرائيليون مجددا خلال الايام الماضية معارضتهم لهدنة خشية ان تستغلها مجموعات مسلحة لاعادة تنظيم صفوفها والتحضير لعمليات جديدة. وبهذا الخصوص، اطلقت القيادة العسكرية وجهاز الامن الداخلي (الشين بيت) تحذيرات حول تحضيرات لعمليات مع الاشارة الى سبع انذارات محددة.