وصل الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الى سانت بطرسبرغ ليلتقي للمرة الاولى منذ الحرب على العراق أبرز معارضي هذا النزاع الذين يعبرون مثله عن رغبة بالتصالح مع الولاياتالمتحدة.واعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر عشية قمة مجموعة الثماني في مدينة افيان بفرنسا والتي ستعقد بعد لقاءات سانت بطرسبرغ كلهم عن رغبة بإعادة الحرارة الى العلاقات مع الامريكيين.وجرت القمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا في سانت بطرسبرغ صباح امس السبت، من دون الاشارة الى العراق، في دلالة على اعادة اللحمة بين الاوروبيين الذين ايدوا الحرب على العراق والاوروبيين الذين عارضوه، وفي اجواء العيد الطاغية في المدينة التي تحتفل بالذكرى المئوية الثالثة لتأسيسها. ووصل بوش الى روسيا آتيا من بولندا حيث القى خطابا مهما في كراكوفا وزار معتقل اوشفيتز بيركيناو النازي. وقال ان هذا المكان يذكرني بقوة الشر وبضرورة ان يقوم الناس بالتصدي له. ووجه بوش من بولندا العضو في حلف شمال الاطلسي التي ارسلت جنودا للقتال الى جانب الامريكيين في العراق، دعوة الى تعزيز الحلف. ورأى انه على الحلف ان يبدأ بالتحرك ابعد من حدود اوروبا، كما فعل في افغانستان. واعرب مسؤولون امريكيون في الاسابيع الاخيرة عن رغبتهم بان يكون للحلف الاطلسي دور في العراق. وادلى بوش بتصريحات في الاتجاه نفسه، الا انه لا يحظى بموافقة كل اعضاء الحلف كما لم يلق صدى جيدا في موسكو. وحاول الرئيس الامريكي تمهيد الطريق امام المصالحة مع فرنساوروسيا. فقال للتلفزيون الروسي عن علاقته مع الرئيس الروسي: رغم خلافاتنا حول العراق، نملك الرغبة بمواصلة العمل معا من اجل خير بلدينا ومن اجل السلام في العالم. وسيلتقي بوش وبوتين صباح اليوم الاحد قبل ان يتوجه الرجلان الى افيان. ويبدو ان اللقاء سيكون وديا الا اذ القت مسألة التعاون الروسي النووي مع ايران بعض الظلال عليه. وقال الرئيس الامريكي في حديث الى صحف اوروبية انه مصمم على العمل مع فرنسا وقادتها .. لاننا نتقاسم الاهداف نفسها بشأن كل المسائل الحيوية. واكد ان قمة مجموعة الثماني لن تكون اجتماع مواجهة. ومن برنامج الزيارات، حضور بوش مأدبة عشاء في قصر بيترهوف قرب سانت بطرسبرغ بمشاركة رؤساء دول وحكومات اربعين دولة وغياب الرئيس الفرنسي جاك شيراك لكونه عائد الى فرنسا للتحضير لقمة الثمانية. وقد تخلل القمة الروسية الاوروبية بعض التوتر عند التطرق الى مسألة التأشيرات بين الدول. وشجب بوتين في افتتاح القمة جدار شينغن الجديد الذي يفصل بين اوروبا وروسيا، معربا عن اسفه للتقدم الضئيل المحرز في المفاوضات حول الغاء التأشيرات بين الطرفين. واسف للحد من حرية تنقل الروس جراء ذلك اذ ان الاعضاء الذين سينضمون الى الاتحاد سيضطرون الى فرض تأشيرات دخول عليهم. وقال الرئيس الروسي ان الكثير من مواطنينا العاديين يرون ان الوضع الحالي اشبه بجدار شينغن، في اشارة الى اتفاقات شينغن التي تحدد شروط الدخول الى اراضي غالبية دول الاتحاد الاوروبي. ورد رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي بدعوة روسيا الى تحسين المراقبة على الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة واضفاء مصداقية على وثائق السفر من اجل التوصل الى الغاء التأشيرات. في المقابل، توصل المجتمعون الى توافق حول المسألة الشيشانية.