قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي امس إن الجانبين الأوروبي والروسي اتفقا على أن خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان تتيح أفضل فرصة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن رومبي، قوله بمؤتمر صحافي في ختام اجتماع القمة الروسية - الأوروبية في روسيا، "نعبر عن تأييدنا الكامل لبعثة مراقبي الأممالمتحدة.. واتفقنا على أن خطة عنان تمثل أفضل فرصة لوقف العنف والحرب الأهلية وإيجاد حل سلمي ثابت للمشكلة". وأكد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل للأزمة السورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التقى المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، قبل انعقاد القمة الروسية الأوروبية، وبحثا على الأخص الأزمة السورية. ودعت آشتون إلى ضرورة بذل كل الجهود من أجل وضع حد لحالة العنف في سورية والبدء فورا بالعملية السياسية في البلاد. وأكد لافروف أن روسيا تواصل دعمها للمبعوث الدولي في مسعاه إلى حل الأزمة السورية بالطرق السلمية، وشدد على أن روسيا لا تجد بديلا عن خطة عنان، وترى ضرورة أن يساعد المجتمع الدولي المبعوث الدولي على تنفيذ خطته التي تشكل "أساسا لا بديل عنه لإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة" في سوريا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين افتتح بنبرة جافة امس النقاشات مع قادة الاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ، طارحا "الحواجز" المفروضة بحسبه على الروس، وذلك في القمة التي ستبحث في عدد من القضايا على رأسها المسألة السورية. وبعد ان استقبل بوتين رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في قصر قسطنطين في ضاحية سان بطرسبورغ، افتتح الرئيس الروسي النقاشات الرسمية في هذه القمة التاسعة والعشرين بين روسيا والاتحاد الاوروبي. وقال بوتين بنبرة جافة في افتتاح المناقشات "ان التعاون الحقيقي مستحيل طالما هناك حواجز امام مواطنينا" في اشارة الى الغاء نظام التأشيرات الذي تطالب به موسكو. فالصحافيون الروس الذين رافقوه الى برلين ثم باريس الجمعة لم يحصلوا الا على تأشيرات ليوم واحد انتهت مدتها في منتصف مؤتمره الصحافي في العاصمة الفرنسية. وعلق بوتين متهكما "وماذا، هل كان عليهم النهوض والمغادرة؟" وتتفاوض روسيا منذ سنوات مع الاتحاد الاوروبي حول الغاء التأشيرات مع منطقة شينغن لكن الاتحاد الاوروبي طرح عددا من الشروط من ضمان جوازات آمنة الى احترام حقوق الانسان. واشار باروزو الى ان رفع العقبات امام الحركة هدف مشترك. وقال لبوتين ان "روسيا واوروبا تصطدمان بتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة. مع بدء دورة جديدة بتنا نملك فرصة النظر الى الامام والتفكير استراتيجيا بما نريد بناءه معا واين نريد ان نكون بعد خمسة اعوام". وكان بوتين وباروزو وفان رومبوي التقوا مساء الاحد واجروا محادثات في عشاء غير رسمي في سان بطرسبورغ. والى جانب قضايا التأشيرات والتجارة والتعاون في مجال الطاقة، ينوي فان رومبوي وباروزو العمل على اقناع بوتين بالحد من دعمه للرئيس السوري بشار الاسد نظرا للتحالف التاريخي بين البلدين، والبحث في المسألة الايرانية. واكد الرئيس الروسي مواقفه في اثناء زياراته في برلين وباريس الجمعة مستبعدا مجددا اصدار اي عقوبة في مجلس الامن الدولي على نظام الاسد ورحيل الرئيس. حضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد روسيا على دعم الانتقال السياسي في سوريا، معتبرة ان تنحي الرئيس بشار الاسد ليس شرطا مسبقا بل ينبغي ان يكون "نتيجة" هذا الانتقال. كما تتطرق المحادثات الى المفاوضات الصعبة بين ايران والقوى العظمى حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل قبل محادثات جديدة في موسكو في 18 و19 حزيران/يونيو. ويلتقي بوتين نظيره الايراني محمود احمدي نجاد على هامش قمة في بكين الثلاثاء والاربعاء وسط تفاقم التوتر حول الملف الايراني.