استقر إنتاج منظمة أوبك عند 26.7 مليون برميل يوميا في شهر مايو الماضي رغم قرار المملكة بتخفيض الانتاج التزاما منها بقرار المنظمة الاخير، الا ان نمو الانتاج من فنزويلا ونيجيريا عوض ذلك الخفض. وكانت اوبك قد قررت في شهر ابريل الماضي خفض إمداداتها ليبدأ التطبيق اعتبارا من اليوم الأول من يونيو، بعد زيادة الانتاج قبل حرب العراق ومن المتوقع ان يتفق اعضاء المنظمة على اجراء تخفيضات اكبر عندما يجتمعون مرة اخرى في 11 من الشهر الجاري اذا استأنف العراق صادراته النفطية بحلول ذلك الوقت. وتلتزم المملكة تماما بحصتها الجديدة البالغة حوالي 8.3 مليون برميل يوميا ، في الوقت الذي أشارت فيه بعض التقديرات الى ان المملكة سجلت اعلى مستوى انتاج في 21 عاما وصل عند 9.5 مليون برميل يوميا في شهري مارس وابريل، رغم ان شركات استشارية اخرى في الصناعة اصدرت ارقاما اقل بكثير. وبفضل تأكيد المملكة على اجراء التخفيض، ارتفعت اسعار النفط في التعاملات الالكترونية في بورصة البترول الدولية في لندن الاسبوع الماضي فضلا عن المخاوف المستمرة بشأن مستويات مخزون الطاقة في الولاياتالمتحدة. ووفقا للتقديرات الاولية لمؤسسة بترولوجيستكس لاستشارات صناعة النفط فان انتاج العراق لا يزال منخفضاعند 150 الف برميل يوميا في شهر مايو بتحسن طفيف من 100 الف برميل في ابريل، وذلك في اشارة الى ان جميع الخزانات في العراق مملوءة، الا ان الرقم يتعارض مع تقديرات مسئولين عراقيين محليين اعلنوا في مطلع الاسبوع الماضي ان انتاج بغداد بلغ 800 الف برميل يوميا بالفعل. يذكر أن العراق يتحرك سريعا لاستئناف مبيعات النفط واصلاح شبكات الاتصال وتعديل عقود التصدير بعد موافقة مجلس الامن على رفع العقوبات المفروضة عليه، حيث تهدف مؤسسة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو) الى تصدير اول شحنات من الخام في فترة ما بعد الحرب من المخزونات في منتصف شهر يونيو القادم، ومن المتوقع ان تبدأ عمليات تصدير منتظمة قريبا اذ ان انتاج حقول النفط يرتفع سريعا. وفي الوقت نفسه تعكف سومو على صياغة عقد جديد لتوريد النفط الخام ولكنها لن تدخل على الارجح سوى تغييرات طفيفة على الشروط المستخدمة في ظل برنامج النفط مقابل الغذاء السابق الذي كانت تشرف عليه الاممالمتحدة. وتحرص (سومو) على ابرام صفقات مباشرة مع المصافي وشركات معروفة في مجال تجارة النفط، ضمن عقود جديدة دون الالتفات الى العقود القديمة الموقعة من قبل النظام السابق . وستصدر بغداد اول كميات من النفط من الخام الموجود أصلا في خزانات بميناء جيهان التركي وهو منفذ تصدير الخام من حقول النفط في كركوك، حيث أكد رئيس "سومو" على ان بغداد تهدف لبيع حوالي ثمانية ملايين برميل من خام كركوك المخزن في مرفأ التصدير التركي جيهان وكميات صغيرة من خام البصرة الخفيف المخزن ايضا وذلك خلال ما بين اسبوعين الى ثلاثة اسابيع. وكان ثامر غضبان المشرف على وزارة النفط العراقية، قد أعلن ان قضية انسحاب العراق من اوبك ليست مدرجة في الوقت الحالي على جدول اعمال الادارة التي عينتها الولاياتالمتحدة لتسيير شؤون العراق. واوضح "العراق عضو مؤسس في اوبك وكان عضوا في المنظمة على مدار اربعة عقود.. ليس لدينا اي مشكلة مع اوبك بالفعل". وقال غضبان "ليس لدينا حصة وهذا بالاتفاق التام مع الدول العشر الاخرى الاعضاء في اوبك. العراق ينتج وفق رغبته لان طاقته محدودة".