في الامسية الشعرية (مساء شاعر) التي استضافت فيها اللجنة النسائية لمركز سيهات النسائي التابعة لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية الشاعرة سارة الخثلان بعد تسويف لاكثر من مرة لظروف خارجة عن ارادة الشاعرة بدا الحضور على شفا قطرات الشوق بقواف حالمة انتظرها بحب.. وفي امسية طيبة وحضور جيد في المركز وتوقعته الشاعرة وتفاعلت معه بالحب شطرا وبالاذعان شطرا لما فرضه الجمهور عليها من اشتعال فتيل الشاعرية قبل الشعر تألقت (سارة) وتألق الشعر وتألقت (باسمة الغريافي) مديرة الامسية وبدت كل منهما احد جناحين لعصفور شاعر حلق بهما الحضور الى حيث الحلم و.. الامسية. بدأت مقدمة الامسية قائلة: هذه الليلة على موعد مع المرأة بحروفها الستة بثقل كل حرف على حدة, المرأة التي تكترث بكل ما صغر وكبر لكي تصنع منه جدالا نافعا هذه المرة!! سأمنحكم حبي والوردة التي تخرج من قلبي وسألمس جباهكم المتعبة بأناملي الدافئة وسأخرجكم من هذه الغرفة المشروخة مراياها فهل تأتون الى حيث الحب؟! والشعر لسارة وتواصل باسمة اسلوبها الاستشرافي لتطل منه الحاضرات على الضيفة قائلة: نعم, فقد وقعت في حيرة الاسئلة, وانه شرك عصيب لو تعلمون, لم يهنأ لضيفتنا نوم ولابال حتى ادخلتنا في اجمل قلق, هذا الشرك الجميل شرك الاسئلة, فشكلت جماعة (ملتقى الاربعائيات) ذلك الذي يجمع على الدوام كل فن اراد طرح سؤال او قصة سؤال او قصيدة سؤال او حتى لوحة سؤال. وواصلت باسمة التعريف بالشاعرة: الشاعرة سارة بنت محمد الخثلان من مواليد الواحة الخضراء الجميلة (واحة الحريق) واكملت مسيرتها في المنطقة الشرقية منذ المرحلة الثانوية لها من المؤلفات التي تقدم منها ومن جديدها قصاصات شعرية (حرائق في دائرة الصمت) وليس اي امرأة امرأة (ومبصرا في حضور الوردة) و(تهب البحر). الشعر والشعر: وبعد احتضان الشرقية سارة كما عبرت باسمة احتضنت الحاضرات سارة وقصائدها التي بدأتها بقصيدة حسم الامر يقينا: حسم الامر سراطا فما ظل غير اليقين وترسمت على ظهر كفي وترسمت على شراع رحيلي وعلى مستقري وعلى قلب كان يهرب من قرار اتخذته الخلايا وهو بعد طفل في الاربعين, حسم الامر يقينا وكنت اظنه اني من بلاد ينطفئ فيها صوت الصبايا وتلتها جداول القصائد منها (تصور ان امرأة تختلف معي) و(بصوتك اريدها) ولورا تخاف الشعر, (معذرة للصداع) وامرأة تخاطب المرآة والقصيدة الاخيرة هي ديوان اقرب من كونها قصيدة قرأت فيها سارة بعض المقاطع وقرأت البعض الآخر حين استزاد الجمهور مقاطع اخرى. مواجهة المشاعر خيوط الحرير ومغناطيسة المحاورة لا المداخلة فحسب هي التي جمعت بين سارة وجمهورها تلك الليلة وقطعت باسمة آخر قصيدة قائلة: يطول الشعر والوقت يقصر. وجاء الكثير من المداخلات نجتزئ منها: نحمل موهبة الشعر ولكن نريد سفينة؟ يسعدنا ان نسمع ونحتضن المواهب. وتضيف باسمة - تقصد سارة ان يكون ذلك من خلال ملتقى الاربعائيات. هل يحتاج الشعر للموهبة فقط ام بالامكان ان يكون هناك تعلم او دورة مثلا؟ الشعر موهبة في الاساس ولكن الاهم ان تكون لدينا قراءة وثقافة. وبتوقيع تلميذتك جاء السؤال من تنصحين اقرأ غير شعرك؟ وبتواضع سارة المعهود مازلت اقرأ ومازلت تلميذة وابنتي انصحها بان تقرأ للجميع. اين شعرك من ارض الوطن؟ سارة.. المرأة.. هي الوطن اختلطت بالارض فاصبح الشكل امرأة. هل تستطيع المرأة ان ترد بالشعر عن الظلم الواقع عليها؟ من لم يظلم؟!! واذا لم نكن نظلم من حولنا فقد تأتي بلاد اخرى لتظلمنا ولكن لابد من المقاومة بالشعر او بغيره. اين القضية الفلسطينية في شعرك؟ كل قصائدي فلسطين وكل وضع عربي اسلامي هو تكرار لما يقع في فلسطين. الكثير الكثير من القصاصات التي اطرت حس سارة المرهف والكثير منها رسائل فمن لم يستطع حضور الامسية تحمل الاعجاب والتقدير والكثير الاكثر يطلب الخط الساخن وكيفية الاتصال وقد علقت سارة فيها على الجميع ولم افاجأ بهذا الحب والتقدير وكل الاماكن والمجالات اتواجد فيها متى طلبت اذا استطعت. وفي النهاية وجدت الشاعرة فرصة للتعبير عن شكرها للمركز والحاضرات واعتذارها لتسويف الامسية. بدورها مديرة المركز النسائي منى الشافعي شكرت الشاعرة باسم المركز ومجلس الادارة والعضوات والحاضرات وقدمت للشاعرة درعا تذكارية كما شكرت مديرة الامسية باسمة الغريافي لشاعرية التقديم وادارة الامسية.. على هامش الامسية كان الحضور فاعلا في الامسية التي حضرها كثير من الوجوه الادبية ومنها د. اميمة الجلاهمة والكاتبة صفية عنبر ومديرة اشراف الجيل سابقا الاستاذة سارة الشهيل والواعدة الباب الخليفة التي صدرت لها مؤخرا المجموعة القصصية (رؤوس الآم طموحة) هذا بالاضافة الى تضافر المستويات العمرية والثقافية بين المحاضرات والتي شكلت حضورا اكتظت به صالة الامسية. الشعبية الخاصة للشاعرة سارة الخثلان وحب الشعر في نفسها قبل قصائدها دون شك كان احد الخيوط الحريرية التي جمعتها والحاضرات اللاتي تحلقن حولها.. منذ زمن وانا اريد التعرف عليك وسماع قصائدك لقد حضرت من صفوى خصيصا لاسمع قصائدك لقد سمعت عنك قبل ان اقرأ لك.و...و.. كلمات كثيرة كانت هي جسر الود بين الشاعرة والحاضرات في انتظار امسية شعرية اخرى.