الدخول الى مرسم اتيلية فن الذي تشرف عليه حميدة السنان, هو بمثابة دخول الى عالم الفن ببساطته ودهشته وقدرته على التواصل مع الناس, مع الفنانين, ذراع مفتوحة.. وقلب ينبض بالأمل.. وفرحة تحتضنك.. وبسمة تستفزك. وفتيات ما زلن في ولاداتهن الأولى.. وفتيات يصارعن للظهور وأخريات جئن ومضين دون أي صراخ.. كان مجرد ظهور انتهى.. لوحات متفرقة.. أسماء كثيرة.. فصول دراسية فرشاة هنا ألوان هناك.. لوحات جاهزة لوحات لم تكتمل أطفال مثابرون على الإبداع، مواد كثيرة منوعة, أقمشة, أصباغ, أوراق جرائد, جدران شامخة, مدارس مختلفة (تجريد طبيعة سريالية رومانسية..). الهدوء والسكينة الجاثمان فوق ردهات المرسم, هي من الأشياء الخادعة, اذ لن تلبث حتى تكتشف ان هناك من الصخب والفوران ما يصدمك او ربما يصدم تساؤلاتك, وليس من الضروري ان تتعرف الى حميدة السنان فهي غنية عن التعريف لكي تعرف المرسم, فهناك من يقوم بهذا الدور: تشكيل ليلى نصر الله وجه جديد لم يسمع عنه في الوسط التشكيلي والثقافي سوى قبل عدة أسابيع, تقول عمري في المرسم ثلاث سنوات تخللته عدة دورات وندوات تشكيلية وجلسات متنوعة عن مفاهيم ومبادىء الرسم وتناول بعض الأعمال ومناقشتها مع فنانين وفنانات. وتضيف انها تمارس على مستوى النقاش عمية الانتقاد وتأخذها على محمل الجد وقامت بزيارات عديدة الى مراسم الفن وناقشت أعمالهم برؤية فنية تشكيلية وهي تتابع هذا الفن عبر الصحف والمجلات التي تولي الفن أولوية خاصة. أعماق وتقول نداء محمد الحبيب وقد التحقت بالمرسم مؤخرا: الفن التشكيلي هو الذي يعكس شخصية الإنسان, وبالنسبة لها فمنذ طفولتها كان الفن يتغلل في أعماقها وقد شاهدت والدتها وهي تتفنن في المنزل وتنسقه بالأثاث الجميل بطريقة رومانسية جذابة. في البداية كنت ارسم الوجوه النسائية وأضع المكياج على تلك الوجوه بطرق مختلفة حتى أظهرها في أحلى شكل. عند ذلك حان الوقت حسب والدتي بان التحق بالمرسم الذي شكل لي نقطة انطلاق في مشواري حيث تعملت أساسيات الرسم ومتطلباته فبدأت بالرصاص حتى تمكنت من أدواته مما أدى الى ان أشارك في معرض الخط الثقافي بمجتمع الزهراء وكانت هذه التجربة ناجحة ومشجعة لي. ثقة إيمان آل صخي انضمت الى المرسم منذ خمس سنوات حين كانت في التاسعة من عمرها, وكانت تهوى الرسم منذ ان تفتحت مداركها وقامت والدتها بارسالها الى المرسم وحظيت منذ البداية برعاية الفنانة حميدة السنان واشتركت في عدة دورات, كما اشتركت في عدة معارض حين كانت باسم (معرض الطفل) وعندما كبرت صارت تشارك في معارض النساء ونالت العديد من الجوائز وشهادات التقدير. منابع آمنة فؤاد الشيوخ في عمر إيمان تقريبا ولها طموحات كثيرة وقد دخلت الفن من أبوابه الحقيقية فقد بدأت رحلتها عندما كانت في الخامسة من عمرها . ثم بدأت ترسم الأشياء المتنوعة من حولها بعفوية كاملة ورسم الأوجه والشخصيات المختلفة التي تراها. وتقول ان عمتها هي التي شجعتها على الرسم فكانت دائما تجلس معها لساعات طوال تعلمها الكثير من طرق الرسم وبعدها بدأت الدراسة في المدرسة فعشقت مادة الرسم. ومع نضجي الفني والثقافي صرت أتشوق لكل ما يربطني بالفن وكانت الفرصة مواتية للالتحاق بالمرسم كي يصبح الفن الذي انهل منه من منابعه الحقيقية ولطالما سمعت عن هذا المرسم القلعة العملاقة التي تضم أغلب الفنانات والمنشغلات بالفن في منطقة القطيف. وتعقب آمنة الشيوخ قائلة: ان هذا المرسم هو مكاننا الطبيعي وعلينا المحافظة عليه وما دمنا به فان من واجبنا التمسك به فهو الذي علمنا ان نحب هذا الفن وما علينا سوى الاستمرار. وتؤكد ذلك إيمان قائلة: رغم اني متوارية حاليا وليس لي مشاركات تذكر إلا إني اعد بالمزيد من التطور والتجديد وسيكون ذلك عبر هذا المرسم الحبيب على قلوبنا جميعا. وتنطلق آيات الحماد وهي تدرس في المرحلة الثانوية قائلة: تشجيع والدتي كان له الدور الأول في إنطلاقتي ومن ثم انضمامي لمرسم حميدة السنان فبدأت كباقي زميلاتي بالتدريب على الرسم بالرصاص وتعليم أسس ومبادىء الرسم التي كنت افتقدها وكانت تجربتي صعبة ولكني قبلت التحدي رغم انشغالي بالدراسة والمذاكرة التي احرص على ان اتفوق فيها. وتؤكد هذا الأمر الفنانة حميدة السنان صاحبة التجربة فهي حريصة على إشاعة روح الثقافة واقامة نشاطات وفعاليات فنية وأدبية تساعد على تنمية ثقافة الفنانة وسعة اطلاعها ولتكون قادرة على فهم الظواهر الفنية والثقافية. نشاطات المرسم بل على العكس هي في ازدياد مستمر وتجدد دائم, مشيرة الى ان عدد العضوات الرسميات حاليا هن عشر عضوات. اما المتدربات فان اعدادهن في تزايد ولا يمكن تقديم عدد محدد. وفضلا عن ذلك فالفنانة حميدة دائمة الحرص على حضور الفعاليات والنشاطات الفنية بشكل مستمر على المستوى المحلي والعربي. وهي عندما تقوم بهذه الفعاليات والمهرجانات إنما تسعى لتطوير نفسها وأدواتها من أجل التواصل والمقدرة على زيادة عطائها ولتفعيل مرسمها الذي يعج بالنشاط على مدار العام.