قدَّم بيت التشكيليات في المدينةالمنورة في معرضه الثاني هذا العام عدداً من الفنانات الواعدات الطامحات نحو التألق والإبداع بكل ثقة واقتدار بدعم ورعاية مباشرة من رئيسة المجموعة الفنانة فاطمة رجب ليقفن في المستقبل بإذن الله جنباً إلى جنب بجوار كبار التشكيليين والتشكيليات بعد بذل المزيد من الجهد والعطاء والتدريب المتواصل. المشاركات في المعرض قدّمن أعمالاً إبداعية رائعة نقش بعضها من وحي المدينةالمنورة وأجوائها الروحانية والإيمانية، ومن خلال زيارتي للمعرض لمست استمتاع الزائرين للمعرض بهذه الأعمال وما فيها من رموز وألوان مزجت بين المدارس الفنية التشكيلية المختلفة ما بين الواقعية والسريالية والحروفية. لوحات فنية حازت على استحسان كل الحضور في حفل الافتتاح وعلى رأسهم راعي الحفل الفنان الكبير منصور بن عبد الحميد كردي الذي أذهله ذلك التطور المتنامي لأعضاء مجموعة بيت التشكيليات بالمدينةالمنورة والذي وصفه على حد قوله بأنه تطور مذهل لأعضاء المجموعة فقد قدمن لوحات متميزة وبمختلف المدارس الفنية التشكيلية، وأضاف قائلاً: إن معرض بهذه الغزارة من الإبداع والعطاء والتنوّع الثري يجب أن لا يقف عند حدود المدينةالمنورة وأن ينتقل إلى مدينة أخرى. وحول المعرض تحدثت الفنانة فاطمة رجب مؤسسة المجموعة بقولها: معرضنا الثاني هو نتاج فنانات المرسم، منهن من تمرسن عدة سنوات ومنهن ما زلن في البداية لذا نرى تفاوتاً في مستوى الأعمال وقد حرصت على عرض هذا التفاوت لهدفين أولهما أن يلمس المتلقي التدرج في التدريب ويكتشف تطور الأعمال والثاني لتشجيع الفنانات الواعدات ليصلن إلى ما وصلت إليه زميلاتهن اللاتي تفوقن بمواصلة التدرب والتعلّم. وأضافت: أشكر جميع عضوات بيت الفنانات التشكيليات اللاتي أبدعن جميعاً ونجاح هذا المعرض يعود إليهن أولاً وأخيراً، كما أشكر جميع المدربات اللاتي تعاونَّ معي في إخراج هذه المواهب إلى النور وشكر خاص للفنان التشكيلي الكبير منصور كردي الذي شرّفنا بافتتاح المعرض وجمعية الثقافة والفنون، ومجمع النور التجاري وفرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالمدينةالمنورة التي قامت مشكورة بتكريم الفنانين وعلى رأسهم الفنان منصور الشريف والفنان أحمد البار. كما وصف الدكتور أمجد عبد السلام أستاذ تاريخ الفن بجامعة طيبة الأعمال المشاركة بالمعرض بقوله: رؤية تشكيلية شابة تحمل معنى خاصاً من الفردية الفنية تؤكّد على رؤية تشكيلية ناجحة لها عمق وموهبة متألقة تأخذ بعداً فنياً وتقنياً بالغ الأهمية ذات طبيعة شديدة التحمّس وفق رؤية تشكيلية كاملة المعاني والمفاهيم. تناولت معظم الأساليب الفنية المختلفة من صياغات تصميمية متنوّعة تم معالجاتها بطرق مختلفة أثرت العمل التشكيلي من مبالغة وحذف وإضافة وتسطيح وتكرار وغيرها من السمات التشكيلية التي ظهرت في الأعمال الفنية، فالفنانات المشاركات كنَّ على قدر كبير من الوعي التشكيلي الشديد للموضوعات وشرحها بلغة الفن التشكيلي في ضوء بيئة شديدة الخصوصية فعامل المكان وهو وعامل الزمان بعدان اجتمعا بشكل قوي في بناء الأعمال التشكيلية التي تنوّعت واختلفت في الموضوعات واتفقت في عمق التجربة وخصوصية رؤية الفنانات التي داعبت وغازلت مقومات بناء الأعمال الفنية بشكل نتج عنه عمل تشكيلي راق للغاية من قيم جمالية وتقنيات فنية ذات طابع غاية في الجودة والجمال، وخصوصية التجربة الفنية وعمقها ظهرا بشكل ملحوظ ومؤثّر فى كل الأعمال، وجاءت كلها أعمال تحمل سمة الإبداع بلغة التعبير ورقة المعنى التشكيلي. تحية لهؤلاء الفنانات وتحية أيضاً للقائمين على هذا المعرض. وقد أبدى عددٌ من الفنانات سعادتهن بالمعرض، حيث تحدثت الفنانة لينة الأمين فقالت: أنا فخورة حقاً وسعيدة لأني إحدى عضوات بيت التشكيليات منذ خمس سنوات، وقد تعوّدنا على أن نتلقى التدريب على ألوان ومدارس الفن التشكيلي وتقنياته الحديثة داخل مرسم بيت التشكيليات بالإضافة إلى دعمنا بإقامة المعارض الفنية الخاصة بأعمالنا. كل ذلك يتم في جو أسري وأخوي بين العضوات وهذا ما يميز مرسم بيت التشكيليات عن غيره من المراسم. فيما أبدت الفنانة أبرار سهارا سعادتها بالنجاح الكبير الذي حققه المعرض واعتبرته مؤشراً على المجهود الكبير والمضني التي بذلته الفنانة فاطمة رجب في سبيل الدعم والإعداد لعضوات المجموعة وها هو يعطي ثماره الآن. أما الفنانة مرام الحيدري فقالت: إن الفنان الحقيقي هو الذي يتحلّى بالصبر والجراءة والإرادة القوية والفن يتطلب الذكاء والموهبة. وللوصول إلى درجة البراعة في أي عمل يجب أن يكون هناك جهد وممارسة وهذا ما نتج عنه معرضنا ولله الحمد. فيما تقول الفنانة حنان سندي: أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لبيت الفنانات الذي أفتخر بالانتماء إليه وزميلاتي الفنانات فقد أثرت بي هذه التجربة وأسعدتني المشاركة كضيفة شرف وأنا سعيدة للمستوى المشرّف للمعرض. كذلك أبدت الفنانة آمال الحازمي سعادتها بانضمامها لمرسم بيت الفنانات التشكيليات والذي أضاف إلى مسيرتها الفنية الكثير والكثير. فيما قالت الفنانة منرة سري إن يوم افتتاح المعرض بالنسبة لها كان يوماً تاريخياً وقد أضاف لها الكثير من الناحية المعنوية والشخصية والاجتماعية ووجهت الشكر والامتنان للأستاذة فاطمة رجب علي رعايتها لهذا الإنجاز وتختتم الفنانة أسماء أوزبك حديث الفنانات المشاركات بقولها منذ التحقت بهذا المرسم وأنا أضيف لنفسي شيء جديداً وفي كل مرة أتفوق فيها علي نفسي والدليل نجاح المعرض المشهود عليه.