بعد فشل مراهناته على نظام العراق السابق لم يظهر عبدالباري عطوان على فضائيته الجزيرة خجلا وتواريا عن الأنظار وبقي في مكتبه يحرر زواياه في صحيفة القدس البعيدة عن القدس ومآسيها وليس للقدس منها الا الاسم فقط. بقي عطوان يسف حبر قلمه ويتجرعه حسرة وخيبة ولم يجد سوى ان يسمم صفحات جريدته بكل ما أوتي من دجل وغباء وينشر حروف فكره بالشطحات. لم يعد لعطوان سوى رجم الاشجار المثمرة بالحجارة ونسي القدس التي يتبجح بولائه لها. بقي في مكتبه المدفوع الثمن يرمي بالحجارة على طريق السائرين الى الصواب الحازمين في مواقف الدعم والنضال للشعب الفلسطيني يذم هذا وينكر على الآخر. لم يعد لعطوان سوى ان يدخل فوهة قلمه المسموم بين القادة وشعوبهم ويتبجح بانتمائه للعروبة وخوفه عليها. سيبقى فكر عطوان معطوبا بعد ان سقط امام المشاهد العربي ولن ينفعه ترويج اشاعاته الغبية وفكره المتزمت حقدا وكرها لمن لم يسايره. يتشفى عطوان بما وقع من حوادث عنف ولم تفرح إسرائيل أكثر فرحا وتشفيا منه. يرشد وينصح عبدالباري وكأنه المرشد المختار لانظمة الدول العربية وشعوبها ونسي انه يعيش بين ظهراني الدول الغربية ويأكل من أموالهم ويتشدق بانهم طامعون في ثروات الدول العربية. ويسهب في الكتابة في جريدته التي لا تقرأ إلا في مكتبه وينظر ويحذر من المتطرفين وهو يصفق لهم في نفس الوقت. لقد وجدوا في لسانه (فيروس) ناقلا للفكر المتجلط بالسواد فهم يدعمونه وهو يدعمهم. ولن يكون له مكان ونهاية إلا بينهم ومعهم في سراديب الظلام. ولله في خلقه شؤون.