بدأت مزارع منطقة القصيم حاليا آخر عمليات العناية بالنخيل التى تعرف محليا بالتعديل أو التركيب وهى أهم عمليات العناية بالنخلة على الإطلاق قبل فترة الجني. ويقوم المزارع بعملية التعديل حينما يقوم بثني الكافور ووضعه على العسيب حتى يجتمع التمر فى مكان واحد الذى يساعد على حمل الكافور ويمنع عنه الكسر عند ازدياد وزن الكافور فى المراحل المقبلة. والترجيم كان يستخدم قديما ويقع فى مرحلة التعديل حيث يوضع كثير من كافور النخيل مع بعضه البعض مجتمعا بيد أنها كادت تختفى هذه الأيام للرغبة الملحة فى التعجيل بنضج التمر حيث يمر به التيار الهوائي ويدخل الى شماريخ الكافور من جميع الجهات مما يعجل بطور البسر ثم جفاف التمر فى طور الرطب وهو ما يترك فارقا اقتصاديا واستثماريا فى الموسم الذى يبدأ مرتفعا فى بدايته فى المجمل. ويرغب كثير من الناس فى التمر الذاوى وهو الذى تكون نسبة جفاف التمرة فيه بين 20 الى 30 فى المائة مما يعطى الطعم الالذ على ذوق كثير من متذوقي سكرى القصيم على وجه الخصوص وبقية الأنواع على العموم خلاف البرحى الذى يتناول بسرا ورطبا وقليلا من الضميد. ويعد البرحى واحدا من أقسى الانواع عند التعديل والتركيب حيث يحتاج ثنيه ووضعه على العسيب الى طاقة مضاعفة ولذا فان أنسب وقت للتعديل بعد ازدياد حرارة الشمس فى الظهيرة بخلاف نوعى السكرى والشقراء اللذين يناسب تركيبهما جميع الاوقات نظرا لرطوبتهما ومرونتهما الفائقتين. ويحتاج فنى تسلق النخيل عند التعديل فى بعض الانواع الى ربط الكافور بحبل يقلل من وزن الكافور على العسيب لسببين الاول للوزن الزائد للكافور والثانى لعدم قدرة العسيب على تحمل الوزن أصلا مثل أنواع السكرية الحمراء والونانة وأم خشب وعدد من الانواع الاخرى. ويلحق نوعا السكرى والشقراء من تمور نخيل القصيم معظم الأنواع التى تعرف بالنوايع أو الدقل فى المجمل ما عدا بعض الانواع التى يأتى من ضمنها نبتة راشد والروثانة والسالمية التى تنتمى الى عائلة صنف البرحى فى مرحلة التركيب والتعديل. وتأتى أهمية هذه المرحلة من مراحل العناية بالنخيل نظرا لان التركيب الخاطئ قد يذهب بالكافور ويصيبه بالموت بحسب الدقة فى ذلك والتى قد لا تظهر الا فى نجم سهيل بعد منتصف عملية الجنى أو تكون فى بداياتها عندما يثنى الكافور بشدة متناهية فيصيبه الموت بعد ظهور اللون على البسر قبل طور الرطب او التمر. وتتنوع مراحل العناية بالنخيل من التنظيف والتكريب والتلقيح والتعديل والخراف والبشار والجداد والثلاث الاخيرة تقع فى فترة جنى ثمار النخيل بعد شهرين من الان.