أولت المملكة كل العناية والاهتمام بالنخلة واتخذتها شعارا لها واهتمت بزراعتها في الشوارع والحدائق والميادين والعامة. ومن أكثر المناطق والمحافظات شهرة بزراعة النخيل وإنتاج التمور الرياضوالمدينةالمنورةوالقصيم والإحساء والخرج ورنية وبيشة وينبع والعيص والعلا , وفي كل بلد تجد الناس يفضلون أصنافا معينة وهناك أكثر من 130 صنفا من أنواع التمور وأكثرها شيوعا وانتشارا العنبرة والعجوة والروثانة والصفاوي والشلبي والبرني والسبع والحلية والبرحي والبيض والشقري والحلوة والربيعة والخضري والسويدة والمبروم وبرنية العلا والمشوك والمكتومي في منطقة المدينةالمنورة , ونبوت السيف والصقعي والصفري والسلج ونبوت سلطان والخلاص في الخرج , والسكري والبرحي والرشودية ونبتة علي والخلاص في القصيم , والخلاص والرزيز والشيشي في الأحساء . ويوجد في المملكة حوالي (23) مليون نخلة , وتعتبر المملكة من أهم دول العالم إنتاجا للتمور حيث تنتج أكثر من مليون طن سنويا , وتحرص وزارة الزراعة على دعم المزارعين للمحافظة على النخيل بتقديم الخدمات الإرشادية لهم وعدم السماح بتحويل مزارع النخيل إلى أراض سكنية وتجارية وتشجيع مزارعي النخيل بإعاناتهم ماديا على كمية المحصول من التمور من خلال شراء كميات كبيرة منه عبر هيئة الري والصرف بالاحساء ومنحهم إعانات على زراعة فسائل النخيل ذات الأصناف الممتازة ومكافحة الآفات والحشرات والأمراض مجانا وتقديم الخدمات الإرشادية والملاحظات المهمة واللازمة حسب ما يتضح من التحاليل وكذلك توعية المزارعين من خلال زيارة المرشدين لهم وعمل الندوات الزراعية وتوزيع المجلات الزراعية والنشرات والملصقات وإعارة أشرطة الفيديو وكذلك من خلال البرامج الإذاعية والمرئية الخاصة بالزراعة والمزارعين . ويعد التمر مصدرا غذائيا عظيما فهو غني بالسكريات (فحمائيات) وغني أيضا بالألياف وفقير بالدهون وهو بذلك يمثل الغداء الذي توصي به أحدث الأبحاث والجمعيات الصحية العالمية . ويتكون التمر من السكريات وهي من أهم المركبات في التمور وتمثل أكثر من 70% من الوزن الجاف منزوع النوى ويوجد السكر في التمر على صورتين سكريات أحادية وتمثل السكريات المختزلة وقد وجد بالتحليل أن التمور تحتوي على الجلوكوز / سكر العنب / والفركتوز / سكر الفواكة / كمكون أساسي وهذا ما يجعل امتصاص هذا النوع من السكاكر سهلا سريعا ولا غرابة أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يفطر الصائم على بضع تمرات , لأن امتصاص سكر الجلوكوز سريع يلبي حاجة الصائم الذي امتنع عن الطعام طوال النهار , وسكريات ثنائية وهي سكر / السكروز / أي سكر الطعام وكميته قليلة نسبيا في التمور وتكون التمرة في المراحل الأولى من تكونها غنية بالسكريات الثنائية ونسبتها أكثر من السكريات الأحادية / الغلوكوز والفركتوز / ولكن مع تطور نمو الثمرة تنمو السكريات الأحادية بتحول السكريات الثنائية إلى أحادية. كما أن التمور غنية بالألياف .. وتشمل المادة السليلوزية المكونة لجدران خلايا الثمار وتختلف نسبة الألياف في التمور اختلاف كبيرا تبعا للصنف والظروف البيئية وحسب ماجاء في كتاب (The Composition Of Foo) وهو من أوثق المراجع العلمية في تركيب الأغذية فإن كل (100) غرام من التمر تحتوي على (8.4) من الألياف. ويحتوي التمر على نسبة قليلة من البروتين تختلف باختلاف الأصناف وأطوار النمو ودرجات النضج فقد أثبتت البحوث أن نسبة البروتين في الوزن الطازج للتمور يتراوح مابين (1.7 - 2.95 %). كما يحتوي التمر على نسبة ضئيلة من الدهون وتوصل الباحثون إلى أن التمر يحتوي على نسبة تتراوح ما بين (0.31 - 9.1%) من الدهون بالنسبة للوزن الطازج للثمار ومعظم كمية الدهون توجد على قشرة الثمار على صورة شمع . وتعد التمور من الثمار الغنية بفيتامين (أ) وحمض النيكوتنيك وتحتوي على كمية متوسطة من الفيتامينات (ب 1 ب2) كما تحتوي على نسبة قليلة من فيتامين سي ويحتوي كل (100) غرام من التمر على 2 ملغ من حمض النيكوتنيك وهي تبلغ سدس الحاجة اليومية من هذا الفيتامين. ويعد التمر مصدرا جيدا للمعادن فهو غني بالمغنيزيوم والبوتاسيوم والحديد وتحتوي كل (100) غرام من التمر مثلا على خمس الحاجة اليومية من المغنيزيوم والحديد وما يقرب من نصف الحاجة اليومية من البوتاسيوم لهذا فهو يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم حيث ينصح هؤلاء بتجنب ملح الطعام وملح الطعام هو كلور الصوديوم. وتشير الدراسات التي قام بها بعض الباحثين إلي أن التمور تحتوي على كثير من الأحماض الأمينية المهمة وبدراسة الأحماض الموجودة في صنف (الخلاص) وهو من التمور الممتازة في منطقة الأحساء وجد أن كلا من اللب والنواة تحتوي على(12) حمضاً أمينياً منها أربعة توجد بنسبة عالية في اللب والنواة وهي الجلوتاميك والأسبارتيك والجليسين والسيرين بينما الليسين والأرجنين والتربتوفان فإنها توجد بكمية كبيرة في اللب وبنسبة قليلة في النوى وتعتبر التمور عامة من أغنى المصادر بالحمض الأميني النادر. وتحتوي معظم أصناف التمور في مرحلة البسر البلح على الطعم القابض الذي ينجم على وجود التانين فقد أكد العالم (فينسون) أن التانين يترسب في طبقة قريبة من القشرة الخارجية للثمرة ويترسب التانين تدريجيا بتقدم التمرة في مراحل النضوج فيتحول إلى حبيبات غير قابلة للذوبان وبذلك يختفي الطعم القابض في الرطب وهناك بعض الأصناف التي تكاد تكون خالية من المواد القابضة في طور البلح مثل حلوة المدينة. وجاء في كتاب (القيمة الغذائية للتمور) للدكتور محمد كمال يوسف والدكتور بلبل رمضان أن اللون المميز للصنف من التمور يظهر دائما في طور اكتمال النمو (البسر) وتنحصر هذه الألوان غالبا في الأصفر والأحمر والبرتقالي ويقول العالم (ريج) إن اللون الأصفر المميز لبسر الصنف (البرحي) هو الفلافون أو الفلافونول واللون الأحمر المميز لبسر (دقلة نور) هو الأنثوسينين تعطي كل (100) غرام من التمر وهي تعادل من (10-12) حبة تمر ما بين (248- 297) سعرا حراريا تبعا للصنف ودرجة النضج وهي تقريبا نفس السعرات الحرارية التي يعطيها أصبع واحد من شيوكلاتة السنيكرز أوالمارس مثلا ويحتاج الرجل البالغ في المتوسط إلى (2000) سعرا حراريا وتختلف الطاقة التي يحتاجها الجسم حسب نوع العمل الذي يمارسه المرء يوميا. وورد ذكر النخيل في الٌقران الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) ، وقال تعالى (ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باءذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) وأجمع المفسرون أن الشجرة الطيبة المقصودة في هذه الآية هي النخلة. كما ذكر النخيل والتمر في السنة المطهرة والأحاديث الشريفة في مواضع كثيرة فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم النخلة بالمسلم فقال عليه الصلاة والسلام ( من شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة) وفي حديث أخر قال صلى الله عليه وسلم عن النخلة (إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم).