تكتظ الأسواق بمختلف انواع العطور .. ومنها الاصلي الذي لا يشكل أية خطورة عند استخدامه .. ومنها التقليد الذي يسبب العديد من الأمراض الجلدية وحساسية الصدر واحيانا الصداع والحكة . ولكن ما الطريقة المثلى لاكتشاف حقيقة تركيبة العطر الذي تختارينه ؟ وكيف يمكن تحديد ما اذا كان هذا العطر اصليا او مقلدا؟ وما الاخطار الصحية التي قد تتعرضين لها عند استخدامك العطر المغشوش ؟ اكتشاف المغشوش لاكتشاف العطر الأصلي من العطر المقلد ينصح تجار العطور برج الزجاجة جيدا قبل شرائها .. فإذا طفت (رغاوي) على سطح الزجاجة فان ذلك بعد دليلا على ارتفاع نسبة الكحول ويصبح العطر مغشوشا. الماركات المقلدة ويحذر خبراء التجميل من شراء انواع العطور التي تحمل اسماء ماركات عالمية وتباع باسعار متدنية جدا لأن ذلك دليل على وقوع المستهلك في فخ الغشاشين الذين يعرضون انواعا من العطور المركبة المغشوشة. قاعدة عامة ويذكر الخبراء ان القاعدة العامة في تركيب العطور هي أن تكون نسبة الخام تتراوح بين 25 % كحد ادنى و 30 % الى 40 كحد اقصى وأن تكون باقي نسبة العطور من الكحول.. وان استخدام الكحول المثييلي في تركيب بعض العطور التي تباع في الاسواق الشعبية يضر كثيرا بصحة مستخدمي هذا العطر. دقة الاختيار ويوجه خبراء التجميل نصيحة للمستهلكين بضرورة تحري الدقة عند شراء العطور واختيار انواعها وان يتم الشراء من المحلات التي تتمتع بسمعة طيبة والا يلجأوا لشراء الانواع المشكوك في تركيباتها والبحث عن الارخص باعتباره الأفضل .. خاصة أن بعض هذه الأنواع تكون مركبة بطريقة خاطئة ومعبأة في زجاجات سبق استخدامها من قبل أمراض خطيرة ويشير أطباء الامراض الجلدية الى خطورة استخدام العطور المقلدة .. مؤكدين ان هناك نوعين من المثيرات التي تسبب متاعب صحية لمرضى حساسية الصدر والربو .. النوع الأول هو المثيرات النوعية وهي التي تثير الأزمات عند البعض دون الآخر والنوع الثاني هو المثيرات غير النوعية وهي التي تثير الازمات الصحية عند جميع المرضى وتعتبر العطور النفاذة من هذا النوع وهي الخطر على صحة المريض بالحساسية حيث تسبب هياجا للاغشية المخاطية وللشعب الهوائية بالإضافة الى أزمات صحية خطيرة لمرضى الربو ومرضى الالتهابات الرئوية. وقد اظهرت آخر الاحصاءات العالمية أن 10% من سكان العالم يعانون مرض حساسية الصدر وهو عبارة عن نوبات متفاوتة من ضيق التنفس والحكة وحشرجة الصدر وقليل من البلغم اللزج في نهاية الازمة. وتتفاوت تلك الازمات في شدتها ومدتها وعدد مرات تكرارها من شخص لآخر ومن وقت لآخر بالنسبة للشخص نفسه حسب تعرضه للمادة المثيرة .. كما أنه مرض مستمر ونسبة الشفاء منه ضئيلة للغاية .. ولكن يستطيع المريض الحياة بشكل افضل وطبيعي طالما ابتعد عن المثيرات الضارة واهمها العطور والتدخين وعوادم السيارات والدهانات بكافة أنواعها .. وهنا تظهر خطورة العطور المغشوشة لان زيادة نسبة الكحول بها تؤثر على الجهاز المناعي بالجهاز التنفسي للجسم وهو نفس الأمر بالنسبة للأنف والعين مما قد يسبب التهابات متكررة ان لم تكن مزمنة ... بقع سوداء ويذكر الاطباء ان معظم العطور التي يستخدم في تركيبها زيت يسمى (البرجاموت) للمساعدة على انتشار رائحتها لها أضرار صحية بالغة لان هذا الزيت عند تعرضه للشمس يسبب بقعا سوداء على الجلد .. تأخذ نفس شكل طريقة رش العطر. ويؤكد الأطباء ايضا أن الافراط في استخدام مزيلات العرق .. له اضرار بالغة الخطورة حيث تدخل في تركيبها مادة تسمى (الزركوينوم) وهي مادة معدنية في الاصل تخترق الجلد وتسبب تجمعا خلويا تحته. ويشير اطباء الأمراض الجلدية الى أنه كلما زادت نسبة الكحول في العطر سحبت المياه من الجلد واحدثت جفافا وتشققا وهو نفس الأمر الذي تحدثه المواد التي توضع على العطر لاكسابه الوانا غير طبيعية. ضيق واختناق ويتحدث اطباء المخ والاعصاب عن تأثير الافراط في العطور المغشوشة على الجهاز العصبي مؤكدين أن تاثيرها سلبي حيث تؤثر هذه العطور على منطقة المخ والغدة النخامية كما أن لها تأثيرا مختلفا حسبا النوعية وتركيب الجهاز العصبي للشخص نفسه .. واشاروا الى أن هناك الكثير من المواد الحافظة والكحولات التي توضع على هذه العطور خاصة الاسبراي تسبب الصداع واحيانا الاختناق والمضايقة العصبية. حساسية الانف يذكر اطباء الانف والحنجرة مضار استخدام العطور المغشوشة على مرضى حساسية الانف .. حيث تسبب العطور النفاذة فرط حساسية الانف لأنها تؤثر على عصب الاحساس العام بالإضافة الى التأثير على عصب الشم. وتظهر هنا اعراض الحساسية المرتبطة بالعطور والتي تبدأ بحكة في الانف تصحبها نوبات مستمرة من العطس واحيانا افراز مواد مخاطية وانسداد في الانف وصداع وحك في العين .. وتستمر هذه الحالة ساعتين من بعد التعرض للرائحة النفاذة .. مع زيادة نسبة التعرض لهذه الرائحة قد يحدث انتفاخ في الاغشية المخاطية والتي قد تنتج عنها لحمية تؤثر على حاسة الشم.