أكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ان مسؤولية محاربة الارهاب تقع على كل سعودي سواء كان مسؤولا أو فردا مشيرا الى أن الهدف من الاعمال الارهابية هو الاجرام وسفك الدماء وترويع الآمنين.وشدد سموه في مؤتمر صحفي عقده مع معالي وزير خارجية الدنمارك بير ستيج موللر عقب اجتماعهما امس في مقر وزارة الخارجية بالرياض على المضى قدما في محاربة الارهاب واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوعه في المستقبل.ولفت سموه الى ان كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى وما تلاها من تأكيدات من صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بأن الحرب ضد الارهاب لا تتضمن فقط أولئك الذين ينفذونه بالقاء القنابل وانما السعي للذين يساندونه ويحرضون عليه والذين يشاركون فيه. وأوضح سموه انه تباحث مع معالي وزير خارجية الدنمارك حول عدد من الموضوعات بدءا بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وعدم الاستقرار الذي يعيشه العراق نتيجة الفراغ السياسي وغياب السلطة المركزية وتنامي ظاهرة الارهاب التي عانت منها المملكة والعالم كله والتي أصبحت تهدد أمن واستقرار الجميع بدون استثناء وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها. وأشار سموه الى ترحيب البلدين بنشر خارطة الطريق رسميا وتأكيد موقفهما الداعم لضرورة مساندة الاجماع الدولي حول خارطة الطريق والاسراع في تنفيذها بكافة استحقاقاتها ومرجعياتها ومن ضمنها مبادرة السلام العربية التي اصدرتها قمة بيروت. وأفاد بأن المحادثات مع الوزير الدنماركي تطرقت الى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها. من جانبه قدم معالي وزير خارجية الدنمارك شكره للمملكة على الترحيب الذي لقيه مشيرا الى ان الدنمارك تشارك في الجهود الدولية في بناء العراق ودعم الاممالمتحدة في هذا الموضوع وتتطلع الى خروج القوات الاجنبية من العراق في اسرع وقت وانهاء الفوضى التي تسوده حاليا واعادة تشكيل حكومة عراقية. كما تطلع معاليه الى حل مشكلة الشرق الاوسط وتطبيق خارطة الطريق. وفي سؤال حول ماتردد من ان صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن يقوم حاليا بمهمة تتعلق بمكافحة الارهاب، قال سمو الامير سعود الفيصل: سمو الامير بندر بن سلطان جاء الى المملكة في مهمه اثناء زيارة معالي وزير الخارجية الامريكي لحضور هذه الزيارة وهو باق هنا نتيجة زيارة بعض المسؤولين من الولاياتالمتحدةالامريكية وسيعود الى مهامه .. اما مهمة مكافحة الارهاب فكل مسؤول سعودي الآن معني بهذه القضية .. بل اقول كل فرد سعودي في هذا البلد الذي واجه الاحداث التي شاهدناها جميعا مسؤول في متابعة هذا الموضوع فليس هناك مهمة خاصة لسموه في هذا وانما في اطار العمل والتنسيق المشترك الدولي الذي يتطلبه الامر في مكافحة الارهاب. وعن مشروع رفع العقوبات عن العراق الذي يتم تداوله في مجلس الامن قال سموه : نأمل ان يلقى هذا المشروع الاجماع .. نحن رأينا ماذا حدث عندما اختلف مجلس الامن حول موضوع الحرب والوصول الى اجماع لمعالجة الحرب .. أملنا ان يصل مجلس الامن الى اجماع كامل حول الموضوعات المتعلقة بمعالجة الوضع العراقى بعد الحرب ومن ضمنها رفع العقوبات .. نحن قبل الحرب وقبل التفكير في الحرب كنا نطالب برفع العقوبات عن الشعب العراقى فلا يمكن الا ان يكون موقفنا منسجما مع بعضنا.. فرفع العقوبات من ضرورات الوضع في العراق ولكن الامر الملح والامر الذي لايحتاج التعقيد هو ضبط الامن في العراق وعسى ان يجعل مشروع القرار للامم المتحدة دورا في هذا الاطار ويكفل استباب الامن في العراق. من جانبه أعرب معالي وزير خارجية الدنمارك عن امله في ان يتوصل مجلس الامن الى تحقيق اجماع باصدار قرار يتعلق برفع العقوبات عن العراق وان تقوم الاممالمتحدة برسالتها كاملة . وبين الوزير الدنماركى ان بلاده تسعى الى ايجاد حلول لقضية الارهاب في المستقبل حتى يكون هناك سلام بين الشعوب وازالة للكراهية بينهم واجراء حوار بين الحضارات بما يحقق الاحترام المتبادل. وتساءل معاليه لماذا يقوم الارهابيون بذلك مؤكدا ان الارهاب لايجنى الا الدمار ووقف التجارة والاستثمار بين الشعوب والدول مشددا على الوقوف بحزم ضد الارهاب. وأكد ان بلاده قامت بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر 2001م بالعديد من الاجرات الامنية للحيلولة دون قيام أى أعمال ارهابية ومنها القبض على الارهابين العابرين للحدود وتجميد الارصدة اضافة الى اتخاذ التدابير اللازمة حتى لايصاب اى شخص بالاحباط والقلق الذي يؤدى الى الارهاب. وفي سؤال حول تصريحات لسمو الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز توقع فيها حدوث هجمات ارهابية وشيكة وهل يتفق سمو وزير الخارجية معه في ذلك قال سمو الامير سعود الفيصل : بكل تأكيد الخطر موجود وأتمنى ان أكون مخطئا في هذا التقدير .. ونحن هنا ليس لمكافحة هجمات الارهابيين السابقة بل نحن نأمل في ان نكافح ما قد يحدث في المستقبل للحد من حدوث الارهاب ومتى حدث فذلك قدر .. ونحن سنتخذ التدابير للحيلولة دون وقوعها .. وجهود الارهابيين تشمل المنطقة .. والخطر كبير ليس في المملكة فحسب ولكن في جميع دول العالم. وحول سؤال عن كيفية العمل للحد من قيام صفوف جديدة من الارهابيين أكد سموه ان ازالة الارهاب ليست مطمح أو مسؤولية المملكة العربية السعودية فقط وانما هي مطمح عالمى وقال : ما يثير ذلك هو قضية السلام في فلسطين التى نتمنى ان تنتهى مع تطبيق خارطة الطريق .. واذا قمنا بذلك فاننا نزيل عددا كبيرا من الاسباب التى تدعو للارهاب في منطقتنا مشددا سموه على ان الاجراءات قائمة للتصدى لاى اعمال ارهابية في المستقبل . وأشار سمو وزير الخارجية الى أن التجنيد يتم للاشخاص الذين تدربوا في افغانستان وأنه للحد من خطرهم لايسمح لهم بالذهاب الى هناك مرة اخرى بعد ان عادوا مؤكدا أنه سيتم التصرف حيال من يجندون منهم عند معرفة ذلك. وحول مايتردد بشأن نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط قال سموه : كل دولة ستحكم وتقرر ما تعتزم القيام به .. وكل دولة تستطيع مساعدة البلدان الاخرى في العديد من المجالات .. والامر الملح هو ضمان حقوق المواطن وتحقيق امنياته .. والعالم أصبح قرية صغيرة كل عمل يؤثر على الاخر وعلينا ان نسعى لتحقيق التنمية بالشكل الجيد والمطلوب. وأضاف سموه : لننظر للتاريخ والامبرطوريات وما تمخض عن سياساتها في ذلك الوقت ..ان احلال الديمقراطية ليس شيئا تأخذه وتضعه متى شئت وانما ببناء المؤسسات الكفيلة بالديمقراطية المحلية. وعن وجود رفات أسرى سعوديين في المقابر الجماعية المكتشفة في العراق قال سمو وزير الخارجية : نحن على اتصال في هذا الامر .. ونأمل ان نصل الى نهاية لهذه المأساة التى طال زمنها وكل ما يكون هناك مؤشر حول اى خبر يطلق نتابعه ونتقصى حقيقته .. وهناك مؤشرات من بعض اقوال العراقيين وبعض الكويتيين الذين جاءوا لهذه المقابر من انهم شاهدوا مايشبه رفات سعوديين هناك وبالتالى سنتتبع الامر. جانب من الصحفيين