لك الرحمة يا أبا عبد الله لك الرحمة والغفران إن شاء الله لقد فقدت العائلة بفقدك ركنا من أركانها الحصينة , وسندا من أعمدتها الرصينة , وبكاك الأهل والاصدقاء حين ودعوك , وودعوا معك من مكارم الأخلاق ما شهد به كل من عرفك من ابناء الخبر التي عاصرت بدايتها , فكنت قريبا من أبنائها لأنك واحد منهم دون أن تنسى جذورك الاحسائية العريقة , وتوافد المعزون من أهالي الخبروالاحساء من كل الفئات , لأنك كنت قريبا من الجميع أخا للصغير والكبير. يا أبا عبد الله , طب نفسا وأنت ثاو في مثواك , فكم لهجت الألسنة بالدعاء لك , والثناء عليك وذكر حسناتك , واستعادة الذكريات الجميلة معك , وتساوى في تقديرك رجل الأعمال , ومتواضع الحال , أصحاب الجاه والنفوذ وذوو البساطة من الناس , وكلهم اجمعوا على عاطر ذكرك , وجميل ذكرياتك. وقر عينا أيها الراحل المجلل بغار السمعة الطيبة ., والعشرة الطيبة والأعمال الطيبة, قر عينا لأنك رغم الرحيل ستعيش في قلوب من أحبوك من اهلك واصدقائك , فقد عطرت اجواءهم بأجمل الذكريات وأنعشت قلوبهم بأحسن التصرفات وكنت كالبلسم الشافي للجراح في الملمات. يا أبا عبد الله , لم تكن لي عما فقط , بل أخا منذ فاجأك اليتم في بواكير الطفولة فرضعنا معا , وتربينا معا وتقاسمنا هموم الحياة , ومارسنا طقوسها جدا ولعبا وتمردنا على الاحباطات معا , لكنك ولجت معترك الحياة مبكرا لتشق طريقك مكابدا العقبات لتستقر موظفا في الأحوال المدنية بالخبر , حتى لحقت بك موظفا في ادارة التعليم بالدمام , لنواصل مسيرة الحياة بعد أن تركنا مرابع الصبا ومراتع الانس في الاحساء الحبيبة , وحملناها في القلوب والافئدة , هاجسا مؤلما بعد أن سارت احوالها الى الأسوأ .. نضبت عيونها لكن حبها في قلبينا لم ينضب وتشوهت معالمها لكن صورتها في خاطرينا ظلت جميلة ونقية, وكبر الهم ليشمل أمة تكالبت عليها الهزائم , وتذاءب عليها الأشرار , وأحاطت بها المطامع من كل الجهات , وطالما أقضت مضجعك هموم الأمة , فكانت حديثك الدائم , وحزنك الدائم , وأملك الدائم. وها أنت تفارق دنيا الفناء الى دار البقاء وتترك غصة في قلوب محبيك , لنعزي نفوسنا في فراقك , ونعزي حرمك المصون , وزهرتيك إيمان وناهد وأنجالك عبدالله وأحمد وعبدالعزيزوفارس , وكل من عرفك أخا كريما وصديقا وفيا , وأنسانا يفيض بمشاعر الحب والوفاء لله وللوطن ولكل الناس. فطب نفسا يا أخي محمد بن عبدالله الفزيع. و إنا لله وإنا اليه راجعون.