الاستاذ الفاضل ناصح الرشيد رعاك المولى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلفتني احدى صديقاتي بان انقل اليك معاناتها.. وان اسرد لك كلماتها لعلها تجد ما ينفعها.. ويخفف عنها آلامها استاذي الفاضل: اعرفها فتاة مهذبة.. رقيقة.. ومحترمة.. وذات خلق حسن وقد كتبت هذه الرسالة لأبعثها لك راجية من الله ثم منك الاتهملها.. وان تهتم.. بها واليك رسالتها بسم الله الرحمن الرحيم الى الاستاذ ناصح الرشيد حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اما بعد انا لا اعلم كيف ابدأ رسالتي هذه.. ولكني سأبداها بالدعاء لك.. فاسأل الله العلي القدير ان يجزيك خير الجزاء.. وان يحفظك ذخرا لنا.. وان يتم عليك الصحة والعافية.. ويزيدك من العلم الكثير.. آمين.. في بداية حديثي.. اريد ان اخبرك اني ترددت كثيرا قبل ان ارسل رسالتي هذه والسبب انني لم اتعود مراسلة اي رجل او التحدث اليه.. ولكن الظروف.. اجبرتني على ان اشكو اليك وضعي وحالتي.. ربما لما المسه فيك من الحكمة والعلم.. والصدق في النصيحة... وهذا اهم شيء.. فاصغ الى جزاك الله خيرا انا فتاة.. اكملت الحادية والعشرين.. ادرس في السنة الثانية من المرحلة الجامعية.. عاطفية جدا.. رقيقة لسوء حظي.. ليس لدي سلطة على دموعي.. اذرفها في جميع المواقف.. ثقتي بنفسي مهزوزة بعض الشيء.. لا استطيع الرد على من تجرحني باي كلمة.. اكتفي بالابتسام وبعض قطرات الدمع امام المتحدث.. صلتي بربي ضعيفة اؤخر بعض الصلوات.. لا اعرف السنن ولا النوافل. اقرأ القرآن احيانا.. دائمة التفكير.. احب الشعر واحفظه.. اكتب القليل منه.. هذه صفاتي الخلقية اما الخلقية فلا داعي لذكرها مشكلتي مع ما سبق تتخلص في الآتي انا من عائلة وضعنا المادي اقل من المتوسط واكثر من المنخفض 3 فتيات و 5 فتيان.. والداي حيان.. منزلنا كبير جدا.. اعمال المنزل كثيرة للغاية مما يصعب على انا واحدى اخواتي الالمام بها.. اتعب جداجدا عند القيام بهذه الاعمال وعلى الرغم من ذلك.. لايراعي ابي ما نقوم به من اعمال.. فهو دائم السب والشتم واللعان.. اسرتي متفككة عاطفيا لابعد الحدود.. ابي قاس جدا.. وفترات صفوه قليلة لاتذكر.. يتشاجر هو وامي على اتفه الاسباب.. تقريبا على كل شي في الحياة.. منذ ولدت وانا اعيش في مشكلات لا نهاية لها.. عندما يجلسان ويتحدثان بصوت منخفض كما ينبغي ان يتحدث الزوجان.. عند ذلك نتقاطر اليهما لانها فرصة لا تعوض في المستقبل القريب... في حياتي الى الان لم يمر يوم الا وتحدث فيه مشكلة.. اسفة مشاكل اخوتي الاولاد لايحترموننا.. يعاملوننا كالخادمات هذا ما رسخه ابي في اذهانهم.. امي دائمة البكاء على حالها.. ولا تستطيع فعل شيء.. وابي دائم الشكوى على حالة ولم يفعل شيئا.. في منزلنا لايوجد هناك اي تفاهم او حوار.. اخطأت تعاقب بلا تبرير اي مواقف او جدال.. اعد الدقائق والساعات لاذهب الى الجامعة.. ولكني نسيت ان مردي الى بيتنا الكئيب.. حاولت الهرب من واقعي لم استطع فكل شيء يجبرني على عيشه بكل تفاصيله.. عندما تأتي الى صديقاتي ليشكون الى مشاكلهم... احتقرهن... بل احقد عليهن.. فتأتي الى الواحدة منهن.. وتقول ان امي لم تطلب لنا العشاء من المطعم البارحة.. او ان ابي لم يذهب بي الى السوق بالامس وقال بعد يومين.. او ان امي لم تدعني اقص شعري.. وتراها تتبع الزفرة زفرات وتندب حظها.. وما علي الا ان اهون عليها مصيبتها الكبيرة.. واندب حظي انا.. اقسم لك انني في هذه اللحظة ابكي.. لماذا كل الذين في سني لايشكون من مشاكل مثل مشاكلي؟ لماذا انا بالذات محكوم علي بالتعاسة دون غيري من صديقاتي؟ اتدري الغريب في الامر انني لم افكر بالانتحار!! لا اعلم لماذا؟ لربما ان هناك سعادة تنتظرني في المستقبل البعيد.. لا اعلم.. آه لو تدري ما يحمل قلبي من آلام واحزان.. لقد كبر مائة سنة.. وهو مازال في الحادية والعشرين.. تقدم لخطبتي الكثير.. ليس الكثير الكثير.. ولكن القليل الكثير.. ولم يات من يصلح لان يكون زوجا لي.. انا اريد من يحمل عني كل همومي.. ويمنحني كل شيء دون ان ينتظر المقابل.. احلم بان ابني اسرة سعيدة... لا سعيدة جداجدا.. بل لا تعرف للاحزان طعما.. ولا للالم معنى.. ولكني الآن اريد ان اوثق علاقتي مع الله.. فكم عهدا اتخذته مع الله واخلف وعدي.. اخشى ان يتوفاني الله وهو غير راض عني.. فاكون بذلك قد خسرت دنياي واخرتي.. بيتنا لا يدعو للتفاؤل.. ولا ارى بصيصا من الامل لحل مشاكله.. فحلمي صغير جدا كصغر قلبي الجريح.. وهو ان اعيش سعيدة... ولو لسنة فقط.. ثم يقبض الله روحي وانا على عبادة لاكمل سعادتي هناك الى الابد.. في الختام: ارجوك ساعدني قل لي ماذا افعل؟ وكيف اتصرف وانا على شفا حفرة من الضياع وجزاك الله خيرا استاذي الفاضل: انتهت رسالتها.. وقد كتبتها لك بالحرف الواحد... املي في الله ثم فيك كبير.. ارجوك لاتخذلها.. فهي تنتظر ردك عليها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. @@ الأخت ريم @@ انتظري ردنا العدد القادم ......ناصح