إلى من وهب نفسه لمساعدة الآخرين وفكر في قضاء حاجة الغير واعطى المهمومين وقتا في حياته دون كسب إلا دعوات من قلوب صادقة وصافية إلى الدكتور العزيز ناصح الرشيد.. المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اطلعت على صفحتكم الموقرة في أول أسبوع من بدايتها وشدتني مقدمتها واختيارك بان تكون البداية حديثا من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في زمن لا أحد يعرف فيه إلا (نفسي نفسي) عدا قلة ممن هم مثلك في مبادئك.. سيدي الفاضل ترددت كثيرا قبل ان أرسل لك قصتي لانني لا أريد ان اصدم من جديد ولكن أملي بالله كبير ثم بك يا أستاذي العزيز. قبل بضع سنوات وانا أوقع في دفتر عقود النكاح مثل أي بنت تحلم بحياة سعيدة ومستقبل مشرق. تمت خطبتي لابن خالتي الذي يدرس في شركة أرامكو السعودية في منطقة بقيق وبعد سنة تم الزواج عشت أجمل أيام حياتي عشت حياة سندريلا وشهرزاد في قصة ألف ليلة وليلة وقبل ان اكمل اربعة اشهر من الزواج حدث ما غير مجرى حياتي كله تلقينا اتصالا بان زوجي توفي إثر حادث تعرض له وهو عائد من الدوام. لا أخفيك تمنيت الموت ودعوت ربي بذلك. ترملت وانا في التاسعة عشرة من عمري قبل ان اكمل اربعة اشهر من زواجي وانا احمل جنينا بداخلي له ثلاثة شهور يتيم قبل ان يولد ويطلع إلى هذه الحياة وبعدها بدأت معاناتي حيث انني رجعت للعلاج على رقم شارة والدي في مستشفى أرامكو مع مطالبتنا بعلاجي على رقم شارة زوجي في الشركة الذي قدر الله وتوفي قبل ان يكون موظفا رسميا وبحكم انه توفي وهو عائد من الدوام وهذه اصابة عمل لكن لم يقبلوا وعولجت على رقم شارة والدي بعد تدخلات كثيرة وبعد خمسة أشهر وبضعة ايام قضيتها حدادا على زوجي وانا في ربيع عمري ولدت مولودا سميته مثل ما تمنى زوجي على اسم والده. ولدت في مستشفى أرامكو ووضع لابني رقم مستقل وبعد ان اكمل ابني التطعيمات في السنتين توقف علاجه وطالبت كثيرا من الشركة (ولكن دون جدوى) بأن اعالج أنا وابني على شارة زوجي المتوفى, قمت بطلب ذلك عدة مرات من شخصيات مختلفة ولكن دون جدوى. فقد قال لي موظف هناك بالحرف الواحد (لا تحلمي بان تعالجي أنت وابنك على رقم شارة زوجك) وأغلق الهاتف في وجهي فقلت أنت اغلقتها في وجهي ولكن أبواب الرحمن ستفتح. استاذي لم أيأس فقمت بمحاولات جادة ففكرت ان اشتغل وأبحث عن وظيفة في شركة أرامكو السعودية فدرست لمدة سنتين وأخذت شهادة (دبلوم الكمبيوتر) لعلي اجد بصيصا من الأمل في هذه الحياة، وبعد ذلك فكرت في أن أبعث برقية إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فارسلتها في شهر شعبان عام 1423ه ثم تلقيت اتصالا بان أبعث أوراقي اليهم فقمت ببعثها اليهم في شهر رمضان ومنذ ذلك الوقت لم أتلق أي اتصال منهم وقد مرت ستة أشهر على ذلك. استاذي انا متأكدة ان سمو الأمير لا يتأخر عن مساعدة أي شخص يمد يده إليه ويفعل كل ما يسعد الإنسان مهما كانت ظروفه. ولكن هل كتب علي ألا أرى شمعة تعطيني بصيصا من الأمل. اقسم لك ياسيدي انني لا أريد ان استسلم إلى همي ولكن الدنيا والظروف لا تجعلني أنسى الهم وأبدأ حياة جديدة لأني انا الآن مسؤولة عن طفل يبلغ من العمر أربع سنوات صرت له الأم والأب في وقت واحد أربيه وأوفر له حياة مثل أي طفل في هذه الدنيا. استاذي ماذا أفعل هل أيأس واستسلم وأنسى حلم زوجي المتوفى بان اعالج أنا وابني في مستشفى أرامكو وأنا لا واسطة لدي او سند من أي أحد. سيدي لا أخفيك انا انتظر الرد من الأمير عبدالعزيز بن فهد لأن هذا آخر أمل لي. وأتمنى ياأستاذي العزيز عن طريق صفحتكم الموقرة ان أناشد سمو الأمير بان يساعدني في حل مشكلتي. فله جزاء من الله سبحانه وتعالى ودعوات من أرملة تريد ان تعيش حياتها دون ان تمد يدها للحاجة بل معتمدة على نفسها وتخدم وطنها. سيدي عمري الآن خمس وعشرون سنة ولكن هم الدنيا زادني (100 سنة) من العمر. أخيرا أقدم اعتذاري على طول رسالتي لكني لم استطع ان اختصرها مثلما لم استطع ان اختصر الحزن بداخلي.. ودمتم بحفظ الله ورعايته. الأمل والارادة @ الأخت/ أ م..ع.. الظهران إزاء ما حدث لك في هذا العمر المبكر.. نثمن لك هذه الوقفة الرائعة التي تؤكد تصميمك وعدم استسلامك ومحاولاتك الدائبة للبحث عن حلول لمشاكلك التي تتمثل في العلاج والبحث عن عمل. ونحن معك نقدر دور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد في التخفيف من معاناة أبناء هذا الوطن ومساعدتهم مما حدا بالكثير إلى اللجوء إليه لمواقفه النبيلة الطيبة والخيرة وهذا بالتأكيد ليس بغريب عليه.. ونعتقد أنه أهل لكل ذلك وما أن تصل مشكلتك إليه فستجدين الحل إن شاء الله. وبدورنا من هنا أيضا نهيب بالرجل الإنسان رئيس شركة أرامكو لمراعاة حالتك ومحاولة مساعدتك فالرحمة أحيانا تكون مقدمة. ولن نتوانى عن توصيل صوتك ومساعدتك ومخاطبة البعض من أجل ان تستقري أنت وطفلك ويعوضك الله خيرا بمن يخفف معاناتك.. ونحن أختي ندعوك للتفاؤل والأمل وأن ترفعي عن كاهلك ركام ال(100) سنة.. وأن تختصري الحزن بداخلك من أجل طفلك خاصة وأن وعيك يبدو ناضجا وفهمك لنفسك ومشكلتك وتحديد ما تريدين نلمحه بين ثنايا رسالتك. وإن شاء الله تسمعين ما يبشرك بالأمل قريبا. ......ناصح