التوليد هو: المنهج الذي استخدمه سقراط بإلقاء الأسئلة على محاوره, والوصول بها الى توليد أفكار جديدة او قناعات. وتعود هذه التسمية الى ان سقراط كان يشبه أمه (القابلة) التي كانت تمتهن التوليد. وأدبيا يعني التوليد: اقتباس الشاعر معنى ما من شاعر آخر بلا زيادة او نقصان, او بتطوير ذلك المعنى وتعميقه والزيادة عليه. اما المعتزلة فيعتبرون ان الإنسان مسؤول عن الأعمال التي تصدر عنه بصورة غير مباشرة: فالحاكم مسؤول عن أفعال كل من يوليهم او يعهد اليهم بأمر ويسمون ذلك (التوليد). حين قال الجواهري:==1== اضرب فإن على الجناة جناحهم==0== ==0==فيما جنوه وما عليك جناح هل كان ذنبك ان تطوح سكرة==0== ==0==بالشاربين وتغدر الألواح؟!==2== حين قال هذا محرضا عبدالكريم قاسم على الانتقام من رجالات العهد الملكي.. كان هذا الموقف الذي اذكره جيدا: اجتمعنا نحن الشعراء الصغار في ذلك الوقت في مقر (الرابطة الأدبية) وطرح أحدنا السؤال التالي: هل تلاحظون مدى الحقد الذي يقطر من هذين البيتين؟ لماذا هذا التعبير الضاري؟ لماذا لا يكون الجواهري متسامحا؟ كانت المرحلة الرومانسية التي غر بها تشجع على طرح هذه الأسئلة واخواتها: فقد كنا نتألم حتى حدود البكاء من أي نبأ تشم منه رائحة الدم, وكان يستهوينا عنوان مثل (اليتيم في العيد) او (البلبل السجين) او (لقيطة) او غيرها من العناوين التي تستدر الدموع والآهات. الآن كبرنا, تجاوزنا بضرورة الزمن المرحلة الرومانسية ورحنا نشاهد المآسي التي خلفها الطغاة على الواقع وعلى الفضائيات, ووصلنا الى اليقين المطلق بأن الطاغية لا يستطيع وحده ان يفعل ما فعل, وان كل من حوله من مخالب يتحملون نفس الوزر, وآمنا بما قاله الجواهري, وبما قاله المعتزلة من قبله بقرون:==1== إني لأشمت بالجبار يرهقه==0== ==0==باغ ويوسعه ظلما وعدوانا==2== هكذا قال بدوي الجبل.