في الحقيقة لن اجب على هذا السؤال اجابة قاطعة فهناك اجابات عديدة.. اذ يقال ان الحب انفعال والانفعال حركة وثورة ورد فعل عاطفي قوى فهو اذا حركة نحو الاخر والحب بصفته انفعالا هو طاقة متحركة فمن الطبيعي ان يكون الحب الذي نشعر به نحو الاخر معرضا للارتفاع والانخفاض والشعور احيانا بالجاذبية. الحب والهوى ليسا مترادفين يقول معجم روبير الصغير ان الهوى يتكون من حالات عاطفية وذهنية قوية تسيطر على الحياة الروحية بشدة آثارها ودوام فعلها.. وللهوى تأثير قوي يفوق تأثير اقوى المخدرات لان هذه الاخيرة عند تحللها تتحول الى مستحوذ او مسيطر حقيقي اما الحب الحقيقي فهو مايتبقى عندما تخف وطأة عاطفة الهوى التي تكون في البداية. ويرى البعض ومنهم الباحثة ايفون دالير ان الحب لكي يأخذ ذلك الاندفاع نحو الاخر ويحوز على مكانه له يدوم في الوجود فان ذلك يتطلب ثلاثة شروط هي من وجهة نظرها الاعجاب، الحلم، الجاذبية، الجسدية.. ولكل رأيه. حروب ولت وأخرى قادمة.. شاشات الفضائيات بكل اللغات وفي كل ساعة من ساعات اليوم.. في بث متواصل وحي، تنقل لمخادعنا صور الدمار والقتل.. جثث، هياكل عظمية، رفات، موتى بالمجان.. في هذا الزمن، من الصعب ان تسمع كلمة حب.. ان تشعر بالدفء والحنان، ان تمارس إنسانيتك.. ان تقول لمن هم حولك: أنني أحبكم، فأحبوني. نحن أحوج ما نكون اليوم إلى ان نشعر الآخرين بأننا نحبهم، حتى يشعروننا بمحبتهم لنا. ان هذا الشعور المتبادل بين الناس يطرد من قلوبهم القلق، يطرد من نفوسهم الخوف، يبث فيهم الأمل، الذي دمرته القذائف التي ألقتها ال B52. أكثر من يحتاج إلى المحبة، هم أطفالنا.. عيني وقلبي عليهم، تركوا مشاهدة (سبيس تون)، ليتابعوا ما يحدث في الأقصى، شاهدوا شارون يدنسه.. شاهدوا وعلى الهواء مباشرة جنوده شذاذ الآفاق، المجمعين من قارات العالم الست يقتلون أخوتهم في جنين ورام الله والناصرة ورفح. لا أعلم كيف سيشعرون غداً بالحب والسلام؟! لا أعلم كيف سنعلمهم ان البغض للآخرين مرفوض؟! سؤال لك سيدي بحاجة إلى جواب صريح.. سؤال لك سيدتي بحاجة إلى جواب صريح.. هل لا زلتما تتبادلان كلمات ومشاعر الحب؟ ...حكيمة