إلى الدكتور: ناصح الرشيد تحية طيبة وبعد: أطرح عليك مشكلتي التي بدأت تفاصيلها منذ سنوات طفولتي حتى تخطيت مراحل عدة من سنين عمري ومازالت تلك المشكلة تؤرق مضجعي وتشتت فكري. عزيز د. ناصح.. عشت طفولة ممزقة بين جدران من الضيق والعزلة.. انتهت بانفصال والداي.. انتقلت بعدها للعيش في كنف جدتي بعدما اختار ابي وأمي طريقهما في الحياة.. سارت بي الأيام مضطربة متعرجة الخطى أبحث عن حنان ابي وصدر امي الدافىء.. كي استشعر الأمان النفسي الذي أفتقده منذ زمن.. وبعد فترة من العمر قضتها مع جدتي أخذني أبي للعيش معه ومع أسرته.. ظنا منه أنني كبرت وأحتاج لرعاية واهتمام.. ألفت الوضع والحياة الجديدة التي أرادها الله لي لكن غياب أمي ورفض والدي بعدم زيارتها كان سببا في اصابتي باضطرابات نفسية لا أقوى على ردعها. شاء القدر أن أرزق بزوج صالح عشت معه بداية حياة سعيدة أخرجني من سجن ضيق أوجدته ظروف الحياة التي اعيشها كان الأمل يحدوني بالأماني وتحيطني بوادر السعادة التي طالما حلمت بها في ظل زوج وفر لي جوا من الود والاخلاص والحنان الذي افتقدته.. ولكن مأساتي لم تنته بعد.. وخيوط سعادتي بدأت تضمر.. بعدما رفض زوجي زيارة والدتي بحجة زوجها المتغطرس الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون حياتنا فما كان مني إلا أن استسلمت لما فرض علي من أمر خبأ عذابات نفسي واجترار آلامها حائرة بين ارضاء زوجي وفقد حنان أمي.. فما رأيكم بذلك. ...م.س... عافاك الله الأخت (س.م) جاءنا هذا الرد من أحد الشيوخ الأفاضل وننقله لك كما ورد: (الأخت الحائرة بين زوجها وأمها) عافاك الله من الحيرة.. وألهم زوجك رشده، ذكريه أن زيارة والدتك واجبة.. ولكن ليس لها مكان مخصص وهو بيت زوجها.. فالأمر فيه متسع، فقد تزور احدى صديقاتها وتوافيها هناك، وتقومي بمراضاتها وبرها. وقد تزوركم في بيتك الذي تعيشين فيه مع زوجك، وقد تلتقين معها في مكان عام.. المهم أنه بالإمكان ملاقاة والدتك دون أن يكون معها زوجها (المتغطرس) كما ذكرت. واعلمي أختي الحائرة وأسأل الله أن تخرجي من هذه الحيرة أن طاعة زوجك تعطيك الخير الكثير، والأجر الوفير، وطالما أنه متفهم فبالإمكان أن تجلسوا أنت ووالدتك وحدكما وهو وزوج أمك دون أن يتدخل في حياتكما أنت وزوجك.. المهم ابحثوا عن حل مناسب. فباستطاعتكما تلافي ما تحذرانه باللجوء إلى الله تعالى، ودعائه سبحانه فهو يكشف الضر.. والشر.. والبلاء.. أتمنى لكم حياة سعيدة، مليئة بالتفاؤل. ... ناصح