الجميع يتفق على ان المنطقة الشرقية اكبر منطقة جغرافية في المملكة واكبر مناطقها سكانيا, واهم منطقة اقتصادية. وان الهجرة الداخلية اليها منذ ان تدفق النفط من البئر رقم (7). وهذا الرقم هو المفضل لدي ولدى البعض من الناس, اصبحت اكثر المناطق جذبا للهجرة الداخلية والخارجية واستقطابا لسكان المناطق الاخرى ومنهم الذين استقروا فيها منذ ما قبل النفط ايام المجاعات في نجد حينما انتقل الكثير من ابناء تلك المنطقة واستقروا في الاحساء, وبعد النفط توافد المزيد من الناس عليها من كل مناطق المملكة. وكونوا نسيجا سكانيا في ظاهرة اجتماعية فريدة. وهي بموقعها بالقرب من دول مجلس التعاون الخليجي على الساحل الغربي للخليج العربي تشكل موقعا استراتيجيا. وامتدادها من حدود العراق ودولة الكويت الى عمان واليمن يمنحها ميزة فذة. واصبحت المنطقة الشرقية والحركة الاقتصادية الزاهرة فيها محط انظار العالم. هذه المنطقة في احوج ما تكون الى مؤسسات جامعية وتخصصية لتلبي متطلبات سوق العمل فيها. باعداد الطاقات البشرية من الشباب بنينا وبنات. فهناك طاقات بشرية مهدرة لا تجد سبيلا الى مقاعد التعليم الجامعي المتاحة حاليا بشكل يضيق عن قبول ابناء المنطقة الشرقية من البنين والبنات. وما ذلك الا نتيجة جهل اصحاب القرار في وزارة التعليم العالي باحتياجات هذه المنطقة الاستراتيجية. فالاحساء التي يحسن ان يطور نعتها من محافظة الى منطقة.. تشكل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية من مدينة ابقيق الى حدود اليمن وعمان بها كثافة سكانية هائلة. النسبة الغالبة من خريجي وخريجات الثانوية.. لم يتم قبولهم في جامعة الملك فيصل وفرع جامعة الامام وكليات البنات. والجزء الشمالي من المنطقة الشرقية من ابقيق الى حدود دولة الكويتوالعراق يضم ابقيق والظهران والخبر والدمام والقطيف وما حولها من مدن وقرى وتجمعات سكانية ذات كثافة بشرية ومحافظة حفر الباطن, ومحافظة الجبيل حتى الخفجي, والامتداد الجغرافي حتى مشارف الحدود وتقطنها قبائل عديدة وذات كثافة بشرية في انحائها.واذا اجرينا مسحا لمؤسسات التعليم الجامعي في هذا الجزء من المنطقة الشرقية نجد ان هناك المؤسسات التالية: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران والقبول فيها محدود جدا لطبيعة برامجها ومناهجها حيث لا يتجاوز عدد المقبولين فيها سنويا الف وخمسمائة طالب ولا تقبل من البنات رغم وجود كلية الحاسب الآلي وكلية الادارة الصناعية. فالكليتان يقتصر القبول على الذكور فيهما مثل الكليات الهندسية الاخرى. اتساءل لماذا لا يفتح المجال للجنس الاخر من خريجي الثانوية العامة. اليست الحاجة ماسة الى اعداد الطالبات وتأهيلهن في اختصاصات العلوم الادارية والحاسب الالي ونحن نعلم ان تعليم البنات في جميع مراحله يحتاج الى مؤهلات في فروع العلوم الادارية والمحاسبة والى متخصصات في علوم الحاسب الآلي برمجة وصيانة.. هذه الجامعة التي نعتز بها كثيرا لحسن سمعتها وجودة مخرجاتها. لا تقبل سوى الف وخمسمائة طالب فقط. فرع جامعة الملك فيصل وهو فرع محدود القدرة الاستيعابية سواء في كلية العمارة والتخطيط او في الكليات الطبية المختلفة فالقبول فيها يشمل الجنسين لكنه لا يصل الى اكثر من الف طالب وطالبة. اما كليات البنات بالدماموالجبيلوالخفجيوحفر الباطن فان القبول فيها على اكثر تقدير لا يصل الى ثلاثة الاف طالبة وان برامج ومناهج كليات البنات بالدمام نظرية وعلمية بحتة لا تزود الطالبات بالمهارات الادائية والتطبيقية.هذا هو واقع التعليم الجامعي في المنطقة الشرقية. واذا تأملنا اعداد خريجي الثانوية من البنين والبنات للاعوام السابقة نجد ان النمو سنويا في اعدادهم كبير. وقد بلغ عددهم في العام الماضي حوالي ثلاثين الف طالب وطالبة في هذه المنطقة غير الاحساء.وقد اجد نفسي متفائلا حينما افترض انه قد تم قبول عشرة الاف طالب وطالبة في عام 1424/1423ه رغم انني اشرت الى ارقام المقبولين في المؤسسات الجامعية المذكورة سابقا اي ان ما يزيد على عشرين الف طالب وطالبة من خريجات الثانوية في العام الماضي لم يتم قبولهم. أليس هذا اهدار لطاقات الشباب الذين يشكلون قوة الوطن. واجد نفسي ايضا أفكر في سوق العمل في المنطقة الشرقية حيث تحتضن هذه المنطقة نسبة كبيرة من مؤسسات القطاع الخاص فضلا عن شركة ارامكو السعودية. وشركات سابك. واتلفت يمينا ويسارا في اسواق الدمام على سبيل المثال فلا اجد وجها سعوديا. لان (السعودة) وهي استراتيجية وطنية مازالت طيف خيال ولايزال (مجلس القوى العاملة) ينافح لكنه يتعثر في رمال الدهناء ومازالت احلامه واسعة اكبر من ان تتحقق في ظل عزوف القطاع الخاص عن توظيف الشباب السعودي رغم محاولات الدولة التشريعية والتنظيمية لتحقيق مبدأ السعودة وحجة رجال الاعمال عدم توافر القدرات الادائية لدى السعوديين. وهي حجة واهية لا تدل على توجه وطني صادق العزيمة. ويعتبر برنامج الامير محمد بن فهد لتوظيف الشباب محاولة رائعة. ولذلك فان الطاقات المهدرة لشبابنا تضيع نتيجة عدم وجود مجالات التعليم الجامعي التي تفي بحاجات الشباب الى التعليم والتي تفي بمتطلبات سوق العمل من حيث التأهيل والاعداد واكساب المهارات. وارى ان المنطقة الشرقية في حاجة الى: تأسيس جامعة حكومية جديدة لتلبي الطلب والاحتياجات وارى ان تضم الكليات والمعاهد التالية: كلية العلوم الادارية على ان تقبل البنين والبنات. كلية البيئة وعلوم البحار. كلية الصيدلة والعلوم الدوائية للبنين والبنات. كلية التربية للبنين والبنات. كلية اللغات الاجنبية للبنين والبنات. كلية الحقوق والقانون الدولي للبنين والبنات. كلية العلوم التطبيقية للبنين والبنات. معهد لتدريب البنات على المهن والصناعات كالنسيج والديكور, والتجميل, والتفصيل والخياطة والفنون التشكيلية, والتصميم, والزخرفة على ان يمنح شهادة جامعية. معهد السياحة والفندقة للجنسين ويمنح شهادة جامعية. معهد الآثار والحرف التراثية. ولي امل كبير في اخلاص اصحاب القرار والله ولي التوفيق