اكد البيت الابيض مجددا رغبته في اجراء تصويت في مجلس الامن على مشروع قرار ضد العراق مع احتمال الانتظار حتى الاسبوع المقبل فيما يبدو ان الحكومة البريطانية سلمت باحتمال شن حرب بدون موافقة الاممالمتحدة. والعراق الذي دمر ثلاثة صواريخ جديدة من الصمود-2 وسبعة رؤوس ومعدات اخرى خلال نهار امس، يستعد لتسليم الاممالمتحدة الجمعة تقريرا عن غاز الاعصاب في اكس الذي اكد انه دمره في 1991 على ان يسلم تقريرا ثانيا عن عصيات الجمرة الخبيثة (الانثراكس) في الايام القليلة المقبلة كما قال دبلوماسيون في بغداد. وفي ما يدل على تصاعد التوتر ارجأت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية الى اجل غير مسمى زيارة الى بلجيكا كان من المقرر ان تقوم بها الاسبوع المقبل وذلك استجابة لنصيحة وزارة الخارجية البريطانية. واعلنت الاممالمتحدة رسميا ان مشاورات مجلس الامن الدولي حول العراق ارجئت لساعات فيما يبدو للبحث في مشروع قرار اميركي بريطاني اسباني وفي وثيقة غير رسمية عرضتها بريطانيا. وقد اعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر ان الرئيس جورج بوش لا يزال يريد ان يتم التصويت على مشروع القرار الذي يمهد الطريق امام عمل عسكري ضد العراق. وقال فلايشر: قد تختتم العملية الدبلوماسية اليوم الجمعة او تتواصل الاسبوع المقبل. واعتبر: ان الرئيس مستعد لمواصلة طريق الدبلوماسية حتى النهاية لكن ثمة حدود لذلك مضيفا من الواضح انه مهما كانت نتيجة التصويت في مجلس الامن فان الولاياتالمتحدة تعمل مع ائتلاف من الدول المتطوعة لنزع اسلحة صدام حسين. كما اعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول امام الكونغرس ان كل الخيارات تبقى مفتوحة بما في ذلك احتمال عدم طرح مشروع القرار على التصويت. وحث الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان مجلس الامن الدولي على التوصل الى تسوية بشأن العراق حفاظا على قدرته على معالجة مشاكل اخرى. ونقل زعيم المعارضة المحافظة في بريطانيا ايان دانكن سميث صباح أمس عن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قوله ان استصدار قرار ثان عن مجلس الامن الدولي حول العراق بات اليوم اقل احتمالا من اي وقت مضى. واضاف سميث عقب لقاء مع بلير في مقر الحكومة البريطانية وذلك قبيل اجتماع حاسم للوزراء الرئيسيين في الحكومة العمالية العمل العسكري بات بالتالي قريبا، وسيتم على ما يبدو في اطار القرار 1441. والاقتراحات البريطانية لم تلق اصداء لدى اي من الدول الاعضاء في المجلس التي لا تزال مترددة ازاء مشروع القرار الثاني كما انها لم تلق دعم واشنطن المتمسكة بمهلة 17 مارس. واكدت روسيا انها ستصوت ضد قرار يفتح الطريق امام عمل عسكري ضد العراق، مشيرة الى ان تطبيق المقترحات البريطانية يحتاج بعض الوقت. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي يزور دوشانبي قوله اذا ما كان المشروع المقدم يفتح الطريق مباشرة او بصورة غير مباشرة لعمل عسكري في العراق، فستصوت روسيا ضده. واعتمدت الصين الموقف نفسه مؤكدة مجددا رفضها استصدار قرار جديد عن مجلس الامن الدولي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كونغ كوان انه يجب المضي بالقرار 1441 الذي نتجت عنه عودة مفتشي الاممالمتحدة عن السلاح الى العراق، حتى النهاية. وفي مواجهة هذا الطريق المسدود في مجلس الامن صعدت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس مساء الاربعاء لهجتها. وقالت سنضع حدا لذلك سريعا جدا .. موقفنا هو ان الوقت قد حان للانتهاء من هذه المسألة. وفي موازاة ذلك، اصبحت نيويورك مساء الاربعاء المدينة الاربعين بعد المئة في الولاياتالمتحدة التي تعتمد قرارا مناهضا لشن حرب في العراق. ففي ختام خمسة اشهر من المفاوضات والمداولات اقر اعضاء المجلس البلدي بغالبية 31 صوتا في مقابل 17، قرارا يدعو الرئيس الاميركي الى بذل كل الجهود لايجاد حل للازمة العراقية عبر الاممالمتحدة وعدم اللجوء الى القوة الا كخيار اخير. وعسكريا، اعلنت مسؤولة اميركية ان قاذفات بي 2 (الشبح) غادرت الليلة الماضية قاعدتها في ولاية ميسوري. واوضحت اللفتنانت كات اولميير الناطقة باسم قاعدة ويتمان العسكرية الجوية في ميسوري يمكنني ان اؤكد اننا قمنا بنشر طائرات بي 2 الليلة الماضية. واضافت انها المرة الاولى التي تجرى فيها عملية نشر عملاني للقاذفة بي 2 من دون ان تحدد الى اي جهة ارسلت هذه الطائرات تمهيدا لحرب في العراق. استرو