صعد المعسكر المناهض للحرب مواقفه أمس باصدار بيان مشترك فرنسي روسي الماني يصر على عدم تجاوز الاممالمتحدة في موضوع الازمة العراقية ويتعهد بعدم تمرير مشروع استخدام القوة في مجلس الامن، فيما اكدت القمة الاسلامية رفضها القاطع لضرب العراق، من دون ان يثني ذلك واشنطن عن استمرار قرع طبول الحرب.فقد اعلنت القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الاسلامي رفضها القاطع لضرب العراق او تهديد سلامة اي دولة اسلامية في بيانها الختامي الذي جاء مطابقا في فقراته الاساسية لبيان القمة العربية التي عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري السبت الماضي. اعلان ثلاثي وقد نشط الجانب الاوروبي المعارض لصدور قرار ثان يجيز استخدام القوة ضد العراق في مجلس الامن قبل يومين من جلسة المجلس المخصصة للعراق الجمعة. وعقد أمس الأربعاء في باريس لقاء تنسيقي بين وزراء خارجية المانياوروسياوفرنسا يوشكا فيشر وايغور ايفانوف ودومينيك دو فيلبان صدر على اثره بيان مشترك جاء فيه ان هدفنا المشترك يبقى نزع سلاح العراق الفعلي والكامل وفقا للقرار 1441 .. وانه يمكن التوصل الى ذلك عن طريق عمليات التفتيش. واشار الاعلان الى ان هذه العمليات تعطي نتائج ايجابية اكثر يوما بعد يوم، مؤكدا دعم فرنساوروسياوالمانيا لرئيسي فرق التفتيش الدولية هانس بليكس ومحمد البرادعي. ورأى الاعلان ان هذه العمليات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، داعيا الى تسريعها. واكدت الدول الثلاث انها لن تسمح بتمرير قرار يجيز اللجوء الى القوة. تصريحات الرفض واعلن وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك عقده الوزراء الثلاثة انه لا يمكن تجاوز الاممالمتحدة في الازمة العراقية. واكد ايفانوف من جهته ان الموقف الذي تتخذه روسياوفرنساوالمانيا حول الازمة العراقية هو الموقف الاكثر حكمة، وان الصين تشاطرها هذا الموقف. وكان ايفانوف قد التقى في قصر الاليزيه بالرئيس الفرنسي جاك شيراك. وفي برلين، صرح المتحدث باسم الحكومة الالمانية بيلا اندا ان الولاياتالمتحدة لا تملك غالبية في مجلس الامن الدولي لتبني قرار جديد يسمح بشن حرب ضد العراق. واشار الناطق باسم الحكومة الى التطورات الايجابية الاخيرة في العراق، لا سيما الى بدء تدمير صواريخ الصمود 2، مشيرا الى ان ذلك يعزز الرأي الداعي الى استمرار الطريق السلمي لعمليات التفتيش. وردا على سؤال حول ما اذا كان موقف المانيا منفتحا على استصدار قرار جديد من الاممالمتحدة بشأن العراق، قال المتحدث ان الموقف الالماني ما زال هو نفسه الحرب يجب ألا تحظى بالشرعية. واعتبر وزير الخارجية الالماني فيشر ان الولاياتالمتحدة ستكون مسؤولة في حال تدخل عسكري في العراق عن المحافظة على تماسك البلاد واستقرار المنطقة باكملها. وقال فيشر في حديث لمجلة شتيرن الاسبوعية الالمانية: أشك في ان يتمكن جيش غربي كبير يتمركز لمدة طويلة بين دجلة والفرات من ارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط. ودعا رئيس دولة الفاتيكان البابا الكاثوليكي يوحنا بولس الثاني خلال لقائه العام الاسبوعي في الفاتيكان، الى بذل جهد مشترك لتجنيب الانسانية نزاعا ماسأويا جديدا، وذلك قبل قليل من لقاء موفده الخاص الكاردينال بيو لاغي مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن في مسعى لاقناع بوش بالعدول عن اي تحرك عسكري ضد العراق. واشنطن لا تعبأ وخفف المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر من اهمية تصريحات فرنساوروسيا المعارضتين للتصويت على مشروع قرار ثان في مجلس الامن الدولي. وقال فلايشر في مؤتمر صحافي كما سبق وقلت غالبا سنستمر في الاستماع الى مختلف التصريحات الصادرة عن مختلف الاشخاص في العالم. ان الرئيس جورج بوش سيواصل مشاوراته مع حلفائنا وقادتهم .. الرئيس ووزير الخارجية كولن باول لا يزالان واثقين من النتيجة النهائية. ومن موسكو، اعتبر مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون التسلح ستيفن ردميكر أمس ان الولاياتالمتحدة ليست من الناحية القانونية بحاجة الى قرار ثان من الاممالمتحدة لشن الحرب على العراق. وقال بالتأكيد حصوله سيكون مفيدا جدا من الناحية السياسية ولذلك نبذل الجهود لحصوله، لكن هناك فارقا كبيرا بين فائدته السياسية وضرورته القانونية. ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية قوله ان الرئيس الاميركي جورج بوش ما زال على وعده بنزع اسلحة العراق في غضون اسابيع وليس اشهر. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الرئيس العراقي لا يزال ينتهك بشكل صريح قرارات الاممالمتحدة رغم تدمير صواريخ الصمود المحظورة، لان عليه ان يدمر كل اسلحته الكيميائية والبيولوجية. واعلن بلير ان المشاورات ما زالت مستمرة بشأن الموعد الدقيق لعرض مشروع القرار الثاني بشأن العراق على مجلس الامن، لكنه اكد ان القرار سيعرض للتصويت من دون شك اذا لم يبد صدام حسين تعاونا تاما. واعرب بلير عن ثقته بامكانية الحصول على الاصوات التسعة الضروية من اصل 15 للمصادقة على القرار الثاني في مجلس الامن. خطة دولية مزعومة وفي اطار المعلومات التي تتناقلها وسائل الاعلام والمتعلقة بالتحضيرات الجارية سياسيا وعسكريا للحرب، ذكرت صحيفة تايمز البريطانية ان الاممالمتحدة اعدت خلال شهر فبراير خطة تنص على تشكيل حكومة انتقالية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. واشارت الصحيفة الى ان الاممالمتحدة تعد بذلك لمرحلة ما بعد صدام حسين، الامر الذي يدل على ان مسؤولي المنظمة الدولية يعتبرون الحرب حتمية. وقالت تايمز ان هذه الخطة التي اعدها فريق من ستة اشخاص بناء على طلب من نائبة الامين العام للامم المتحدة لويز فريشات ستوضع موضع التنفيذ بعد ثلاثة اشهر من اجتياح العراق. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الاممالمتحدة ان الخطة ستطبق حتى في حال نشوب حرب بقرار اميركي من دون موافقة المنظمة الدولية. لكن الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان نفى هذه المعلومات وقال للصحافيين: لا وجود لاي خطة لدى الاممالمتحدة لادارة عراق ما بعد صدام حسين، الاممالمتحدة وضعت تحضيرات طارئة تتعلق بالجوانب الانسانية ولديها رأي اولي حول ما قد يحدث في حال حرب وحول جوانب اخرى تتعلق بعراق ما بعد الحرب. واستطرد قائلا: لا وجود لخطة للامم المتحدة لحكم او ادارة العراق .. لا وجود لا لخطة ولا لوثيقة. واوضح انه بحث يوم الثلاثاء في خطط طارئة محتملة للامم المتحدة في العراق لا سيما في المجال الانساني مع اعضاء في مجلس الامن. ارتباك تركيا في تركيا، دافع رئيس اركان الجيش التركي الجنرال حلمي اوزكوك عن سياسة الحكومة المؤيدة لنشر قوات اميركية في البلاد تحضيرا للحرب ضد العراق محذرا في الوقت نفسه اكراد العراق من القيام باعمال عدائية حيال بلاده. وقال اوزكوك ان وجهات نظر القوات المسلحة هي نفسها وجهات نظر الحكومة التي عبرت عنها في المذكرة الحكومية التي رفضها البرلمان السبت وتطالب بالموافقة على نشر 62 الف جندي اميركي على الاراضي التركية. واضاف اوزكوك اعتقد انه اذا فتحت جبهة في شمال العراق فان الحرب ستكون اقصر زمنيا وان الاحداث غير المتوقعة لن تقع. وذكرت مصادر برلمانية اثر صدور التصريح ان نوابا اتراكا صوتوا في نهاية الاسبوع الماضي ضد انتشار جنود اميركيين في تركيا قد يغيرون موقفهم في حال اجراء تصويت جديد في البرلمان حول هذه المسألة. استعراض فدائي وصاروخي في بغداد، سار متطوعون عراقيون للقيام بعمليات فدائية امس االاربعاء في عرض عسكري جنبا الى جنب مع آلاف العناصر من قوات الامن الداخلي التابعين لوزارة الداخلية. واعلنت بغداد عن تدمير تسعة صواريخ عراقية من طراز الصمود-2 امس باشراف الاممالمتحدة، وهو أكبر عدد من الصواريخ يتم تدميره في يوم واحد منذ بدء عملية التدمير يوم السبت. ودمرت هذه الصواريخ باستخدام الجرافات التى قامت بسحقها. وسار 120 فدائيا وهم يلبسون الاكفان البيضاء دليلا على استعدادهم للموت ويغطون وجوههم في استعراض عسكري في شارع فلسطين شمال العاصمة العراقيةبغداد. وشكل هؤلاء الفدائيون الوحدة الثانية في الاستعراض العسكري لقوات الشرطة العراقية في يوم الحشد لقوات الداخلية. وقال وزير عراقي للصحافيين لقد تعهدنا للرئيس بالموت والشهادة وتحويل ارض العراق الى مقبرة للغزاة مثلنا في ذلك هو الشعب الفلسطيني، نحن سنقاتل المعتدين بالسكاكين والعصي وبايدينا واسناننا اذا اقتضى الامر. القوة .. قاب قوسين وكانت وزارة الدفاع الاميركية اعلنت في وقت سابق امس ان اجمالي القوات الاميركية ناهزت الربع مليون عسكري اميركي منتشرين حاليا عند أبواب العراق استعدادا للحرب وأعلنت أمس الاول عن تعبئة 60 ألفا آخرين للالتحاق بهم. وعبرت أمس ثلاث سفن اميركية وسفينة بريطانية قناة السويس للالتحاق بالقوات المنتشرة في الخليج، كما ذكرت سلطات المرفأ المصرية. ومنذ بداية فبراير عبرت 17 سفينة حربية اميركية على الاقل و24 بريطانية قناة السويس للانضمام الى القوات البحرية المنتشرة في الخليج. الاستشهاديون او الفدائيون الذين سيواجهون الامريكيين في استعراض بغداد أمس شاحنة تحمل صواريخ الصمود 2 تدخل مجمع الرشيد حيث يجري تدميرها