منذ مايزيد على 30 سنة والمستهلك يلاحظ وجود باعة الخضار والفواكه المتجولين والمنتشرين في الطرقات الا ان الامر كان مقتصرا على بيع الفواكه او الخضراوات الموسمية او على التمور بأنواعه المختلفة اما في الوقت الحالي فقد اصبح تواجدهم كبيرا جدا بل وعددهم تجاوز 200 موقع في مناطق الدمام , الخبرالقطيف والثقبة حسب المسح الميداني الذي اجرته (اليوم). عوامل كثيرة ساهمت في انتشار هذا النوع من الانشطة بالشكل الذي هي عليه الآن وهناك العديد من المبررات التي دفعت المستهلكين للتعامل معهم , ولمثل هذه الاسواق ايجابيات وسلبيات لا بد من اخذها بعين الاعتبار . الحاجة تبرر الوسيلة في البداية كان الحديث مع فضي الشمري ( بائع متجول ) الذي اكد ان ضيق العيش وارتفاع تكاليف الحياة هما اللذان دفعا التي دفعت العديد من الناس لمزاولة هذه الانشطة غير مكترثين بالقوانين والانظمة التي تمنع قيامها مع العلم بأن معظم من يمارسون هذا النشاط بهذه الطريقة يملكون وظائف حكومية الا ان مرتباتهم لاتكفي لسد ابسط احتياجاتهم وهم يجدون في ذلك مبررا وسببا كافيا للعمل في مجال بيع الخضراوات والفواكه . ويضيف الشمري لا اعلم ما المشكله. في ممارسة هذا العمل مادامت الدولة تطالب بسعودة سوق الخضراوات والفواكه فلا قدرة لنا على ايجار المظلات المرتفع في السوق المركزي ناهيك عن التنافس الشديد في السوق الامر الذي لن يضمن لنا الاستمرارية وسد حتى التكاليف او الوفاء برأس المال . ارباحنا قليلة وذكر منصور الغزواني ( بائع متجول ) ان المستهلكين يفضلون الشراء منهم اكثر من الذهاب الى السوق المركزي او مراكز التموين الغذائية الكبيرة او حتى محلات الخضراوات والفواكه المغلقة والمكيفة لعدة اسباب اهمها ان السياسة التي تتبعها هذه المحلات تعتمد بشكل رئيسي على الجشع واستغلال المستهلك الذي لا يعلم باحوال السوق , وللعلم فنحن وهم نشتري بضاعتنا من مكان واحد وهو الحراج المركزي بالسوق فجر كل يوم ولكن الفرق اننا لا نسعى الى ربح كبير مراعاة منا لاحوال الناس ولكي يطرح الله البركة لنا فيما نبيع . واستغرب الغزواني مايردده البعض من ان تواجدهم غير مرغوب فيه فاذا كان هذا الكلام صحيحا فكيف تفسرون الاقبال المتزايد على مواقعنا اضافة الى ان معظم من يهاجموتنا للأسف الشديد هم زبائن دائمون لنا يقصدوننا كي يتجنبوا المسافة البعيدة الى السوق المركزي اضافة الى تخوفهم من السعر المرتفع في مراكز التموين والمراكز المتخصصة ولكنهم وللأسف الشديد يتشدقون بمثل هذه الجمل الجارحة امام البعض لكي يظهروا بمظهر المواطن المثالي الذي لا يشتري اغراض منزله الاستهلاكية الا من المراكز المتخصصة المغلقة والمكيفة حاملين معهم سلة اوعربية صغيرة واعتقد ان هذا نوع من انواع الانفصام في الشخصية. بضاعتنا الأفضل ورد الشاب عسكر احمد ( بائع متجول ) على كل من يدعي ان ما نبيعه غير صحي حيث اكد ان صحة المستهلك تهمهم بالدرجة الاولى ولايرضون ببيع فواكه او خضراوات مضرة بصحة الناس وان كانوا يقبلون بان تدخل مواد ضارة الى منازلهم الخاصة فهم سيرضونها للمستهلكين وهذا مستحيل وهنا استثنى عددا قليلا من الباعة الذين وصفهم بمنخفضي منسوب الذمة حيث قال : ان هناك مجموعة قليلة من البائعين حريصون على ان يبيعوا كل مالديهم باي شكل حتى لو كان غير صالح للاستهلاك الآدمي وذلك عن طريق عرضه بأسعار مغرية بعد ان يقوموا بتقديمه بشكل معين يخدع المستهلك وبأستخدام قليل من العبارات التشجيعية التي تدفع المستهلك الى التجربة عطفا على ان السعر منخفض فيكون المستهلك بذلك قد اراح البائع من عملية اتلاف البضائع غير الصالحة بل ودفع له مالا مقابل ذلك وهذا امر مضحك مبك ولكن ولله الحمد هو قليل وغير منتشر بالشكل الذي قد يسبب الارتياب لدى الاخوة المستهلكين . هاجس النظافة اما علي الشراحيلي ( بائع متجول) فقد علق على موضوع مايخلفه الباعة المتجولون وراءهم من اوساخ وقاذورات بقوله ان المواقع تختلف من موقع لآخر فبعض هذه المواقع يزورها عمال النظافة قي وقت مبكر وبالتالي فلا حاجة لنا في ازالة ما نخلفه وراءنا اما البعض الآخر من المواقع فان عمال النظافة لا يحضرون اليه الا بعد الساعة الثامنة صباحا وبالتالي فاننا نقوم بتنظيف الموقع بشكل جاد لان نظافة الموقع تهمنا اكثر مما تهم امانة المنطقة الشرقية لعدة اسباب اهمها ان هذه المنطقة منطقتنا والبلد بلدنا ونحن ابناؤه فمن منطلق الواجب الوطني نحن حريصون على ان يظهر بالشكل الذي يليق ببلدنا اما السبب الثاني فهو سبب مهم لا يمكن اغفاله وهو ان الزبون عند زيارته موقعنا ورؤيتها بشكل غير مناسب او متسخ فسيشمئز منه ويتردد في الشراء او قد لا يشتري مما نعرض او قد لا يفكر في زيارتنا مرة اخرى حتى لوقمنا بتصحيح الوضع لاحقا فلا بد من الانتباه لهذه النقطة وملاحظتها قبل مهاجمتنا . حماية اسر من الضياع ويشير ابراهيم العبدلي ( بائع متجول ) الى ان هذا النشاط قد فتح باب الامل في الحياة امام العديد من الناس ممن تقطعت بهم السبل وكانوا قد يئسوا تماما من ايجاد مصدر دخل يضمن لهم ابسط ضروريات الحياة من الاكل والشرب والنوم قرير العين اضافة الى انه وفر فرص عمل لمجموعة كبيرة من الشاب الذين لم يكن لهم عمل من قبل سوى التسكع في الطرقات ومضايقة المارة وقد يصل بهم الامر الى الجريمة لعدم توفر مصروف الجيب اليومي على اقل تقدير ولا ابالغ ان قلت انه ساهم في منع كثير من المشاكل ومنها جرائم السرقة التي كان يخطط لها مجموعة كبيرة من الشاب العاطلين الذين التحقوا مؤخرا بهذا السوق . جشع واستغلال ويشتكي حفيظ احمد المهري (بائع متجول ) من جشع بعض التجار الذين يملكون مواقع للايجار يرفعون اسعارها الى ارقام لايمكن للعقل او الجيب تقبلها فهي باهظة جدا ولن نستطيع الوفاء بها , واشار المهري الى احد هذه الاسواق (تحتفظ الجريدة باسمه ) الذي يضم اكثر من 32 مظلة شاغرة منذ اكثر من سنة تقريبا ومع هذا لم يقتنع صاحب هذا المجمع بان اسعاره مرتفعة ولابد ان يعيد النظر فيها . ويعتقد المهري ان مثل هذه التصرفات والممارسات غير المسؤلة تساهم بشكل رئيسي في تفشي ظاهرة افتراش الشوارع وتحويلها الى اسواق متنقلة بعد ان اصبحت ممارسة هذا النشاط من خلال القنوات النظامية والمصرح بها صعبا او قد يكون مستحيلا لا سيما في ظل الارتفاع المطرد لتكاليف الحياة . اجماع على الرفض اما في سوق الدمام المركزي للفواكه والخضراوات فقد تباينت الآراء بين مناهضين للباعة المتجولون وما بين من يرون ان هناك العديد من المبررات لهذه الفئة فيما تقوم به وهناك من اقترح بعض الافكار التي قد تساهم في حل مشكلة الباعة المتجولين اوقد تنظم العملية قليلا . قطع ارزاق لم يبد سعيد محمد ( بائع ) اي ارتياح لمجرد السماع بذكر الباعة المتجولين فهو يرى انهم بدأوا بالفعل خطوة جديدة غير خطوة البيع وطلب الرزق بل باتوا يضايقون الغير في ارزاقهم على حد تعبيره ومن وجهة نظره ان انتشارهم في الفترة الاخيرة اصبح اكثر بكثير مما كانوا عليه في السابق وهم يبيعون باسعار منافسة اي اقل منا بكثير وهذا طبيعي مع انهم يشترون بضائعهم من نفس المصدر الذي نشتري منه وهو الحراج المركزي بسوق الخضراوات والفواكه الا انهم غير ملزمين بدفع ايجار محل او مظله او اي رسوم اخرى وبالتالي فبيعهم باسعار منخفضة عن اسعارنا امر طبيعي جدا بل هم يحققون ارباحا اكبر مما نحققه . اضرار بالسوق المركزي اما فارس عبدالعظيم ( بائع ) فقد ابدى استياءه الشديد منهم وطلب من مصور (اليوم) ان يزور السوق في ساعات الصباح الاولى ليرى الكميات الهائلة التي يقومون باتلافها من الخضراوات التي لا تحتمل البقاء في جو مكشوف اكثر من يومين وهنا يؤكد فارس انه لو لم تكن هناك قنوات بيع غير السوق لما رميت كل هذه الكميات الهائلة وهذا فيه ظلم واجحاف لحقوقنا كملاك ومستأجرين فاين البلدية؟ واين رقابتها الصارمة؟ ام ان هذه الرقابة الشديدة مقتصرة على محلاتنا النظامية وهناك سؤال آخر اوجهه الى مايطلق عليه حماية المستهلك ماالدور الفعال الذي تقوم به للتعامل مع مثل هذا الوضع اذا ما علمنا ان الباعة المتجولين لا ضير لديهم في تخزين بضائعهم من الخضراوات لاكثر من 4 ايام على سبيل المثال حتى ينتهون من بيعها كاملة خوفا من التخلص منها وتعرض راس المال للخسارة غير مكترثين بجودة البضاعة او حتى بصحة المستهلك وهم يستخدمون اساليب اغراء لا يمكن للمستهلك مقاومتها مثل البيع بأسعار متدنية جدا او اضافة كميات مجانية للمستهلك عند شرائه كمية بسيطة وكما نعلم فالكل يحب الزيادة مادامت بلا مقابل . تنظيم واعفاءات وابدى عبدالله الغامدي (بائع في محل مغلق ) امتعاضه ممن يهاجمون المتجولين وقال: كنت اعمل في يوم من الايام مثلهم فماذا عساي ان افعل ان لم احصل على وظيفة مناسبة او غير مناسبة فمعظم من يعملون في هذا المجال من الشباب لم يتمكنوا من الحصول على وظائف في اي من القطاعين الخاص والعام فلجأوا الى التجارة التي نجمع على انها افضل من الانحراف او الانخراط في طلب الرزق غير المشروع وفي الأثر " تسعة أعشار الرزق في التجارة " وحتى لو كان مايقوم به الباعة المتجولون من ابناء هذا البلد غير صحيح او غير نظامي او كما يتردد منافي للسلوكيات الحضارية فأنا انادي بشيئين رئيسين اولا تنظيم عمل هؤلاء الباعة واقصد الباعة الذين لاتسمح ظروفهم بتحمل مصاريف ايجار وغيره من الرسوم الثقيلة بحيث يصبحون تحت اشراف البلدية وتحت متابعة دقيقة من كافة الجهات ذات الاختصاص اما الامر الثاني وهو غريب نوعا ما فهو الزام من يرى ان وجودهم غير صحيح بتحمل تكاليفهم والانفاق على اسرهم قبل ان يقعوا في اخطاء لا تحمد عقباها نتيجة ضغط الحياة عليهم . تلاعب واحتكار وأكد خالد سعد ( بائع ) ان المشكلة ليست في الباعة المتجولين بل المشكلة في البلدية حيث ان الباعة حريصون على ان يحصلوا على مواقع رسمية في السوق للعمل من خلالها الا ان هناك مجموعة من الافراد تقوم بأستئجار المظلات باسعار رمزية من البلدية ومن ثم تقوم بتأجيرها على الغير باسعار خيالية تصل الى 20 الف ريال ناهيك عن بعض عمليات نقل القدم ( التنازل ) لشخص آخر والتي لا بد ان يدفع المستفيد منها مبلغا كبيرا للمالك الاصلي حتى يفرغ له المكان ولا اخفيك انني سمعت بعملية من هذا النوع تمت الاسبوع الماضي ودفع فيها مبلغ 180 الف ريال في سابقة لم يحدث لها مثيل من قبل وهذا كله يعتبر ضربا من ضروب الاستغلال المشينة . المستهلك يحصد ايجابيات المنافسة مما سبق نجد ان المستهلكين هم المستفيدون اولا واخيرا من اي منافسة تحدث في السوق فمثل هذا التنافس سينعكس على الاسعار بشكل قوي اما هبوطا او ارتفاعا وفي الغالب يؤدي التنافس الى هبوط الاسعار . لابد من تغيير مواقعهم لا يرى العم راشد السهلي (مستهلك ) اي مشكلة في التعامل مع الباعة المتجولين فهو يقصدهم بشكل مستمر لأنهم قريبون من موقع سكنه وبضاعتهم جيدة ولم يسبق له ان ابدى اي ملاحظة على مايبيعون سواء خضراوات او فواكه الا انه المح الى نقطة هامة وهي المواقع التي يعرضون فيها بضائعهم حيث غالبا ما تكون على شوارع عامة وهذا خطأ من وجهة نظر السهلي فهو يرى انه من المفروض ان يتخذوا مواقع داخلية حتى لا يشوهوا المنظر العام خصوصا انهم ينسون في بعض الاحيان التخلص من مخلفاتهم وتوجه السهلي بنصيحة الى هؤلاء الباعة وهي ايقاف البيع تماما وقت الصلاة والتوجه الى اقرب مسجد فمزاولة البيع وقت الصلاة امر مرفوض وللأسف الشديد انا الاحظ البعض منهم يواصل البيع بعد ارتفاع النداء ولا يتوقف الا حين تقام الصلاة وهذا خطأ كبير وقد يمحق الله رزق من يقومون به . دعم بلا حدود شدد علي الحربي ( مستهلك ) على ان لا احد يستطيع توجيه اللوم للمستهلك الذي يشتري من الباعة المتجولين لأسباب كثيرة منها اسعارهم المعقولة والتي تكون في متناول الجميع بعكس مراكز الذي تختلف اسعاره التموين وسوق الخضراوات والفواكه المركزي اسعاره تماما عن اسعار هؤلاء الباعة ثم ان بضاعتهم جيدة وصالحة للاستخدام الآدمي ناهيك عن انهم منتشرون في كل مكان اي بمعنى آخر الوصول اليهم اسهل بكثير من تكبد عناء الذهاب الى السوق المركزي وفيه توفير مادي ايضا فكيف تطالبون المستهلك بالتخلي عنهم او حتى تسألونه عن سبب تردده عليهم بشكل مستمر فالمستهلك هو الداعم الاول لهم ويعتمد في دعمه على نظرية المنفعة المتبادلة ولكن على مايبدو لي ان انتشار هذه الفئة من الباعة قللت بشكل كبير الارباح الكبيرة التي كان يحققها كبار تجار هذا السوق مما اثار حفيظتهم وبالتالي تتم محاربتهم والتضييق عليهم , وللعلم ففي حالة اختفائهم فان المتضرر الاكبر هو المستهلك . تهديد للصحة العامة اما خالد خليفة ابو فيصل (مستهلك ) فيرى ان صحته وصحة اسرته قد تكون مهددة في حال تعامله مع هؤلاء الباعة الذين يعملون بدون اشراف او رقابة مباشرة من الجهات المسؤولة والمعنية بالمتابعة مثل البلدية والصحة وغيرها من الجهات ذات الصلة التي لم تضعها الدولة عبثا بل وضعت للعناية والاهتمام بصحة المستهلكين الذين هم اما ابناء هذا البلد من المواطنين او ضيوفه الاعزاء من الاخوة المقيمين وحقيقة فان تبضعي لجميع المواد الاستهلاكية بما فيها الخضراوات والفواكه مقتصرعلى مراكز التموين الغذائية الكبيرة المغلقة والمكيفة حيث اشعر فيها بالامان لكل ما اشتريه فهي تخضع لرقابة واشراف مستمر من مختلف الجهات . تاريخ الصلاحية ربع ساعة ولم يختلف سعيد الشهراني (مستهلك ) كثيرا عما قاله خالد في رفضه مبدأ التعامل مع مثل هذا النوع من الباعة حيث يقول : كنت اتعامل معهم الى فترة قريبة وحقيقة كنت اسمع عن كثير من تجاوزاتهم ومخالفاتهم وعدم اكتراثهم بجودة مايبيعون بقدر ما يهمهم بيع كل ما عندهم او كما يقال بالعامية ( تصريفه ) الا انني لم اصدق كل هذه الشائعات لسبب بسيط وهو ان تواصلي معهم مباشر من خلال ترددي عليهم والتبضع من عندهم الا انه وفي احدى الزيارات بغرض الشراء طلب مني احد الباعة مبلغ 12 ريال ثمنا لصندوق طماطم كبير وكان السعر مناسبا بالنسبة لي الا انني حاولت ان افاصل قليلا فقلت له ان السعر مرتفع فقام بتخفيض السعر الى 8 ريالات فاستغربت من هذا التخفيض القوي فاستمررت في المفاصلة حتى ان وصل السعر الى 5 ريالات فقط في صندوق تقدر مافيه من بضاعة بحوالي 15 ريالا على اسوأ الاحتمالات عموما لم اتردد في الشراء ولكن عندما وصلت الى منزلي وتفحصت ما اشتريت اكتشفت اني دفعت اكثر من ثمنه الحقيقي فالصندوق بأكمله غير صالح للاكل ولكنه عرض بطريقة قصد بها الغش ومن بعدها لم اعاود زيارة مثل هذه الاسواق . محرر "اليوم" يحاور احد البائعين سوق خضراوات متنقل