تهدد الخلافات بين وفدي الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب بانهيار مفاوضات السلام التى بدأت يوم الثلاثاء الماضي باحدى ضواحي العاصمة الكينية نيروبي. ولم يستطع الطرفان التوصل لاتفاق حول اجندة وموضوعات التفاوض بخصوص ثلاث مناطق تقع فى الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب يسيطر المتمردون على جزء منها وهى (جبال النوبة وابيى وجنوب النيل الازرق). ويواصل المبعوث الكينى المشرف على المفاوضات الجنرال لازراس سيمبيويو مشاوراته مع الوفدين للاتفاق على الاجندة والموضوعات التى سيجرى التفاوض حولها. ويطالب المتمردون بالحكم الذاتى للمناطق الثلاث واستثنائها من تطبيق الشريعة الاسلامية ومنحها حق تقرير المصير. وكان المتحدث الرسمى باسم المتمردين سام سونج كواجى ذكر يوم امس الاول بنيروبى ان الحكومة ليس بوسعها الاختباء وراء الحدود التى رسمها الاستعمار مشيرا الى ان معظم سكان تلك المناطق افارقة وليسوا مسلمين. من جانبها رفضت الحكومة مطالب المتمردين واكدت على لسان الامين العام لمستشارية السلام علي احمد ان اجندة المحادثات ينبغى ان تختلف عن اجندة قضية الجنوب خاصة فيما يتعلق بحق تقرير المصير. وقال احمد ان المناطق الثلاث تقع ضمن حدود الشمال التى تم رسمها منذ الاستقلال عام 1956م . مشيرا الى ان الجنرال سيمبيويو اقر بذلك فى الجلسة الافتتاحية للمفاوضات. وكانت الحكومة السودانية قد وقعت منتصف العام الماضى اول اتفاق مع المتمردين ينص على منحهم حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقالية وتجري حاليا معهم مفاوضات حول اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الامنية للفترة الانتقالية التى ستلي توقيع اتفاق السلام النهائي. جون قرنق