الوقت.. هذا العنصر المحسوس وغير الملموس! هل له قيمة او ثمن حقيقي! وهل يمكن استثماره؟ في الحقيقة ليس هناك ميزان منصف يستطيع تحديد قيمة الوقت بسبب اختلاف مفاهيم الناس وسبل استعمالهم هذه المادة المظلومة بينهم على مر العصور, فالغالبية العظمى من البشر تقيس اهمية الوقت وفق ماتستهلكه هي من زمن في سبيل اداء عمل ما تقتضيه مصلحتها او حاجتها مثل الدراسة والتعليم, ممارسة العمل والوظيفة اليومية, الترفيه, الرياضة او غيرها من الأعمال الروتينية في الحياة ولكن لا تلتفت كثيرا الى الوقت المهدر لبقية اليوم! فكأن ماهو مهم لديها هو الجزء الذي مارسته في اداء العمل لحين الانجاز اما الجزء الباقي لاقيمة له! ونقول ان اكثر ما يضيع الوقت ويهدر قيمته مرتبط بكيفية ادائنا لما نقوم به مقارنة بالوقت الذي نستهلكه فقد تعود اغلبنا على روتين معين في نظام حياته حتى اصبح يمضي ساعات طويلة في تكرار نفس المهمات بنفس الرتابة دون ان يحاول اعادة التنظيم بالاختصار والتطوير والتجويد لما يقوم به لماذا؟ لانه ببساطة شديدة يملك ولديه وقتا طويلا يحاول ان يشغله فالطالب لايجتهد في الدراسة بجدية الا في الأيام القليلة والاخيرة قبل الاختبار والموظف لا ينتج في عمله الا بعد توجيه الارشاد او اللوم له والتشديد عليه من مسئوله وكذلك الرياضي يبذل طاقة كبيرة فقط في اللحظات الاخيرة قبل انتهاء المباراة وهكذا في اغلب المجالات فان شعورنا بوجود الكثير والكثير من الوقت لدينا وتكرارنا اداء نفس العمل يجعلنا غير مقدرين أهمية الوقت نفسه ولا نتنبه الى ان الدقائق التي تمر علينا سريعة هي في الاصل محسوبة من اعمارنا ولن تعود علينا مرة اخرى ولا نملك تخزينها والاستفادة منها لاحقا وفق اختيارنا فلماذا لانتعلم ممن جعلوا للثواني القليلة في اوقاتهم اهمية كبيرة؟ انظروا الى من يقومون بتحقيق ارقام قياسية في اداء عملا ما كيف حاولوا المرة تلو الاخرى بان يحطموا ارقامهم القياسية السابقة وتحقيق افضل منها دائما! انهم ينافسون انفسهم بأنفسهم! نحن نتضايق مثلا عند تأخرنا في الوقوف لدى الاشارات المرورية او انتظار دورنا لدى موظف الصندوق بالبنك او وقوفنا ولو قليلا لدى المحاسب في السوبر ماركت او التأخر في الرد علينا من قبل موظف الهاتف وحتى طلباتنا من المطعم نريدها ان تصل الينا فور اغلاقنا سماعة الهاتف! نحن نريد جهاز كمبيوتر سريع التشغيل والتعامل مع الانترنت نريد سيارة تطير من السرعة مو بس تمشي على الشارع نريد ماكينة تصوير سريعة تخرج لنا عشرات الصور في لحظة نريد جهاز فاكس يرسل ويستقبل في اقل من ثانية نريد ميكروويف سريع الطبخ وغسالة سريعة الاداء وثلاجة تبرد باقصى سرعة وكذلك سخان وتلفزيون.. الخ..! ولكن لايهم كثيرا ان نتأخر نحن مثلا ونضيع الوقت في حضورنا للعمل كل يوم او حتى نخرج قبل انتهاء الدوام بفترة فذلك لن يضر احدا (كما نعتقد) ولا يهم تأخيرنا طالما نصل الى المدرسة عند قرع الجرس او نلحق بالامام عند الركعة الاولى في الصلاة الا نتساءل مثلا لماذا لا نسدد الفواتير الا بعد استلامنا الانذارات او انقطاع الخدمة عنا؟ لماذا لانبادر بدفع الاقساط التي علينا الا بعد اخطارنا عبر محضر رسمي وبصورة قانونية؟ لماذا لا نعترف بما يسمى بالصيانة الوقائية لاجسامنا أو للأشياء التي حولنا ولا نحرك ساكنا حتى تبلى او نتبلى؟ ولا معنى لدينا لمفهوم الجسم السليم في العقل السليم فقط لشلة الاصحاب والاصدقاء وللمقاهي الشعبية والمجمعات التجارية والبحر والبر والسهر والسفر واي شيء يستهلك الوقت احتراما واهمية فائقة لدينا وما عدا ذلك فلا قيمة له او لوقته كثيرا يعني شنو لو تأخرنا او غبنا يوما عن العمل ايش يصير لو اعاد الطالب سنته الدراسية وين الخطأ لو اجلنا فريضة الحج للسنوات القادمة بدون تحديد لو سددنا الايجار متأخرين شوية لو اجلنا دفع اقساط المدارس ..الخ! قديما قالوا اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب وايضا قالوا الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك! ونحن الله يرحمنا لاحاسين بسيف ولا حتى بمدف..