عجيبة هي النفس البشرية قد يؤثر فيها أبسط الأمور .. لتختلج بها المشاعر التي ربما يصعب فصل أحدها عن الأخرى، بل إن إحدى أروع اللحظات الإنسانية هي تلك التي يستطيع فيها أحدنا إنقاذ حياة آخر بفضل من الله، وهو أمر تنبع أهميته وفضله من فضل تلك الروح التي كرمها الله على سائر مخلوقاته وجعل من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. يتساءل البعض عن مدى تفاعل الطبيب مع الوضع الإنساني للمريض وأسرته، وهل فعلا أنه بحكم الممارسة والتكرار لا تكون له ردة فعل مهما كان الوضع حرجا ويتفاعل مع الحالات من مبدأ تأدية الواجب .. يتساءل البعض عن مدى تفاعل الطبيب مع الوضع الإنساني للمريض وأسرته .. وهل فعلا أنه بحكم الممارسة والتكرار لا تكون له ردة فعل مهما كان الوضع حرجا ويتفاعل مع الحالات من مبدأ تأدية الواجب وهنا أحب أن أجيب عن هذه التساؤلات ومن واقع تجارب عديدة. إن الطبيب يفرح ويحزن لفرح المريض أو حزنه ويحرص على أن يكون سببا في إنقاذ مريض في حالة حرجة ليراه يتحسن أمام ناظريه بفضل من الله حتى يسترد عافيته ويفرح هو وأهله بالشفاء فرحاً شديداً كفرح الأم بوليدها .. وفرح الطفل بيوم العيد، لأن تلك المشاعر الإيجابية والبهجة الممزوجة بالأمل يكون لها انعكاس على حياة ذلك الطبيب أيضاً .. ومما يزيد مشاعر الرضا أن ينظر إليك المريض ثم يدعو لك بكل حب وامتنان وبقلب صادق. دعاء ترجو أن يقبله الرحمن. دعاء هو أثمن ما يمكن أن يحصل عليه العبد. دعاء تسأل الله أن يثقل به موازينك. دعاء تعتبره أعظم مكافأة على ما بذلته من جهد في سبيل خدمة المريض. تذكر : أن الطبيب مجرد سبب .. وتذكر أيضاً .. أن العفو خلق طيب. وقفة : لا تحرمونا من صالح دعائكم واعلموا أننا نحاول جاهدين أن نبذل أقصى طاقاتنا لنكون سببا في كل خير ولتفادي الزلات، حيث نفرح حين نوفق في ذلك .. والعكس صحيح. استشارية الأمراض الباطنية مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر