خلال عمليات اعادة ترميم سوق الحميدية الاثري في دمشق ومحاولة بناء ما تهدم منه تم اكتشاف آثار لم تكن معروفة من قبل لدى مسئولي الآثار السوريين فقد تبين وجود شبكات مائية تحت البيمارستان النوري الذي يقع في الشارع الممتد ما بين سوق الحميدية الشهير بدمشق وساحة الحريقة. ومن هذه المكتشفات كما ذكرت مصادر مديرية الآثار الشبكات المائية المتعاقبة تاريخيا التي كانت تزود البحرة المركزية للباحة بالمياه وجدارا كبيرا بعرض حوالي مترين من المحتمل عودته الى الفترة السلجوقية وهو ما يعطيه اهمية اثرية كبيرة بالنسبة لدراسة المخطط المدني المعماري للمدينة القديمة اذ يتوقع ان يكون البيمارستان النوري الذي بني في مطلع النصف الثاني من القرن الثاني عشر على يد نور الدين زنكي قد قام فوق هذا الجدار الذي ترافقت البنية الاثرية المحيطة به مع طبقات اثرية تعود الى الفترة البيزنطية والرومانية سبق العثور فيها على عدة قطع نقدية من تلك الفترة. كما اسفرت الاعمال الاخيرة ايضا عن الكشف للمرة الاولى عن خزان مياه (بئر قديم) يعتقد انه كان يزود باحة البيمارستان بالمياه وذلك الى جانب العديد من المكتشفات الاخرى التي تتمتع باهمية استثنائية لمعرفة المزيد من التفاصيل عن البيمارستان وبني هذا البيمارستان ايام نور الدين زنكي كمشفي ومصح للمرضى واجريت اعمال ترميم واسعة عليه في اواخر السبعينات من القرن الماضي وحول في ما بعد الى متحف للطب والعلوم عند العرب ضم المقتنيات والمكتشفات التي تمت في مجال الادوات المستخدمة في التطبيب والصيدلة والفيزياء والرياضيات لدى العرب والمسلمين.