عرفت خليل الفزيع كشاعر من خلال قصيدته التي قراتها في مجلة (الفيصل) بعنوان (أنين الجراح) ثم طالعنا بديوانه (قال المعنى) وقد كان الديوان مفاجاة سعيدة لي ولكثير من الناس واذا كان الاستاذ خليل اشار في مقدمة ديوانه قائلا:(اما علاقتي بالشعر فهي مبكرة) ص13 ولكن على المستوى الثقافي والادبي لم نشاهد ذلك قبل هذا الديوان كما لمسنا من ابداعاته في اسلوبه الادبي وفنه القصصي ولكنه ليس بغريب ايضا على الفزيع اذا امتطى صهوة جواد الشعر فابداع الانه - والحمد لله - يمتلك المؤهلات التي اوصلته الى مجال الشعر وهو في الوقت نفسه كاتب قدير واديب ناقد واشار بانه كان يزاول الشعر في زمن مبكر وينتقذ نفسه بنفسه حين يضيف ويحذف ويعدل حتى يرى ان نفسه كانت راضية عن ابداعه وكذلك المتلقي، ولذا قال في مقدمة ديوانه:(الى جانب ان المبدع غالبا ما يكون هو الناقد الاول لنصه الابداعي عندما يبدل وغير ويحذف او يضيف على اصل هذا النص ولذا يقضي وقتا اطول في النهاية بالصيغة التي ترضي المبدع ويتوقع ان ترضي المتلقي في الوقت ذاته) ص26. وهذا دليل كاف على ان محاولة الشعر كانت مبكرة لديه ولكن انتاجه في الشعر كان رهينة خلال الصفحات التي دونه فيها حتى اخرج ديوانه (قال المعنى) الذي جعل الاستاذ خليل يخرج من دائرة الصمت في الشعر الى الجهر به وفي الواقع ان الديوان باكورة طيبة ضم قصائد يانعة مثمرة تجلت من خلاله المشاعر الجميلة والخيال الخصب.. فعالج بمشاعره قضايا امته ومجتمعه وقسم ديوانه الى مجموعات هي: 1- في دروب الهوى 2- في موكب الاحزان 3- في رحاب الايمان 4- اخوانيات ولكل لون من هذه العناوين قصائد تطابقه فقال في المجموعة الاولى في قصيدة (ترحال). اهواك ما حيلتي والقلب في وله لا يرعوي وفؤادي مدنف ثمل وقال في المجموعة الثانية (في مواكب الاحزان) قصيدته (لا للوداع) حياة اصبحت كقصعة من الجحيم ما بين حاسد وحاقد لئيم ومنكر للفضل سادر في مكره السقيم اما المجموعة الثالثة في رحمان الايمان فقال في قصيدته (انت المجيب) التي يتاجى فيها خالقه العظيم: ==1== من لى سواك انادي==0== ==0==يا من عليك اعتمادي؟ في هدأه الليل دوما==0== ==0==يرنو اليك فؤادي ساعات ليلى ابتهال==0== ==0==مسربل باجتهاد ==2== هذا وقد تحدثت مشاعره عما تقاسيه الامة الاسلامية من جراح خلال قصيدته (أنين الجراح) فقال: ==1== جرحي يئن لان جرحك امتى==0== ==0==مازال ينزف نبعه الغوار==2== الى ان قال مناجيا ربه: ==1== من لى سواك لا ستجير بعفوه==0== ==0==انت الكريم الواحد القهار==2== اما مجموعة الاخوانيات فهي تمثل رسائل ومشاعر وردود وتشطير بين صاحب الديوان الشاعر خليل وبين الشاعر الناقد (نديم الليل) مبارك بوبشيت وكذلك فيما بين خليل واصدقائه الاستاذ عبدالله الماجد والاستاذ جاسم الصحيح والاستاذ عبدالوهب الحسن. وفي الحقيقة: كما اسعدنا الاستاذ خليل وادخل البهجة على صدرونا بهذا الديوان النابع من قلب شاعر نبغ في فنون مجالات المعرفة والثقافة والادب ننهل منها ما لذ وطاب في فن المقالة الادبية والقصة والراوية وافكاره الصحفية اليومية التي عالج ولا يزال يعالج من خلالها مشكلات المجتمع وهموم وحاجات امتيه الاسلامية والعربية. عبداللطيف سعد العقيل