باشرت مؤسسة الثقافة الإسلامية وهي مؤسسة اسبانية ذات طابع علمي وثقافي اتصالات واسعة بالمغرب من أجل التعريف ب "بيان ضد الاسلامفوبيا" الذي اصدرته من أجل اثارة الانتباه الى تصاعد المشاعر المعادية للإسلام في المجتمعات الغربية. وحسب بلاغ لمؤسسة الثقافة الإسلامية حصلت (اليوم) على نسخة منه فإنه البيان الذي تم عرضه اواخر يناير الأخير في مدريد يهدف إلى كسر الصمت السائد للمؤسسات والمثقفين ومحاربة التصور الوحيد وتحريف الخبر والجهل , تلك العناصر التي تقف حاجزا امام التفاهم بين الشعوب ومختلف الثقافات وتغذي الحقد. واكد البيان الذي وقعته شخصيات مرموقة أنه من غير المقبول ان تكون الحرب والظلم وعولمة الفكر وتسخير الإعلام والجهل عوامل لتفجير وتسخير التفاهم بين الشعوب ومختلف الثقافات مذكية الحقد ومدعمة لأبشع تعبيرات العنف بين بني البشر. وأشار البيان الى الخدمات التي قدمتها الحضارة الإسلامية للغرب من خلال الحضارة العربية في الأندلس ليؤكد على أن الثقافة للغرب وهندسته المعمارية التقليدية وتقاليده ولغاته ونظرته الى الحياة تشبعت بالإرث الإسلامي الغني. وشدد أصحاب هذه المبادرة على ضرورة عدم إقفال أبواب التفاهم مع الدول الإسلامية ولا أبواب التبادل العلمي والاقتصادي معربين عن اقتناعهم ب (ان مسؤوليتنا كأشخاص لهم ارتباط بعالم الثقافة على القبض على المعرفة وعلى الخبر الدقيق وعلى الحوار والكلمة الصادقين كما نقبض على السلاح الفعال لمحاربة التهميش والجهل. ولمكافحة الاسلامفوبيا بالغرب اقترح الموقعون على البيان اتخاذ عدد من التدابير الملموسة في التعليم والإعلام والثقافة والاقتصاد ودعوا في هذا الإطار الى تحسين مضمون برامج التعليم والكتب الدراسية في إطار البرنامج الدولي (الإسلام في الكتب المدرسية) لتقديم صورة موضوعية ومتوازنة عن تاريخ الحضارة الإسلامية وبالتالي تجنب الأحكام المسبقة التي تعتبر الإسلام خطرا. كما شملت المقترحات الرفع من عدد شعب وكرسي الدراسات الإسلامية واللغة العربية في الجامعات وإدراج تاريخ الإسلام من وجهة نظر دينية في أقسام علم اللاهوت وتطوير برامج تبادل الطلبة والاساتذة في إطار تعاون جامعي بين أسبانيا والعالم الإسلامي. ودعت مؤسسة الثقافة الإسلامية التي يرأسها العالم الإسلامي المغربي الشريف عبد الرحمن جاه الى تشجيع الانتاج المشترك وانجاز توزيع برمج إذاعية وتلفزيونية حول الثقافة الإسلامية وكذا كتابة مقالات عامة وثقافية في وسائل الإعلام العامة والمتخصصة. وفي الاتجاه نفسه اقترح البيان خلق ودعم فضاءات للقاء والتعبير الثقافي تجمع بين مهاجري العالم الإسلامي وسكان البلد المستقبل وتنظيم معارض ومحاضرات ونشر عامة وفن وموسيقى وتاريخ الأندلس صفة خاصة. ونبهت مؤسسة الثقافة الإسلامية الى خطورة المواقف التي يتخذها بعض المسؤولين والتي تزرع مشاعر رفض الآخر مشيرة في هذا السياق إلى تقرير صدر مؤخرا عن المعهد الأوربي لمراقبة ظواهر العنصرية يحذر من التنامي المستمر للسلوك المعادي للإسلام خلال السنة الماضية. وكان البيان الذي صدر يوم 30 يناير الماضي قد حظي بترحيب عدد من الشخصيات الموقعة التي شملت مثلا المدير العام السابق لليونسكو فيدريكو مايور والقاضي بالتاثار غارثون ونائب الوزير الاشتراكيسابقا الفونسو غيرا ورئيس السلام الاخضر الاسباني خون لوبيث جي أورالدي والكتاب خوان غويتيسولو وانطونيو غالا وباولو كويليو بالإضافة إلى صحافيين وفنانين وسياسيين. وتعتبر المؤسسة منظمة إسبانية غير حكومية تتلقى دعما ومساندة من قبل اليونسكو والمجلس الأوربي ووزارة الثقافة والتربية الإسبانية وتهدف بالأساس إلى تشجيع الحوار الأورو إسلامي والبحث عن حلول لمشاكل التواصل الثقافي عبر فهم أفضل للحضارة الإسلامية والأندلسية بوجه خاص.