افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة والمديرة العامة ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو) إرينا بوكوفا بحضور شخصيات ثقافية وديبلوماسية أوروبية وعربية، «الأيام الثقافية السعودية» في مقر المنظمة في باريس، وتستمر ثلاثة أيام. وبعد عرض فيلم وثائقي يروي سيرة المملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والنهضة الثقافية والعلمية التي شهدتها البلاد لاحقاً، ألقى مندوب المملكة الدائم لدى «يونيسكو» الدكتور زياد الدريس كلمة لفت فيها إلى النقلة التطويرية التي حدثت في المملكة خلال عشرة عقود. واعتبرت بوكوفا أن «الثقافة هي التي تقرب الشعوب والحرب هي التي تفرقها». وقال خوجة: «بالثَّقافة، نبحث في شعر الشعراء، وفي إنسانيّة الفلاسفة، عنْ إنسانٍ تاه منّا، وهذه رسالة الفن والثَّقافة والأدب، مهما اختلفت الأعراق والألسنة والبلدان». وأضاف: «أنا أنتمي إلى حضارة جامعة هي الحضارة العربيّة الإسلاميّة، وهي حضارة منفتحة على الآخر، وكم هو مدهش في العالم القديم أنْ يُطْلِقَ العربُ والمسلمونَ على الفيلسوف اليونانيّ أرسطو لقبَ «المعلِّمِ الأوَّلِ»، ويحتفي الفلاسفة المسلمون بالفلسفةِ اليونانيَّةِ ويُخْرِجون فيها كتباً مختلفة، والأمرُ نفسُهُ نجدُهُ مع الثَّقافاتِ الأخرَى التي عُنِيَ بها المثقَّفُ العربيُّ قديماً، وهذا يَدُلُّ على أنَّ الثَّقافةَ لها نَسَبُها الخاصُّ بها يتجاوزُ التَّاريخَ والجغرافيا، ويَنْفِي التَّعصُّبَ ولغةَ الرَّفْضِ، ولعلَّ الجميعَ يَعْرِفُ أنَّ الحضارةَ الإسلاميَّةَ جمعتْ وَرَعَتْ في الأندلسِ أدياناً مختلفةً وثقافاتٍ مختلفةً، في تجربةٍ إنسانيَّةٍ فريدةٍ. ما أحْوَجَنَا اليومَ إلى تمثُّلها وتأمُّلها». وقال: «بلادي تستشعر هذا الإرث الحضاريّ العظيم، أدركت دورها التاريخيّ ورسالتها الثقافيّة الحديثة، فهي من الدول المؤسّسة لميثاق منظَّمة اليونيسكو سنة 1945، ومنذ ذلك الحين خطت بلادي خطوات مهمّة في حقل التربية والتعليم والتنمية الثقافية والمحافظة على الآثار». ندوة «حوار الثقافات» وضمن «الأيام الثقافية السعودية» أقيمت ندوة «حوار الثقافات في مواجهة التحديات المعاصرة»، أدارتها الدكتورة ميساء خواجة وشارك فيها وزير التربية والتعليم السابق عبدالله العبيد الذي تحدث عن المواقف المسبقة التي يتخيّلها الغرب عن الإسلام، مرجعاً ذلك إلى الجهل بحقيقة الإسلام وتعاليمه السمحة. كما تطرق إلى التصرفات الطائشة من بعض المحسوبين على الإسلام، ما عكس صورة سلبية عن المسلمين. ورأت المديرة العامة ل «معهد العالم العربي في باريس» منى خزندار وجوب تضافر دول العالم لتنظيم مثل هذه الندوات والحوارات. ودعا الإعلامي جمال خاشقجي إلى تغليب الحوار على دعوات الصراع. وشدد وكيل وزارة الثقافة عبدالرحمن الهزاع على أهمية تطوير «الأيام السعودية» وتنويعها، وكذلك توسيع المشاركة فيها. وحول تخصيص ندوة ضمن الحدث عن «المرأة السعودية... التعليم والإعلام والمشاركة الاجتماعية»، أوضح الهزاع أن «الهدف من هذه الندوة هو أننا أردنا أن تتحدث المرأة السعودية عن نفسها».