يجيء توقيت دعوة رؤساء الدول العربية لعقد اجتماع قمة استثنائية طارئة لبحث الازمة العراقية في توقيت بالغ الاهمية، وان كانت قد تأخرت قليلا عما كان متوقعا ازاء ما يحدث في المنطقة من توترات، الا ان الوقت لم ينفد بعد للوقوف وتسجيل موقف عربي رافض للعدوان من خلال هذه القمة المرتقبة، وربما كان لبوادر الانقسام الغربي والتأييد الدولي للعديد من دول العالم لمنع الضربة الوشيكة للعراق اثر كبير في التشجيع لهذه الدعوة والتعجيل بها، فمن غير المعقول ان يقف العالم كله هذا الموقف المساند لشعب العراق، ويقف العرب موقفا سلبيا من قضية اساسية تمس مصالحهم ومستقبلهم وامنهم القومي. واذا كان وزراء الخارجية العرب قد اختتموا اجتماعهم بالقاهرة من دون تحديد موعد لانعقادها، فلا يدعونا هذا للاحباط او اليأس مطلقا، فلا احد ينكر حالة التمزق والانكسار والضعف التي يعيشها العالم العربي الان جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990م والتي ما زالت تداعياته واثاره في المنطقة باقية ولم تغب بعد عن اذهان كل المتضررين منه، صحيح ان عنصر الوقت في غاية الاهمية لتسجيل هذا الموقف العربي الموحد والمطلب الشرعي بوقف العدوان، الا ان الاجتماع نجح في الخروج ببيان وعدد من الرسائل اهمها الرسالة التي تم نقلها للولايات المتحدة بضرورة ضبط النفس، والتأكيد على اهمية العمل من خلال مجلس الامن واحترام سلطة الاممالمتحدة والشرعية الدولية، كما حث ا لبيان على ضرورة تجنب الدول العربية تقديم المساعدات او التسهيلات لاي عمل عسكري يؤدي الى تهديد امن وسلامة العراق ووحدة اراضيه، واكد على الالتزام بالحفاظ على امن وسلامة كل من العراق والكويت، واعتبر البيان ان تهديد امن اي دولة عربية يمثل تهديدا للامن القومي العربي، هذا بالاضافة الى حث العراق على ضرورة التعاون الكامل مع الاممالمتحدة لتجنيبها وتجنيب المنطقة الحرب المحتملة. وكان للحضور الاوروبي المميز لهذا الاجتماع والذي حضره جورج باباندريو الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي اثر داعم ومساند للوزراء العرب في اجتماعهم التحضيري. ان العرب ينتظرون من قادتهم وملوكهم ورؤسائهم وزعمائهم استغلال الموقف الاوروبي والشعبي العالمي الرافض للحرب، ولديهم العديد من اوراق الضغط التي يمكن ان يلوحوا بها، والاهم من ذلك ان يحاولوا رأب الصدع وتصفية الخلافات وتنقية الاجواء العربية، فهذه هي الخطوة الاهم من اجل اتحاد الكلمة، فنحن العرب احوج ما نكون في المرحلة القادمة لتناسي الخلافات والاحقاد والمرارات والوقوف موقفا موحدا رافضا للعدوان على العراق او على اي دولة عربية خشية ان ينفطر عقد هذه الامة في غضون شهور قليلة لا قدر الله.