كد معارض عراقي بارز أن الرئيس صدام حسين كاد يطور سلاحا نوويا لولا قراره بغزو الكويت في صيف عام 1990. وقال مدير الاستخبارات العسكرية سابقا اللواء الركن وفيق السامرائي أن العاهل الاردني الراحل الملك حسين زود الجانب العراقي بمعلومات هامة عن تحركات القوات الايرانية خلال حرب الخليج الاولى عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية سي.آي.إيه.. مشيدا بدعم الدول الخليجية ومنها الكويت للعراق خلال تلك الحرب التي استمرت ثمانية أعوام متصلة. وعن تصنيفه الآن لصدام بالنسبة له، قال السامرائي هو خصم سياسي كبير كما وصف نظام بغداد بأنه نظام شمولي.. وأضاف .. في النظم الشمولية .. مثل نظام الرئيس صدام حسين لا أحد بعيد عن المراقبة أبدا حتى أفراد عائلته يمكن باستثناء (نجله الاصغر) قصي، حتى أستطيع أن أقول إن عدي (النجل الاكبر) مشمول بالمراقبة لكن ليس حتى يقطع رأسه .. ربما كي يراقب عدا قصي .. وأضاف الجميع، على حسن المجيد هو ابن عم للرئيس صدام وفريق ركن، صدقني هو موضوع تحت المراقبة الشديدة جدا .. لا أحد مستثنى من ذلك. وقال السامرائي إنه شغل منصب مدير شعبة إيران بجهاز الاستخبارات وكان يتم تجنيد عملاء إيرانيين ورصد المعلومات عن طريق التنسيق الواسع مع أجهزة الاستخبارات الاخرى ومنها السي آي إيه بوجه خاص وأجهزة الاستخبارات العربية وكذلك جهاز الاستخبارات الالمانية وغيرها. وأكد أن علاقة نظام بغداد مع السي آي إيه امتدت لسنوات طويلة وبدأت في أواخر عام 1981 بشكل غير مباشر عن طريق الاردن .. كانت تمرر إلينا المعلومات عن طريق جلالة الملك يرحمه الله، الملك الحسين برسائل رسمية إلى الرئيس صدام ولم يقولوا في ذلك الوقت بأنها من السي آي إيه. ووصف تلك الرسائل بأنها طبعا كانت رسائل مهمة بل بالعكس ممتازة أيضا . وحول دور واشنطن خلال هذه الحرب الضروس قال إن الدور الامريكي كان في الحقيقة دورا كبيرا، كانوا يزودوننا مثلا بصور الاقمار الصناعية .. وأضاف وكانوا كذلك يزودوننا بتقارير أسبوعية وأحيانا بالاسبوع مرتين وأحيانا شبه يومي عن تحركات القوات الايرانية .. من الاقمار الصناعية.. كما أشاد بدعم دول الخليج لبلاده خلال هذه الحرب ثم استرجع السامرائي أحداث حرب الخليج الثانية فقال .. حاولنا أن نقنع الرئيس صدام مرارا وبعشرات التقارير أن الكارثة ستحل بالعراق قطعا إذا بقينا في الكويت وأن الدمار المحدق سيكون كبيرا دون جدوى. وأضاف في السياق نفسه ..ولكن لسوء الحظ، الرئيس صدام شخصيا وأعضاء فريقه كانوا مصرين على البقاء في الكويت يعتقدون بأن المسألة مسألة عض على الاصبع وسينتهي كل شئ بمساومة. وحول احتمال حيازة العراق أسلحة دمار شامل ومنها القنبلة النووية، وأنه مازال متمسكا برأيه بأن نظام بغداد كان في عام 1990 بحاجة لعام واحد فقط لتطويرها أضاف السامرائي: أنا اعتقد أو مقتنع بأن هذا صحيح تماما. أنا سمعته من (وزير التصنيع العسكري السابق) حسين كامل (الذي قام صدام بتصفيته في العراق) مباشرة.. ولو بقي العراق سنة واحدة لم يغزو الكويت لحصل التفجير النووي العراقي، هذه حقيقة أساسية وهذه واحدة من أخطاء النظام في العراق وأخطاء صدام، خطأة العمر الكبرى. وحول إسرائيل، ذكر السامرائي أنها كانت ترصد المكالمات الهاتفية الهامة في العراق عن طريق اختراق الكابلات المحورية من قبل محطة تصنت إسرائيلية وأن صدام يسرب متعمدا معلومات أنه لا يريد حربا مع الدولة العبرية. وقال .. نعم، سمعنا بأن مخابرات النظام في العراق يسرب معلومات متعمدة إلى الاسرائيليين بأنه لا ينوي ضرب إسرائيل .. وأضاف أنا لا أقول لا يوجد خلاف ولكن لا توجد نوايا فعلية لضرب إسرائيل .. و العراق لا يهدد مستقبل إسرائيل ..