في إحدى جلسات تحقيق مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف. بي. آي) التي نشرت أخيراً، أكد الرئيس العراقي السابق صدام حسين أن نظامه اعتقل 68 ضابط استخبارات ايرانياً خلال انتفاضة الشيعة في جنوب العراق في أعقاب انسحاب قواته من الكويت العام 1991، مشيراً الى مبادلتهم لاحقاً بأسرى عراقيين. واتهم طهران بدفع مجموعات من حزب «الدعوة» الشيعي لتنفيذ «عمليات تخريب» في مدن البصرة والناصرية والعمارة الجنوبية، قبل أن تنضم اليها عناصر في السليمانية وأربيل وكركوك شمالاً. وأشار الى أن المشاركين في الانتفاضات كانوا مزيجاً من «اللصوص» و»المتمردين» و «أولئك القادمين من ايران». وبحسب صدام، إن المجموعة الأخيرة تتوزع على عناصر من أجهزة حكومية ايرانية وعراقيين من أصول ايرانية وعراقيين «فروا» إلى ايران. واتهم طهران بالسعي الى السيطرة على كل العراق وتحديداً جنوبه، والتمدد في اتجاه شرق السعودية ومنطقة الخليج بأسرها. وقال الرئيس السابق للمحقق اللبناني الأصل جورج بيرو (37 عاماً) إنه وضع شخصياً خطة غزو الكويت العام 1990، مشدداً على أنها أرض مفتوحة جغرافياً ولا يتطلب تنفيذ العملية تخطيطاً تقنياً محدداً أو معدات خاصة. وأضاف أن العملية استغرقت ساعتين ونصف الساعة، فيما كان على التنفيذ أن لا تتجاوز الساعة الواحدة. كما أقر بأنه أمر شخصياً بالهجوم على الخفجة لاستدراج قوات «التحالف» وقتها الى حرب برية. وجدد ادعاءه بأن «الكويت عراقية سرقها قرار بريطاني من العراق»، وأن ذلك «لم يكن ليحصل لولا وجود النفط فيها». وقال إنه يتفهم بأن الولاياتالمتحدة الموجودة وراء المحيط الأطلسي ترغب في عراق فقير، لكنه لا يستطيع فهم «كيف تريد الكويت أن تعيش الى جانب بلد جائع». كما عزا أوامره باطلاق صواريخ «سكود» على اسرائيل الى كونها مصدر كل «الأمور السيئة» التي حدثت للعرب، والى أنها «تدفع» السياسيين الأميركيين «وتملأهم بالكراهية». وقال إن الدولة العبرية هاجمت العراق للمرة الأولى لتدمير مفاعله النووي الوحيد العام 1981، وبقي في حال حرب معها منذ ذلك الحين. وتطرق الرئيس السابق في أحاديثه مع المحقق الأميركي الى صهره حسين كامل، ورسالة كتبها باسم صدام بعد غزو الكويت الى وزير الداخلية حينها علي حسن المجيد يطلب فيها من الجيش العراقي مصادرة أي ممتلكات قد تساعد في اعادة بناء العراق. وقال إن «هناك عناصر سيئة في كل مكان، وهو (حسين كامل) ميت الآن». وعن الأهوار التي جففها في أعقاب الانتفاضة الشيعية العام 1991، قال صدام إنه أمضى «أفضل أيامه» هناك بين عامي 1978 و1984، قبل أن يتخذ قراره المثير للجدل «لمصلحة سكانها ولأسباب استراتيجية». ونفى الرئيس السابق عيشه ببذخ خلال فترة حكمه. وقال إن بناءه عدداً كبيراً من القصور «التي تملكها الأمة وليس لشخص واحد» يعود الى سببين، الأول أنها منحت المهندسين العراقيين فرصة لتطوير قدراتهم التي يمكن رؤيتها في تحسن تصميم المنزل العراقي. والثاني حاجة القيادة العراقية الى أمكنة عدة للاجتماع بعد بروز خطري الولاياتالمتحدة واسرائيل، ولا سيما خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه.