رغم تداول اربعة أسماء في الاوساط الفلسطينية كمرشحين لمنصب رئيس الوزراء الذي استحدثه الرئيس ياسر عرفات إلا أن المرجح تأخر التسمية الفعلية اذ يتعين اقرار المبدأ من قبل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ثم تعديل القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية في المجلس التشريعي.وافادت مصادر فلسطينية ان الشخصيات الاربع الذين يتم تداول أسمائهم هم محمود عباس (ابو مازن) أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وسلام فياض وزير المالية، واحمد قريع (ابو علاء) رئيس المجلس التشريعي، وناصر القدوة المندوب الفلسطيني لدى الاممالمتحدة. وقالت مصادر مقربة من عرفات ان تعيين رئيس للوزراء لن يكون قبل شهر على الاقل . ويسعى الرئيس الفلسطيني حاليا، حسب المصادر نفسها، لعقد اجتماع للمجلس المركزي (الهيئة الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير) تليه جلسة للمجلس التشريعي في رام الله حتى يتسنى تعديل القانون الاساسي الذي يحكم السلطة الفلسطينية باضافة فقرة تسمح بتعيين رئيس لمجلس الوزراء. وما زال انعقاد المجلسين يصطدم بالحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية. وقال وزير الاشغال العامة وعضو المجلس التشريعي والمجلس الثوري لحركة فتح عزام الاحمد انه تم الاتفاق في اجتماع القيادة الاحد الماضي على انه لا يتم بحث قضية رئيس الوزراء الا بعد الحصول على ضمانات من اللجنة الرباعية يؤكد سماح اسرائيل لكافة اعضاء المجلس التشريعي والمجلس المركزي التنقل بحرية للاجتماع. ولكن مع احتمالات نشوب الحرب على العراق فان فرص انعقاد المجلسين ستتضاءل بسبب الاجراءات الامنية المتوقع ان تتخذها اسرائيل، حسب مصادر في المجلس التشريعي. ويقول المحلل السياسي الفلسطيني خليل الشقاقي انه اذا أراد عرفات تقليل الانتقادات (الاوروبية والامريكية) الموجهة اليه فسيختار شخصية ذات ثقل تستطيع العمل بشكل مستقل . ويعتقد الشقاقي ان افضل مرشح هو ابو مازن (64 عاما) الذي ايد الاصلاح والذي يوافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على التعامل معه بل انه التقى به أكثر من مرة. ولكن العلاقات توترت بين ابو مازن وبين عرفات خلال الشهور الاخيرة بسبب اتصالات اجراها مع مسؤولين امريكيين اعتبر الرئيس الفلسطيني انها تمثل التفافا عليه وهو محاصر . ولذلك قرب الرئيس الفلسطيني منه خلال الفترة الاخيرة وزير الداخلية هاني الحسن، الخصم اللدود لابو مازن، وفق مسؤول طلب عدم ذكر اسمه. ويعتبر وزير المالية سلام فياض (50 عاما) ، حسبما قال دبلوماسي غربي، المرشح المفضل للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وفياض من مواليد طولكرم وانهى دراسته العليا في الولاياتالمتحدة وكان موظفا سابقا في البنك الدولي وممثلا لصندوق النقد الدولي في فلسطين. ولكن ثمة عقبة اساسية امام سلام فياض. فلا تزال حركة فتح التي يترأسها تصر في مداولاتها الداخلية على ان يكون رئيس الوزراء من اعضائها وهو ما لا ينطبق عليه. كما أن فياض مازال يحمل الجنسية الامريكية وعليه ان يتنازل عنها في حال ترشيحه لهذا المنصب مثلما فعل وزير الحكم المحلي صائب عريقات الذي تخلى عن جنسيته الامريكية ليتمكن من ترشيح نفسه عام 1996 لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني. ويعتبر فياض ايضا من الشخصيات الفلسطينية التي يقبل شارون التحادث معها. وقد التقى به في مقر الاقامة الرسمي لرئيس الوزراء بالقدس الغربية السبت او الاحد وتباحثا حول الجهود التي تبذل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار والاصلاحات الفلسطينية، حسبما اعلنت القناة الثانية الخاصة في التليفزيون الاسرائيلي الاثنين الماضي. ويتردد كذلك اسم أبو علاء (66 عاما)، رئيس الوفد الفلسطيني الذي تفاوض سرا حول اتفاق اوسلو عام 1993 وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. أما ناصر القدوة فقد انهى دراسته الجامعية في يوغسلافيا السابقة وكان من القيادات الطلابية وعمل كدبلوماسي في مكتب منظمة التحرير في نيويورك نحو عشر سنوات قبل ان يصبح مندوبا لفلسطين وهو ابن شقيقة الرئيس عرفات ومتزوج من فرنسية ولكنه غير معروف على الساحة الداخلية الفلسطينية. ويركز مشروع الدستور الفلسطيني، الذي تجري صياغته حاليا، الصلاحيات الاساسية بيد رئيس الدولة الذي يتولى تعيين رئيس الوزراء ويحدد السياسة العامة للدولة ويشغل منصب القائد الاعلى للامن الوطني ويعين السفراء وممثلي دولة فلسطين . احمد قريع عرفات خلال اعلانه قبول منصب رئيس الوزراء